طبقًا للسرد الشائع؛ الثدييات فقط هي ما يمكنها أن تنتج الحليب، ويرجع هذا الاعتقاد لأننا عادة ما نفكر في الحليب على أنه السائل المحتوي على مادة اللاكتوز والذي يأتي من الغدد الثديية، إلا أن العلماء اكتشفوا المزيد من الأنواع التي تمنح أطفالها دفعة من مواد مميزة صنعت خصيصًا لهم، على الرغم من كون هذه الحيوانات لا تنتمي للثدييات من الأساس.
ما هي أشهر الثدييات التي تدر الحليب؟
على الأغلب، كل الثدييات يمكن لها أن تنتج الحليب الذي يمكن بعد ذلك استخدامه لإطعام الصغار وتغذيتهم ومساعدتهم على النمو، ومع مرور الوقت لم تعد الحيوانات نفسها تستهلك الحليب، لكن وبسبب اختلاط البشر بالحيوانات، ظهر ما يعرف بمعالجة حليب الثدييات الذي جعل الإنسان يبدأ في استخراج الأجبان، والكثير من المنتجات المشتقة من الحليب.
العناصر الرئيسية التي تحدد أنواع الألبان تعتمد على جودة ونوع الأعلاف والمياه والمناخ الذي تعيش به الحيوانات، ومن العوامل الأخرى التي قد تؤثر على وجود أنواع الألبان والطلب في السوق هي التقاليد الغذائية والخصائص الاجتماعية والاقتصادية للأسر الفردية.
ولعل أشهر الحيوانات التي يستخرج منها البشر الحليب بدرجات متفاوتة هي:
- الأبقار
- جاموس الماء
- الماعز
- الرنة
- الحصان
- الغنم
- الجمل
حيوانات تنتج الحليب وليست ثدييات
طبقًا لتقرير أعدته الكاتبة «كريستينا سالينسكي» لموقع «Discover»، فهنالك نحو 10 أنواع من الحيوانات التي لا تنتمي للثدييات، يمكنها أن تدر الحليب، والذي لا يستخدم من قبل الإنسان قطعًا، لكنه مجرد مجموعة من المركبات الشبيهة بحليب الثدييات، يكون غنيًا بالمغذيات، يحتوي على أشياء تساعد صغار هذه الحيوانات على محاربة العدوى أو تكوين ميكروبيوم الأمعاء، تمامًا مثل حليب الثدييات. وجاءت القائمة كما يلي:
الحمام
يخرج كل من ذكور وإناث الحمام سائلًا أبيض مغذيًا عبر كيس تخزين يتواجد بالحلق، ويعرف بـ«الحوصلة»، ويتغذى صغار الحمام على «حليب الحوصلة» أثناء الثلاثة الأيام الأولى لها بالحياة بعد الفقس، بعد ذلك، يبدأ الذكور والإناث تعليمهم وتعريفهم على مصادر طعام الحمام، التي غالبًا ما تكون عبارة عن الحبوب، لكن يستمر الصغار في التغذي على حليب المحصول حتى سن الـ28 يومًا.
اكتشف العلماء بعد دراسات على حليب الحوصلة أن هذا المركب يحتوي على أجسام مضادة تنقل من الوالدين، وينشط الجينات المشاركة في جهاز المناعة، كما اتضح أن الهرمون الذي يحفز إنتاج الحليب في إناث الثدييات، والذي يُسمى البرولاكتين، هو نفسه الذي يعزز إنتاج الحليب في كل من ذكور وإناث الحمام.
بطريق الإمبراطور
يعد ذكر البطريق الإمبراطوري الذي يعيش بقارة أنتاركتيكا (القارة القطبية الجنوبية) هو المسؤول الأول والرئيسي عن تدفئة البيض أثناء فترة الشتاء قارس البرودة، حيث يقضي معظم هذا الفصل في احتضان البيض لحمايته، لكن الأهم هو صناعته سائلًا دهنيًا داخل حواصله ويستمر في تجديد الحليب داخل الحواصل بغية إطعام الكتاكيت حديثة الفقس.
