الصحة النفسية

الشلل الهستيري.. هل يختلف عن الشلل العضوي وما هي أسبابه؟

الشلل الهستيري، مرض نفسي في المقام الأول يتسبب في التأثير على حركة الشخص سواء كان المشي أو تنسيق الحركات الدقيقة، أو في حفظ توازن الجسم خلال الوقوف أو الحركات المختلفة، بل إنه يؤثر أيضًا على عضلات اللسان والبلع وعضلات العين، مما قد يتسبب في فقدان الكثير من الحواس لدى هذا الشخص.

ما هو الشلل الهستيري؟

الشلل الهيستيري
الشلل الهستيري أو ما يُعرف بالهستيريا التحولية، هو نوع من الأمراض النفسية العصبية، حيث تُصاب أجزاء الجسم التي يتحكم بها الجهاز العصبي المركزي الإرادي مثل الحواس والحركة بالشلل إثر تعرض الشخص لصدمات نفسية حادة وشديدة أو ضغط عصبي مزمن، مع العلم أن تأثر الحركة والحواس يكون بشكل غير واعٍ من قبل الشخص.
سميت بالهستيريا التحولية أو رد فعل التحويل (Con­ver­sion dis­or­der)، لأن المخ يلجأ إلى حيلة دفاعية لتحويل الغضب أو الشعور بالصدمة التي تعرض لها إلى شكل آخر وهو فقدان الحركة وذلك بهدف تفريغ الطاقة السلبية أو التخلص من الألم الدفين لدى هذا الشخص.

أعراض الشلل الهستيري

اضطراب الهستيريا التحولية تبدأ أعراضه بعد التعرض المباشر لصدمة لا يتحملها الشخص ولا يستطيع العقل التعامل معها بشكل صحيح، وجميعها نفسية في المقام الأول لا شأن لأي سبب عضوي بها، لهذا من الممكن أن تختفي باختفاء الصدمة والضغط العصبي أو بالعلاج النفسي وغالبًا ما تكون أعراضًا جسدية وحسية مثل:

الأعراض الجسدية الحركية

تظهر أعراض العجز والشلل الحركي في عدة صور مختلفة وفي أكثر من منطقة من أجزاء وأعضاء الجسم، مع العلم أنه ينعدم وجود أية مشكلة في الأعصاب أو العضلات أو المناطق المسؤولة عن تنظيم الحركة في المخ وهذه الأعراض كما يلي:

  • انعدام التوازن وعدم القدرة على الاحتفاظ بوضع معين.
  • مواجهة صعوبات في البلع لضعف عضلات البلعوم والمريء.
  • احتباس البول لتأثر عضلات المثانة.
  • الإصابة بنوبات تشنجية غير صرعية بشكل متكرر.
  • المعاناة من مشاكل في تناسق الحركة خاصةً الحركة الدقيقة.
  • فقدان القدرة على الوقوف والمشي.
  • الإغماء وفقدان الوعي.

الأعراض الحسية

يُطلق على هذا النوع من الأعراض مصطلح العجز الحسي، وغالبًا ما يظهر هذا التأثير على مجموعة كبيرة من الحواس وأيضًا ليس هناك أي دخل لخلل الأعصاب الحسية في ظهورها أو في مناطق الإحساس في المخ وهي مثل:

  • العمى الهستيري وهو ضعف في الرؤية، وكذلك قد يُصاب البعض بازدواج الرؤية.
  • الصمم أي الضعف في حاسة السمع.
  • عدم الإحساس بالألم أو الفقدان التام لحاسة اللمس.
  • البعض قد يعاني من التنميل والخدر في الأطراف.
  • تشخيص الشلل الهستيري

    يعتمد الأطباء والمعالجون النفسيون على الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية (DSM‑5) لتشخيص أي مرض نفسي ومن ضمنها مرض الهستيريا والشلل الهستيري، وإليك المعايير التشخيصية المعتمدة لتشخيص أعراض مرض الشلل الهستيري:

  • يجب أن يعاني المريض من عرض واحد على الأقل من أعراض العجز الحركي أو الحسي.
  • إثبات أن المريض تعرض إلى ضغط نفسي وصدمة شديدة ظهرت بعدها الأعراض.
  • ألا يكون المريض قد تناول أي مواد مخدرة معروف أنها تسبب نفس أعراض الشلل الهستيري.
  • أن تكون الأعراض ذات تأثير قوي على حياة الفرد سواء على علاقاته الاجتماعية أو على أدائه الوظيفي.
  • الشخصية الهستيرية

