عجائب

«الناجي الوحيد».. وكيف وثق شاب إسباني نهاية العالم في 2027 بالفيديو؟

النصف الثاني من العام 2021، استيقظ الجميع على أنباء تفيد بأن شخصًا يدعي أنه «الناجي الوحيد» يزعُم أن البشرية قد انتهت، وأنه الإنسان الوحيد الذي سيكون على قيد الحياة عندما نصل إلى العام 2027، فما قصته؟

من هو الناجي الوحيد؟

"الناجي الوحيد".. شاب إسباني يدعي السفر عبر الزمن
تم إنشاء حساب على منصة التواصل الاجتماعي «Tik­tok» تقريبًا بشهر مايو من العام 2021، يحمل اسم (Uni­co Sub­re­viviente) والتي تترجم نصيًا من الإسبانية للـ«ناجي الوحيد»، وانتشرت المقاطع التي ينشرها ذلك الحساب كالنار في الهشيم، خاصةً وأنها تُظهر العالم خاويًا من البشر، باستثناء صاحب الحساب الذي يلتقط هذه المقاطع.
يزعُم صاحب الحساب، والذي يُدعى خافيير وهو إسباني الجنسية، أنه تعرّض لحالة إغماء في يوم ما، فتم نقله لأحد مستشفيات مدينة فالنسيا الإسبانية، وعند استيقاظه من غيبوبته، أراد أن يخرُج مجددًا ليعود إلى منزله، إلا أن اصطدم بأنه لا يوجد أي إنسان أو حيوان داخل المدينة.

خافيير والسفر عبر الزمن

بحلول يوليو من العام 2021، كانت مقاطع خافيير قد حصدت أكثر من 15 مليون إعجاب على تطبيق (تيك توك)، وأصبح حسابه يضم نحو 5 ملايين مستخدم من الذين يريدون معرفة الحقيقة.
حقيقة؛ لم يكُن السبب الرئيسي في انتشار مقاطع خافيير بذلك الشكل الجنوني يرجع لأنه يدعي انتهاء البشرية، لكن أيضًا ما أثار الاستغراب هو ادعاءه السفر عبر الزمن.
في مقطع بعنوان (تاريخي)، شرح الناجي الوحيد ما حدث معه تفصيلًا، وشدد على أنه عندما خرج من المستشفى رأى أن العالم بدا تمامًا كما تركه لحظة تعرضه للإغماء بالعام 2021، لكنه اصطدم بأن كل الأجهزة الإلكترونية التي يمتلكها تُشير إلى أنه يعيش بالعام 2027، أي بعد 6 سنوات كاملة من لحظة إغمائه.
وفي نفس المقطع، شرح الناجي الوحيد ‑خافيير- أنه قد تلقى رسالة من جهة مجهولة مفادها أنه يخضع لتجربة ما تحمل اسم (JESP8-827)، حيث إنه يعيش الآن في العام 2027، لكن التجربة تتم عليه بعالم موازٍ بتاريخ 2021، حيث لا يوجد أي إنسان أو حيوان، واختتم مقطعه بمطالبة المتلقين بالصلاة من أجله.

