ربما لا تختلف صفات المرأة السيكوباتية عن الرجل السيكوباتي كثيرًا؛ فكلاهما شرير بشكلٍ عام، معادٍ للمجتمع، يعتقد بأن العالم يضطهده، فيرد الصاع صاعين بمخالفة قواعده وأعرافه، بل وقوانينه، لكن حتى نضع النقاط فوق الأحرف، يجب التركيز الآن بشكلٍ مكثف على المرأة التي تظهر أعراض الإصابة بالاعتلال النفسي، لنرى كيفية التعامل معها وعلاجها إن أمكن.
ماذا تعرف عن السيكوباتية؟
تترجم لفظة سيكوباتي/Phsycopath بالعربية لما يعرف بالاعتلال النفسي، وهو عبارة عن اضطراب في أنماط التفكير الذي يصيب الشخص في مرحلة المراهقة كحدٍ أقصى، ويجعله يتبنى سلوكيات عدائية تجاه المجتمع من حوله، مثل الأنانية والانتهازية والحقد والكراهية للغير والحب لنفسه فقط.
لا تهتم بالأخلاقيات
تتسم هذه الشخصية بالابتعاد عن المعايير والتصرفات الأخلاقية الجيدة، وتظهر شذوذًا في الأعمال والتصرفات، وهي من الشخصيات التي تؤثر سلباً على الآخرين ولا تتجاوب معهم، كما تعرف أيضًا بعدم تقبلها للنصح أو الإرشاد.
شخصية إجرامية
الشخص السيكوباتي في العموم؛ شخصية إجرامية من الدرجة الأولى، لا يندم على أعماله السيئة بل وقد تمنحه لذة الاستمتاع، كما أنه لا يكترث بشكل كبير لتوابع أفعاله التي قد تصل أحيانًا للسجن.
لا تجيد دور الزوجة والأم
أما بالنسبة للمرأة السيكوباتية؛ وبما أنها تحمل نفس الخصال السيئة، فهي لا تصلح لأن تكون زوجة أو أمًا لأنها ستتعامل مع زوجها وأطفالها بعنف وعدائية شديدتين، بالتالي تعيش الأسرة في جحيم بالمعنى الكامل للكلمة.
ما هي أبرز صفات المرأة السيكوباتية؟
من المهم معرفة صفات المرأة السيكوباتية بشكلٍ محدد حتى نتمكن من تأطير سبل التعامل معها، خاصةً وأن المرأة بشكل عام، تميل لكونها أكثر هدوءًا وتعاطفًا من الرجل، بالتالي إذا تغير الحال بشكل متطرف، لا بد وأن يتوخى الجميع الحذر.
وبهذا الصدد، وضع علماء النفس قائمة خاصة ومحددة تشرح أبرز صفات المرأة السيكوباتية، والتي يمكن أن تكشف للمحيطين بها عن حقيقة إصابتها بالاعتلال النفسي بشكل سريع ومؤكد، وجاءت القائمة نقلًا عن مقال الكاتبة «وينيفريد رول» بموقع (Psychology today).
التمثيل المتقن
لعل أبرز صفات المرأة السيكوباتية؛ هي إتقانها للتمثيل، حيث إنها قادرة بشكل لافت على لعب دور الضحية، وإقناع جميع من حولها بصدقها، على الرغم من كذبها، ويساعدها على ذلك تمكنها من التعامل بكل أدوات التعامل الأخلاقية وغير الأخلاقية، بما فيها البكاء لاستجداء وكسب التعاطف من الآخرين رغمًا عنهم، بالضغط عليه نفسيًا.
وهم الاستحقاق
لا تعطي المرأة السيكوباتية كل ما تملك من مشاعر أو مجهود لأي شخص آخر، ويحدث ذلك لإحساسها الدائم بتفوقها وأحقيتها بكل مجالات الحياة؛ حيث ترى بشكل ما، أنه يتوجب على الآخرين أن يسعوا لإرضائها وليس العكس.
ولذلك، فقد ترتكب أية أخطاء مهما بدت كارثية، وتتوقع ألّا تتم معاقبتها لنفس الأسباب أعلاه، وحتى إن ثبت إدانتها بشكل كامل، تبدأ في إلقاء اللوم على الآخرين وإيهام المحيطين بأنهم السبب في الأخطاء، وتعتمد في ذلك على قدرتها الجبارة في التلاعب بالمبررات واختلاق الأكاذيب.
الحسد
يعد الحسد الوقود الذي يدفع المرأة السيكوباتية لاقتراف الأخطاء وتكدير عيش المحيطين بها، حيث إنها تتخيل أنها الأفضل في كل شيء، بالتبعية لا يستحق أي شخص آخر أن ينعم بالثناء أو النجاح، خاصة وإن كانت تحلم هي بأن تصل لنفس ذلك النجاح.