على عكس المعتقد فتقسيم الأعمال بين ذكر البطريق الإمبراطوري وأنثاه، يقتضي بأن تكون مسؤولية تغذية الكتاكيت وإنتاج الحليب لها مسؤولية الذكر، بينما الإناث لا تصنع الحليب، وعوضًا عن ذلك، تخرج لجلب الطعام للصغار الذين أصبحوا قادرين على الاستغناء عن المركب شبيه الحليب المصنوع بواسطة الذكور.
طائر الفلامنجو
تتشارك إناث طائر الفلامنجو مع ذكوره في صناعة حليب الحوصلة، وتبدأ في قذفه داخل أفواه الصغار، بشكل دوري كوسيلة الغذاء الأساسية لمدة تقارب الـ6 أشهر.
يتميز حليب الحوصلة الخاص بطائر الفلامنجو بلونه الأحمر الفاتح، بسبب وجود مضادات الأكسدة ذات اللون الأحمر والتي تسمى الكانتازانثين، والتي تساعد أيضًا على تحول الفراخ من اللون الأبيض إلى اللون الوردي، في حين تفقد إناث طائر الفلامنجو (الأمهات) للون الوردي الخاص بها وتصبح أكثر ميلا للون الأبيض أثناء مواسم التكاثر، نتيجة لتخليها عن العناصر الغذائية من أجل الأبناء.
ذبابة الـ«تسي تسي»
تعد ذبابة التسي تسي إحدى أكثر الحشرات ضررًا، حيث يمكنها عبر لدغاتها فقط أن تقوم بنشر كائن طفيلي قد يتسبب في إصابة الضحية بما يعرف بـ«مرض النوم».
على عكس معظم الحشرات، تلد ذبابة التسي تسي، حيث تنمو اليرقة داخل رحم أنثى الذبابة، الذي يحتوي بداخله على مادة شبيهة جدًا بالحليب، والتي تتولى مسؤولية دعم اليرقة، وتتغير خصائص الحليب الذي يدعم اليرقة وفقًا لمراحل نموها بتناسق شديد.
صرصور المحيط الهادئ
تنمو يرقات صرصور المحيط الهادئ بشكل مطابق لطريقة نمو يرقات ذبابة التسي تسي داخل أرحام الإناث، وتتغذى على الحليب الذي ينتجه الرحم، والذي يعتقد العلماء أنه في حالة صرصور المحيط الهادي تحديدًا هو الأكثر غنى بالسعرات الحرارية على الإطلاق بين كل الكائنات الحية.
العنكبوت القافز
تصنع أنثى العناكب القافزة، التي تنحدر سلالاتها من جنوب شرق آسيا، مادة مغذية لصغارها تعتمد عليها من أجل لبقاء على قيد الحياة، وتتزاحم العناكب حول أمها، مثل مجموعة من الجراء الصغيرة، لتتغذى على هذا «الحليب» من أخدودها (حيث يخرج البيض أيضًا).
يحتوي هذا «الحليب» على بروتين أكثر بأربعة أضعاف من حليب الأبقار، ويغذيها لمدة 20 يومًا تقريبًا، بعد ذلك يبدأ الصغار في الاعتماد على أنفسهم ويصطادون الطعام بمفردهم.
أسماك القرص
تقوم أسماك القرص الأمازونية الملونة بصناعة مخاض يشبه الحليب لتغذية صغارها (الزريعة)، ويتشارك كلا الوالدين في صناعة هذه المادة اللزجة من جلدها.
وبالإضافة لغنى هذه المادة بالعناصر الغذائية إلا أنها أيضًا تحتوي على بكتيريا مفيدة تستعمر وتؤسس ميكروبيوم الأمعاء في الزريعة، وتظل تتغذى على هذا الحليب حتى تبلغ 3 أسابيع من العمر، ثم يبدأ الوالدان في السباحة بعيدًا لفترات أطول وأطول حتى تتمكن الأسماك الصغيرة من البدء في فحص الأطعمة الأخرى، مثل الطحالب والديدان الصغيرة.