تحديات

"الناجي الوحيد".. شاب إسباني يدعي السفر عبر الزمن
بالتأكيد أثارت قضية الناجي الوحيد الكثير من اللغط، فبغض النظر عن عدم قابلية تصديق طرح خافيير بالسفر عبر الزمن من الأساس، إلا أن مقاطعه كانت فريدة من نوعها على عكس كل المقاطع لمدعي السفر عبر الزمن الذين سبقوه.
فمثلًا؛ زعم صاحب حساب باسم (Time­Trav­el­er 2528) من قبل أنه يمكنه التنبؤ بمستقبل البشرية، بعدما أشار ‑زيفًا- إلى أنه يعلم ما سوف يحدث مستقبلًا حتى العام 2528، وبدأ في تقديم نصائحه الخاصة للمعجبين بحسابه، لكن قصة خافيير اكتسبت طابعًا خاصًا، لأنه يشارك المستخدمين مخاوفه، ويتفاعل معهم، ما جعلهم يشعرون بأنه قد علق داخل هذا العالم الموازي.
بالتأكيد شعر بعض المستخدمين بالشك حيال قصة الناجي الوحيد، خاصةً وأنه لم يشر مطلقًا إلى أي معلومات خاصة به باستثناء اسمه، وهو أمر غريب، فبدأ المتابعون في وصفه بالكاذب، حيث افترض البعض أن هذه المقاطع التي ينشرها خافيير يعود تاريخها لفترة اجتياح فيروس كورونا لإسبانيا، حيث كانت الشوارع في ذلك الوقت خالية تمامًا من الناس، وبالتالي من السهل تصوير مثل تلك المقاطع التي نشرها، خاصةً وأن خوارزميات تطبيق تيك توك تُخفي تاريخ نشر المقاطع على المنصة.
لذلك، طالب بعض المستخدمين خافيير بالقيام ببعض التحديات بعينها، مثل الذهاب إلى ميدان ما، في ساعة محددة، أو العودة للمستشفى التي كان يعالج بداخلها، أو حتى الذهاب لأكثر الميادين ازدحامًا بناءً على طلباتهم.
وما كان من الناجي الوحيد إلا أن يُجيب بالموافقة على طلباتهم، فنشر مقطعًا للمستشفى التي عولج بها، وظهرت فارغة تمامًا، ثم ذهب إلى قصر (mar­ques De Dos Aguas) التابع للمملكة الإسبانية، والذي يعد أكثر المناطق المشددة الحراسة في فالنسيا، لكنه أيضًا ظهر خاليًا من البشر.

هل يستخدم الناجي الوحيد تقنيات حديثة؟

"الناجي الوحيد".. شاب إسباني يدعي السفر عبر الزمن
دون شك، لم يستسلم المتابعون لحساب خافيير لطرحه، حتى بعدما أثبت بما لا يدع مجال للشك أنه يعيش بالعام 2027، عندما استخدم أداة (Alek­sa) التي توفرها شركة جوجل، وترتبط بشكل متكامل بشبكة الإنترنت العالمية، وسألها عن تاريخ اليوم الذي يصور به المقطع، لتجيب أنه يعود للعام 2027.
ويرجع سبب الرفض لزعم خافيير، إلى إمكانية استخدامه لبعض التقنيات الحديثة التي يمكنها إخفاء كل شيء من حوله في المقاطع، لكن هذه الفكرة أيضًا تم الرد عليها حينما ذهب إلى مطار فالنسيا، وبدا أثناء تصويره له خاويا تماما من البشر، ولم يظهر أي انعكاس على مرايا ممرات المطار لأي إنسان، ما يعني أن المطار فارغ بالفعل، وهذا ما لا يمكن أن يحدث.
بعد ذلك تحدّت قناة إسبانية محلية خافيير أن يدخل مقرها عبر عالمه الموازي، ليبحث عن كتاب أخفاه مسؤولو القناة بأنفسهم داخل مقرها، وهو ما لم يتردد الناجي الوحيد في تنفيذه، لكن وأثناء عرض القناة للمقطع الخاص بكاميرات المراقبة، اتضح أن هنالك خيالًا داكن اللون قد تحرك ناحية نفس المكان الذي خُبئ الكتاب به، ما أثار مزيدًا من الجدل.

أين الحقيقة؟

حقيقةً، لا يُمكن سوى الطعن في كون الناجي الوحيد صادقًا، لأنه حتى ولو افترضنا أن البشرية قد انتهت، فمن غير المنطقي أن يكون قادرًا على استخدام خدمة الإنترنت في العالم الذي يدعي أنه موازٍ، ويظل الطرح الأكثر قابلية للتصديق، أن قصة خافير ‑الناجي الوحيد- ما هي إلا فرقعة إعلامية لحدث كبير، أو تقنية ما تُشرف عليها الحكومة الإسبانية بالتعاون مع تطبيق التواصل الاجتماعي (تيك توك).
أما بالنسبة للسفر عبر الزمن؛ فأغلب العلماء توافقوا على أن هذا ليس ممكنًا، على الأقل، وفقًا لما توصّل إليه الإنسان حاليًا من تطوّر ووسائل تكنولوجية.

المصدر
مصدر مصدر 1مصدر 2مصدر 3 مصدر 4

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى