التعامل مع الشخصية العصبية.. وكيف تسيطر على سريع الغضب؟

من منا لم يصادفه في حياته واحد أو أكثر ممن يمتلكون الشخصية العصبية، فلا توجد مجموعة من الأصدقاء  إلا ووجد بها شخص معروف بسرعة ثورته التي تنتهي بمشكلة كبيرة عادةً، والذي يحتاج بالأحرى إلى طريقة معينة للتعامل، فما هي طرق التعامل مع الشخص العصبي للحد من المساوئ التي يمكن أن تطال صاحبها والأشخاص المحيطين به؟

عوامل تكوين الشخصية العصبية

قبل أن نستفيض في الحديث عن كيفية التعامل مع الشخصية العصبية، يجب أن نتطرق أولًا إلى ما تعنيه، والتي يُقصد بها الشخصية التي يصدر عنها ردود أفعال هجومية وانفعالية بشكل مفرط مقارنةً بالأشخاص الأسوياء، حيث تكون تصرفاته مبالغًا بها لمجرد شعوره بالاستياء ويظهر ذلك جليًا في قوله وفعله، مما ينتج عنه أذى لمن يتعامل معه، وتؤول هذه الفوضى العارمة والتصرفات الجنونية إلى بعض العوامل وهي:

المشاكل الشخصيّة

يمكن أن ينتج انفعال المرء وعصبيته عن حزمة من المشاكل التي تعرقل سير حياته، مما يؤدي ذلك إلى اضطراب مشاعره وفقدان السيطرة على أعصابه ومنها على سبيل المثال؛

• وجود بعض الخلافات مع زملاء العمل أو أحد أفراد الأسرة.
• عدم القدرة على الوصول إلى الأهداف المرجوة.
• التعرض لحادث سير أو أزمة مرور يترتب عليها الوصول متأخرًا للعمل.
• مشاكل العمل بسبب عدم القدرة على الإدارة والتخطيط.
• تذكر بعض الذكريات المؤلمة وغير المحببة.

المشاكل النفسيّة

قد يعاني من بعض الاضطرابات النفسية التي يترتب عليها العصبية المفرطة والتصادمات مع الآخرين والتي تحتم على هذا الشخص ضرورة الذهاب إلى طبيب نفسي ومنها على سبيل المثال:

• التعرض لصدمة عاطفية في المراحل المبكرة في حياة الشخص.
• التعرض للأمراض النفسية التي تصيب المرء بفرط الغضب.
• التغييرات الهرمونية التي ينتج عنها اكتساب بعض الطباع الحادة.

كيفية التعامل مع الشخصية العصبية

في حياتنا اليومية قد نضطر للتعامل مع شخص سريع الغضب، مما يتوجب علينا التعرف إلى بعض الحيل التي تساعد بطريقة أو بأخرى في التعامل مع هذا الشخص دون التعرض لانفعالاته وثورته المفرطة:

ابتسم له

حاول قدر استطاعتك أن تكسر حدة الحالة الانفعالية التي تصيب هذا الشخص من خلال التبسم والضحك بطريقة توحي بعدم انزعاجك منه وأنك راضٍ عنه كليًا، لكن كن حكيمًا كي لا ينقلب الأمر رأسًا على عقب لأنه قد يفهم أن ابتسامتك ما هي إلا سخرية من تصرفه.

تفهم غضبه وتعرف على سببه

كي تمنع تفاقم غضب الشخص العصبي يجب أن تنصت له باهتمام ويجب أن تتفهم مشاعره، وقم بمحاورته إلى أن يتخلص من كافة الشحنات بداخله، وانتبه ألا تدير ظهرك له لأن ذلك يشعره بأنه مُهمل، مما يزيد من ثورته.

تحدث معه في الأوقات المناسبة

إليك سرا من أسرار التعامل مع زوجك العصبي أو مديرك العصبي، إن كنتِ بحاجة لطلب شيء ما أو تريدين مناقشته في موضوع شخصي على سبيل المثال يجب عليكِ أن تختاري الوقت الملائم للتحدث معه، وابتعدي تمامًا عندما تكون حالته المزاجية سيئة.

تجنب الصوت العالي

عندما تجد الشخص الذي تحادثه ثائرًا وفي حالة عصبية جلية أمامك، حاول أن تكون أنت الطرف الهادئ، أي يجب عليك ألا تنفعل وتضبط أعصابك جيدًا، ولا ترفع صوتك، حاول أن تحتويه كي لا تؤول الأمور إلى الأسوأ، وإن لم تتمكن من ذلك عليك بالمغادرة في الحال.

تجنب انتقاد الشخص العصبي

إذا كنت تمتلك صديقًا عصبيًا يجب أن تنتبه إلى الأمور التي تضايقه وبشكل خاص أمام الغير، كما يجب عليك أن تحذر الحذر كله من انتقاده وذكره بالسوء أمام أحد وإن كانت مجرد مزحة، لأن ذلك سوف يجعله يستشيط غضبًا، فهو بطبعه لا يحب إلقاء اللوم عليه أو الاعتراف بخطئه، فما بالك إذا كان شخصية عصيبة، لذا توقع أن حبل الصداقة بينكم لن يستمر طويلًا.

لا تعاتب العصبي أثناء ثورته

قد يخطئ صديقك العصبي في حقك أثناء غضبه ببعض الكلمات الجارحة التي قد تُحزنك، لكن من أجل الحفاظ على الصداقة بينكما يجب أن تكتم غيظك وتعاتبه في وقتٍ آخر، سوف يدهشك حينها كونه أكثر لطفًا وعطفًا مما تتخيل، بل وقد تجده يسارع إلى الاعتذار منك دون أن تعاتبه، لأن الأشخاص العصبيين غالبًا يملكون قلوبًا طيبة.

تحدث بما يليق بالموقف

يجب عليك أن تتحلى بالحكمة والذكاء؛ كي تتمكن من قراءة الموقف والحالة المزاجية لصديقك، من خلال التعرف على نبرة الصوت، لأنه في بعض الأحيان قد تضطر إلى إنهاء النقاش على الفور، عند شعورك أنه اتخذ طريقًا غير مرغوب به يؤدي بكما إلى نتائج لا يحمد عقباها.

اختر كلامك قبل النطق به

كن لين الكلام وتهذب، ولا تنطق بالكلمات غير اللائقة أو التي تثير غضب من أمامك، وانطق بما يمكن للآخر تقبله بصدرٍ رحب دون تأفف، قم بمدحه والثناء عليه إن كان يستحق دون إفراط، ذكره بمدى روعة المواقف التي تمكن فيها من تمالك نفسه.

ابتعد عن النصح عند ثورته

لا تقدم النصح للشخص العصبي عندما يكون في أوج غضبه، بل احتفظ بها لوقتٍ لاحق، لأن قولها في وقت الغضب لن يفيد بتاتًا بل سيزيد الأمور تعقيدًا، يمكنك قولها له في وقت آخر كي يتقبلها ويستوعبها جيدًا.

ساعده في تغيير وضعه

يرى علماء علم النفس أن القيام بتغيير المكان وقت الغضب يخفف من حدته، لذا يتعين عليك أن تطلب من الشخص العصبي بطريقة غير مباشرة أن يغير مكانه ويخرج للمشي قليلًا، مع أخذ نفس عميق؛ بهدف الحد من حالته العصبية.

التعامل مع الشخصية العصبية للزوج

أثبتت بعض الدراسات العلمية أن الزوج العصبي هو شخص طيب مقارنةً بالشخص الهادئ والغامض، لذا تفضل المرأة الذكية هذا النوع من الرجال لأنها تدرك كيفية التعامل معه باستخدام عدة أساليب منها:

• يجب أن تفهمي زوجك جيدًا وأن تدركي الأمور التي تغضبه وتجنبيها.
• في وقت ثورته لا تقولي له (اهدأ) ولكن قولي حسنًا سيتغير الأمر.
• لا تفرطي في الاعتذار كي لا يسأم ويثور غضبًا، قومي بذلك باعتدال وعند الحاجة فقط.
• صارحي زوجك بما تريدين في لحظات الهدوء، واطلبي منه ما تريدين.
• كوني إيجابية ومرحة كي تتمكني من تغيير الأجواء المحيطة.
• لا تضعي تركيزك مع الصفات السيئة في زوجك و امدحي الصفات الحسنة به.
• أحسني معاملته تقربًا من الله عز وجل.

علاج الشخصية العصبية

من المهم أن يدرك الشخص العصبي أنه يعاني بالفعل من مشكلة لا بد من علاجها كي يحمي صداقاته مع الآخرين، ويحمي علاقته بأفراد أسرته دون إلحاق الضرر بهم ومن أهم طرق العلاج ما يلي:

• التعرف على بعض تقنيات الاسترخاء ومحاولة تعلمها بهدف التخلص من التوتر.
• التأهب النفسي للمواقف المتنوعة والتهيؤ لها بشكل جيد.
• الإيمان بأن العصبية أمر طبيعي يمكن أن يتعرض له أي شخص، لأن ذلك يساعد في مراقبة التصرفات والانفعالات.
• ابتعد عن السلبية وفكر بشكل إيجابي وعقلاني.
• شارك مشاعرك وما تفكر به مع شخص مقرب لك مثل الوالدة أو الزوجة أو صديقك المقرب.

هكذا نكون قد تناولنا طرق التعامل مع الشخصية العصبية باستفاضة، ولكن يجدر الإشارة إلى أن لكل شخص عيوبا ومزايا، صفة الكمال لله عز وجل، فلا تمتعض من كون أحد المقربين إليك شخصًا عصبيًا، لأنه يجب علينا كأشخاص أسوياء أن نتقبل غيرنا ونساعدهم على تخطي ما يواجههم من مشكلات.