    اعراض الشلل الهيستيري
    هناك أشخاص يكون لديهم بعض القابلية للإصابة بأعراض الهستيريا أو بالشلل الهستيري تحديدًا، وغالبًا ما يكون سلوك هذا النوع من الشخصيات بسلوك الأطفال حيث هدفهم الرئيسي هو لفت الانتباه والحصول على أكبر درجة من الاهتمام، وهو نوع شائع الوجود بين الأشخاص ومن أهم صفات الشخصية الهستيرية:

  • التقلب الملحوظ في الحالة المزاجية.
  • عدم السيطرة على التصرفات أو التحكم في الانفعالات.
  • القيام بإيماءات جنسية غير ناضجة.
  • العاطفة الجياشة والسذاجة الزائدة.
  • الاستعراض المستمر والشعور الدائم بالنقص.
  • المبالغة في التفكير والخيالات وأيضًا في ردات الأفعال.
  • الأنانية والمجاملة المستمرة الزائدة عن الحد للآخرين.
  • علاقاته حميمية أكثر من اللازم وبشكل غير ما هي عليه.
  • الرغبة الملحة في الحصول على الإطراء من الآخرين.
  • تسرع مبالغ فيه عند اتخاذ أي قرار.
  • الحساسية المفرطة عند التوجيه النقد السلبي له.
  • قوة تحمل ضعيفة عند المرور بأي مشكلة صعبة.
  • ما هو الفرق بين الشلل العضوي والشلل الهستيري؟

    الشلل العضوي غالبًا ما ينتج عن مشكلات في المخ في المناطق المسؤولة عن الحركة، أو مشكلة في العضلات أو الأعصاب، كذلك نلاحظ تغيرًا في حركة الأطراف مثل الأصابع إلا إنه يمكنه رفع كتفه، غالبًا ما يعاني هذا المريض من ضمور العضلات وهو لا يحدث مع الشلل الهستيري إلا في الحالات المزمنة فقط، كما أن ظهور مشاكل في التبول وقرح الفراش في الظهر أو مناطق الضغط تعتبر واحدة من علامات الشلل العضوي، الذي يحتاج في علاجه إلى كثير من العلاجات الطبية مثل أدوية العضلات وكذلك يحتاج إلى إعادة التأهيل من خلال العلاج الطبيعي والتمارين.
    أما الشلل الهستيري فيكون شلل في طرف من الأطراف أو شلل نصفي أو أحيانًا كلي، لكنه يرتبط بالأعراض الأخرى للهستيريا (Hys­te­ria)، هذا المريض لا يستطيع تحريك طرفه بأكمله سواء أصابعه أو كتفه، علاجه الأساسي يكون العلاج النفسي ومضاد الاكتئاب والقلق وبعض التمارين الرياضية.

    العوامل المسببة للإصابة بالشلل الهستيري

    اسباب الشلل الهيستيري
    كمثله من الاضطرابات النفسية لا يوجد سبب قطعي يُلقى عليه اللوم في الإصابة بالهستيريا والشلل الهستيريا، إلا أن هناك بعض العوامل التي تعمل على تحفيز ظهور أعراض هذا المرض لدى الأشخاص، من بينها ما يلي:

    العامل الوراثي

    تلعب العوامل الوراثية دورًا كبيرًا في الإصابة بالشلل الهستيري، فإذا عانى أحد الأبوين من أيًّ من أعراض الهستيريا أو أعراض نفسية أخرى مثل مرض الاكتئاب أو الوسواس القهري، فإنه من الممكن أن يعاني الشخص من الشلل الهستيري.

    العامل الصحي

    معاناة الشخص من أي مرض نفسي تجعله أكثر عُرضة للإصابة بالشلل الهستيري، كذلك الأشخاص ذوو البنية الضعيفة يكونون أكثر عُرضة للإصابة بالمرض، أيضًا يلعب السن دورًا نسبيًا في الإصابة حيث يصيب المرض الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم من 18 إلى 35 عامًا أي أنه لا يصيب الأطفال أو العجائز إلا نادرًا.

    العامل الجنسي

    واحد من أهم العوامل المؤثرة في زيادة احتمالية الإصابة بالشلل الهستيري هو جنس الشخص، حيث تكون نسبة المرض لدى الإناث أعلى بكثير من الرجال، خاصةً أنه الفئة الأكثر حساسية تجاه الصدمات النفسية والعاطفية.