البحث عن فضيحة
تبحث صاحبة هذه الشخصية دائمًا وأبدًا عن الأسرار داخل حياة المحيطين بها، من أجل استخدامها كسلاح ضغط نفسي لتدمرهم بالمستقبل.
ضمير ميت
لا تمتلك تلك الشخصية القدرة على الشعور بالحب، حتى تجاه أقرب المحيطين بها؛ لهذا لا تجدها تتعاطف مع آلام أطفالها، حتى وإن تظاهرت بالاهتمام بهم، والأسوأ أنها لا تشعر بالندم على تقصيرها معهم وتؤلمهم، باختصار، أحد أسوأ صفات المرأة السيكوباتية هي افتقادها لما يعرف بتأنيب الضمير.
نرجسية ولكن!
ترتبط الشخصية السيكوباتية في العموم بالنرجسية في بعض الصفات، لكن الفارق ما بين الأعراض التي يظهرها الرجال والنساء السيكوباتيون فيما يتعلق بالنرجسية هي؛ أن الرجال عادة يتفاخرون باستعلائهم على الآخرين، بينما تتسم المرأة السيكوباتية بكتمانها لمظهر النرجسية بداخلها، وتتبنى ما يعرف في علم النفس بالنرجسية الصامتة، حيث تمدح الآخرين على نجاحاتهم، وتكن لهم غير ذلك بداخلها.
كيفية التعامل مع المرأة السيكوباتية
بعد تفهم صفات المرأة السيكوباتية، يتبقى فقط أن نخبرك بأن التعامل معها يظل فكرة ممكنة، إلا أنه قد يستلزم الكثير من المجهود، خاصةً النفسي، ومن هذا المنطلق، اقترح المتخصصون في علم النفس، بعض الأساليب التي يمكن من خلالها أن تتعامل مع المرأة السيكوباتية إن اضطررت لذلك (في حالة كانت زوجتك، أختك، أو والدتك كمثال).
- أثناء النقاشات مع المرأة السيكوباتية حاول أن تتحلى بالهدوء، ولو باصطناعه، لأنها ستحاول جاهدة التلاعب بمشاعرك، إما باستفزازك، أو بمحاولة استجداء تعاطفك.
- ثق بنفسك وتأكد من استحقاقك لكل ما وصلت إليه، حيث إن محاولات السيكوباتية للانتقاص من إنجازك ليست إلا بدافع الغيرة والحسد.
- إياك وأن تتعاطف مع مرأة سيكوباتية، حيث إنها قادرة على تحوير الواقع وإقناعك بأنها ضحية.
- حاول أن تتجنب مقابلة المرأة السيكوباتية وجها لوجه لفترات طويلة، وإن اضطررت لذلك، أضف بعض الرسمية لطابع أي نقاشٍ بينكما.
هل يمكن علاج المرأة السيكوباتية؟
صعوبة الكشف عن صفات المرأة السيكوباتية وكيفية التعامل معها ليست المشاكل الوحيدة التي ستقابلها أثناء تعاملك مع السيدات اللاتي يمتلكن هذه الشخصية؛ فالخطوة الأصعب هي إقناعها بأنها تعاني من الاعتلال النفسي، وبما أن السيدات أكثر حساسية من الرجال في العموم، فقد تعتبر السيدة مطالبتك لها بالعلاج كوصمة عار تظل ملازمة لها طوال حياتها.
بالتالي؛ يفضل أن تكون طريقة العلاج جماعية، الأمر الذي يمكن له أن يكسر حدة شعور المرأة بأنها غريبة أو معيبة، ويتأتى ذلك بالنصح لا بالإجبار، وإرشادها بطريقة حسنة إلى أي من دور الرعاية النفسية حتى تبدأ في الخضوع للعلاج.
العلاج السلوكي المعرفي
يشمل العلاج النفسي ما يعرف بالتدريب السلوكي المعرفي للمريضة، حيث يقوم الطبيب بمحاولة تعديل سلوكيات الخاصة بها وفقًا للأحداث التي مرت وتسببت في تشوه سلوكياتها بها وتوضيح المزايا والعيوب لكل حدث بشكل منفصل، ثم تطوير استراتيجيات خاصة من أجل تقليل حدة الأعراض المصاحبة للاعتلال النفسي.
العلاج الدوائي
لا يتم علاج الاعتلال النفسي بالعقاقير الطبية، ولكن يمكن أن يكون الدواء جزءًا من العلاج، إذا كانت المريضة تعاني من بعض الأمراض النفسية المصاحبة، مثل الاكتئاب والقلق، آنذاك يتوجب وصف الأدوية المهدئة، ومنها مضادات القلق والاكتئاب، وعقاقير الذهان.
بذلك نكون قد أوضحنا أبرز صفات المرأة السيكوباتية وكيفية التعامل معها بشكل شبه مثالي، وعلاجها إن استلزم الأمر تدخل أحد المختصين بطب النفس لعلاجها.