الصحة النفسية

مدة بقاء أدوية الاكتئاب في الدم وأعراض الانسحاب الناتجة عنها

مدة بقاء أدوية الاكتئاب في الدم، أمر أثار فضول الكثير من الأطباء والصيادلة؛ لأن مضادات الاكتئاب من الأدوية التي يكثر استعمالها في الآونة الأخيرة؛ ولهذا فإن الجميع سواء: الصيدلي، أو الطبيب، أو المريض بحاجة لفهم آلية عمل هذه الأدوية، مدة تأثيرها على الشخص، وما هي الآثار الجانبية المحتمل الإصابة بها أثر تناول هذه الأدوية؟

كيف تعمل مضادات الاكتئاب؟

  • الهدف الرئيس من تناول مضادات الاكتئاب هو: إعادة التوازن الكيميائي للنواقل العصبية في الدماغ، وذلك يكون من خلال العمل على تحفيز إفراز هرموني: السيروتونين، والدوبامين، فكلاهما مسؤول عن استقرار الحالة المزاجية؛ وبالتالي فإن الاعتماد عليها في علاج الاكتئاب أمر ضروري، مع العلم أن بعض الأدوية الأخرى قد تساهم في تقليل نسبة هرمونات أخرى بالدماغ، فتسبب إصابة الشخص باضطراب الاكتئاب.

العوامل المؤثرة على مدة بقاء أدوية الاكتئاب في الدم

مدة بقاء ادوية الاكتئاب في الدم

يختلف الأشخاص فيما بينهم في التفاعل والاستجابة لمضادات الاكتئاب، فكل شخص له الدواء، والجرعة المناسبة له، وهو ما يسبب اختلافًا واضحًا في مدة شفاء مريض عن آخر، وذلك يعتمد على عدة عوامل، منها:

عمر المريض

كلما تقدم عمر مريض الاكتئاب، أصبح من الصعب على دماغه الاستجابة لمضادات الاكتئاب بشكل أسرع؛ وبالتالي يبدو تأثير الأدوية أبطأ من الأشخاص الأكبر سنًا، إضافة إلى أن طبيعة جسم كبار السن ومعاناتهم من: أمراض القلب، الكلى، والكبد؛ وبالتالي يؤثر على عمل الدواء في الجسم.

طبيعة جسم المريض

طول المريض، وزنه، وكذلك نسبة الدهون الموجودة في جسمه، تجعل من تحديد الجرعة المناسبة من الدواء مختلفة عن غيره، ذلك لأن الجرعة يتم تحديدها بناءً على القياسات الجسدية لهذا الشخص.

الآثار الجانبية المتوقعة من مضادات الاكتئاب

يواجه مرضى الاكتئاب الكثير من الأضرار والآثار الجانبية لأدوية الاكتئاب، وهو الأمر الذي يتطلب استشارة الطبيب بشكل مستمر في كل كبيرة وصغيرة، وعدم التوقف عن تناول الأدوية، أو تغيير الجرعة دون الرجوع إليه، أهم هذه الأضرار، مثل:

  • الشعور الدائم بالتوتر، أو القلق العام.
  • اضطراب في النوم، سواء الأرق الشديد، أو زيادة عدد ساعات النوم إلى حد مفرط.
  • شراهة في تناول الطعام، أو فقدان الشهية بشكل كبير جدًا.
  • مواجهة مشكلات جنسية، مثل: انعدام الرغبة الجنسية لدى الأنثى، وتأخر القذف عند الرجل.

متى يظهر أثر مضادات الاكتئاب على الشخص؟

من 7 أيام وحتى 14 يومًا هي المدة التي تحتاج إليها مضادات الاكتئاب؛ كي تستطيع العمل على دماغ الشخص، وإظهار بعض التحسن على صحته النفسية؛ لهذا تأتي النصيحة الأولى للأطباء عند وصفها للمرضى بأن يتحلوا بالصبر؛ حتى يأتي الدواء بمفعوله، وتأثيره المطلوب.

تتراوح الجرعة من قرص إلى 3 أقراص يوميًّا، وهي تعتمد على حدة المرض لدى الشخص، والتركيز الذي تحتاجه خلايا مخ هذا الشخص؛ لكي تختفي الأعراض، والتأثير الكامل لمضادات الاكتئاب يكون في خلال شهر إلى شهرين، وقد لا يرى الشخص أي فائدة من تناول الدواء وذلك بسبب الحاجة إلى نوع آخر من الدواء، وأن الجرعة، أو الدواء نفسه غير مناسب لهذا المريض.

التوقف المفاجئ عن تناول مضادات الاكتئاب

تصل مدة بقاء أدوية الاكتئاب في الدم إلى حوالي 72 ساعة، لهذا لا تظهر اعراض التوقف المفاجئ عن أدوية الاكتئاب بشكل سريع، أما بعد مرور يومين أو أكثر تبدأ نسبة هرموني: السيروتونين، والدوبامين في الانخفاض، إنما وزيادة نسبة هرمون النورأدرينالين؛ مما يتسبب في ظهور أعراض الانسحاب لدى المريض.

أعراض الانسحاب من أدوية الاكتئاب

مضادات وأدوية الاكتئاب

تعتبر مشكلة الانسحاب من مضادات الاكتئاب، هي المشكلة الأكبر التي يخشى منها الكثير عند بدأ العلاج من اضطراب الاكتئاب؛ لهذا تناول هذه الأدوية يحتاج إلى مراقبة طبية عن كثب، فأعراض الانسحاب الرئيسة، مثل:

  • عودة أعراض مرض الاكتئاب مثل السابق، أو أكثر حدة.
  • الصداع، والشعور بالدوار.
  • التوتر، والارتباك.
  • الرجفة، وارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • الغثيان، والتقيؤ، مع بعض الاضطرابات في الشهية، مع تغيرات في الوزن.
  • الحلم بكثير من الكوابيس، مع الأرق.
  • سيلان الأنف، وأعراض مشابهة للبرد.
  • ألم في المعدة والصدر.
  • حرقان في أعصاب في الأطراف.

طرق التعامل مع أعراض الانسحاب

استشارة الطبيب بشكل فوري وسريع تعد الخطوة الأهم في مواجهة أعراض الانسحاب؛ لأن الطبيب هو الأكثر علمًا بطبيعة مرضك، طريقة استجابتك للأدوية، وكيف يمكن مواجهة أعراض الانسحاب لديك.

  • اطلب من طبيبك أن يقرر لك خطة تفصيلية؛ لوقف تناول الدواء بالتدريج.
  • اطلب من طبيبك أن يصف لك دواء بديلًا قبل أن تتوقف عن الدواء الرئيس؛ حتى يحل محله، ويمنع مرورك بانتكاسة مرة أخرى.

تختلف مدة بقاء أدوية الاكتئاب في الدم من مريض لآخر، فهي تعتمد على: سن الشخص، طوله، وزنه، وتعتمد كذلك على الأمراض المزمنة التي يعاني منها؛ لذلك فإن بناء جسمه هو ما يحدد كيف يعمل الدواء على أعراض مرضه، ولأي مدة زمنية يبقى داخل جسده.

المصادر:

ذير كافيري فيليدج.

فيري ويل مايند.

ويب ميد.

ويكبيديا.

زر الذهاب إلى الأعلى