    مضاعفات الشلل الهستيري

    إهمال الحالة النفسية وعدم تلقي العلاج النفسي المناسب وكذلك الاهتمام بمواعيد العلاج الطبيعي، قد يجعل المريض أكثر عُرضة للانتكاسة وكذلك للمضاعفات، خاصةً وأن معظم المرضى يطلبون العلاج من طبيب أعصاب وليس من طبيب نفسي، والبعض الآخر قد لا يتقبل فكرة أن يكون المرض ذا أصل نفسي وليس عضوي فمن أهم هذه المضاعفات:

  • الشلل الحركي المزمن طوال العمر.
  • شلل حسي دائم خاصة للرؤية.
  • زيادة معدل الإصابة بالسكتة الدماغية أو الأزمة القلبية.
  • أنواع الطرق العلاجية لاضطراب الهستيريا (Hysteria)

    هناك أنواع عديدة لعلاج الشلل الهستيري منها التنويم المغناطيسي والتحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة والعلاج النفسي والطبيعي والتأهيل لإدارة الإجهاد والألم، والدعم النفسي المستمر من قبل الوالدين أو المقربين للمريض واحد من أهم الأمور التي تساعد المصاب على مواجهة مرضه، فالشلل الهستيري يختلف عن الشلل العضوي في أنه يمكن علاجه بسهولة إذا تم تشخيصه بشكل صحيح من قبل طبيب مختص وتم علاج المريض بطريقة ملائمة لتخطي صدمته وأعراض مرضه.

    كيف يمكن التغلب على الشلل الهستيري؟ 

    كيفية التغب على الشلل الهيستيري
    تحديد طريقة علاج الهستيريا تختلف من مريض لآخر، لذلك تُترك مهمة تحديد طريقة العلاج المناسبة للطبيب المعالج، بعض الحالات تتناسب معها طريقة التحليل النفسي وحالات أخرى يناسبها العلاج بالإيحاء، حيث تعتمد طريقة العلاج على حدة المرض لدى هذا الشخص وطبيعة شخصيته وعمره، كذلك البيئة الاجتماعية المحيطة به، فالهدف الأساسي للعلاج هو توجيه المريض للتعامل الصحيح مع الأسباب المؤدية لظهور هذه الأعراض لديه، والتعامل مع شعوره بالخوف الشديد من عدم السيطرة على مرضه، ومن أبرز طرق العلاج للتغلب على الشلل الهستيري ما يلي:

    طريقة التحليل النفسي والتنفيس العقلي

    التنفيس العقلي (Men­tal cathar­sis)، هي الطريقة الأمثل التي يستخدمها علماء النفس في علاج الهستيريا، وتقوم على استدعاء المريض لذكرياته القديمة التي قام بكبتها، ومن ثم تحليلها تحليلًا نفسيًا شاملًا يساعد المريض على الاسترخاء والحديث بحرية عن أفكاره ومخاوفه، ومن ثم يقوم الطبيب بربطها بمرضه وأعراضه ويحاول أن يجد له العلاج المناسب لحالته.

    طريقة الإيحاء

    طريقة الإيحاء تساعد في كشف الأسباب الدفينة لأعراض الهستيريا والتي قد لا يكون المريض على دراية بها أو يخجل من الإفصاح عنها، كذلك تساعد المريض في إدراك أسباب مرضه وأن أعراضه يمكن الشفاء منها، حيث تعتمد على الإقناع التام للمريض بإرادته القوية في مواجهة المرض.

    العلاج بالأدوية النفسية

    الأدوية المضادة للقلق وللاكتئاب تعتبر النوع الذي يفضله الأطباء النفسيون لهؤلاء الذين يعانون من أعراض الهستيريا العنيفة أو في مرحلة متقدمة للغاية من الاضطراب مثل الشلل الهستيري بحيث يكون العلاج النفسي لا يكفي بمفرده.
    على الطبيب أن يوضح الفرق الكبير بين الشلل العضوي والشلل الهستيري، لأن طرق العلاج تختلف اختلافًا كُليًا، فالهستيريا والشلل الناتج عنها تحتاج إلى الخضوع الفوري للعلاج النفسي، وذلك لعرفة مصادر الضغط النفسي والعصبي الذي يتعرض له الشخص حتى يتجنبه، وكذلك كي يتعلم كيفية السيطرة على الأعراض وطريقة تفاعله مع الصدمات والمشاكل المختلفة.

    المصادر

    بامبيد إن سي بي أي.
    جورنالز.
    جاما نيت وورك.
    ويكيبيديا.

    زر الذهاب إلى الأعلى