صحة ولياقة

الشخير.. وعلامات جسدية تحذر من أزمات صحية خفية

يبدو فقدان الشعر أو الشخير أثناء النوم، من الأمور التقليدية التي يمر بها أغلب البشر، إلا أنها أحيانًا ما تصبح وسيلة تنبيه مجانية للإنسان، كي يدرك فورًا أنه ليس على ما يرام، ما نوضحه عبر علامات جسدية تفصح عن تدهور الحالة الصحية.

علامات جسدية تحذر من أزمات صحية

الانتفاخ

إن كنت ممن لا يأخذون الانتفاخ على محمل الجد، فعليك إعادة النظر في هذا الأمر، إذ لا تضمن ممارسة الرياضة وتناول الأكلات المفيدة والنوم لعدد مناسب من الساعات، وقاية الجسم من انتفاخ يكشف عن أزمة خفية، قد تتمثل في الإصابة بالإمساك أو ارتجاع المريء أو حتى في الإفراط في تناول طعام ما.

ربما يفصح الانتفاخ في حالات أخرى أكثر خطورة عن المعاناة من الالتهابات أو عدوى مقلقة أو متلازمة القولون المتهيج أو داء كرون، لذا فإن بدا تجاهل الانتفاخ عند الإصابة به لمرة واحدة ممكنًا، فإن زيارة الطبيب تصبح ضرورية حينما يتكرر الأمر لمرات عدة، أو حينما تطول فترة الإصابة بالألم متجاوزة الـ12 ساعة.

الشخير

يحدث الشخير في العادة حينما يفشل الهواء في الحركة بحرية عبر الأنف والفم، حيث تصبح عضلات الحلق أكثر ارتخاء فيما يعود اللسان للخلف قليلًا ليسبب الأزمة، وهي علامة من ضمن علامات جسدية إما تكشف عن أزمة بسيطة مثل انسداد الأنف أو عن معاناتها حتى من بعض الزوائد، أو عن أزمة أكثر خطورة مثل زيادة الوزن بدرجة تهدد صحة القلب والأوعية الدموية.

يرى الأطباء أن انقطاع النفس الانسدادي النومي يعد كذلك من بين الأزمات، التي يفضحها الشخير ليلًا، حينها يتوقف المرء عن التنفس بصورة جزئية أو كلية للحظات بسيطة، ربما تكون كافية لمعاناته من صعوبة النوم وقلة التركيز في الأيام التالية أو ربما تؤدي لمواجهة أزمات تتعلق بضغط الدم وصحة القلب، من هنا تبدو زيارة الطبيب عند ملاحظة تبعات الشخير مطلوبة، ليتمثل العلاج في فقدان الوزن الزائد أو مداواة المشكلات التحسسية أو ربما النوم على أحد جانبي الجسم بدلًا من الظهر.

الغازات

صدق أو لا تصدق! يعد إطلاق غازات البطن لعدد مرات يتراوح بين 13 و21 مرة خلال اليوم الواحد، من الأمور الطبيعية تمامًا، فيما يعتبر تجاوز هذا المعدل أو عدم الوصول إليه من الأساس، من ضمن علامات جسدية تدعو للانتباه.

يتفق خبراء الصحة على أن إطلاق الغازات لمرات قليلة يفصح عن معاناة الأمعاء من أزمة تتطلب التدخل السريع، فيما تعد الإصابة بالغازات المتراكمة وإطلاقها بنسبة مبالغة وتتجاوز الحد الطبيعي، من أعراض المعاناة من اضطراب هضمي مثل الارتجاع المعدي المريئي، أو من داء كرون أو متلازمة القولون المتهيج أو الداء الزلاقي، ليصبح الذهاب للمستشفى دون تأجيل هو الخيار الأفضل، وخاصة إن كانت الغازات مصحوبة بآلام في المعدة أو تورم بالبطن أو قيء أو إسهال أو إمساك.

التعب الدائم

تتطلب المعاناة الدائمة من التعب والإجهاد، ومهما طالت ساعات النوم المسائية، زيارة الأطباء فورًا، فبينما تعد تلك من ضمن علامات جسدية تنبه أحيانًا إلى التوتر الزائد أو المبالغة في ممارسة النشاطات الحركية أو ربما الملل الشديد، فإنها تعبر في أحيان أخرى عن مشكلات أكثر خطورة، سواء كانت نفسية أو عضوية.

من الوارد أن يكشف التعب الجسدي المستمر عن الإصابة بفقر الدم أو مرض الكلى المزمن أو عن مشكلة بالكبد، بل ويعد الإجهاد الدائم من أعراض بعض الأمراض السرطانية في بعض الأحيان، لذا يتضح أن تجاهل الأزمة ليس مطلوبًا، وخاصة وأن التعب المستمر قد يدل على المعاناة على الصعيد النفسي، من القلق الزائد أو من مرض الاكتئاب الشائع.

صعوبة النوم

تندرج صعوبة النوم أسفل قائمة علامات جسدية تحذر من يعاني منها، حينما تحدث لشخص يعاني من الإجهاد بالفعل أو لم ينم لساعات كافية في اليوم السابق، حيث تكشف هنا عن مشكلة خفية تتطلب العلاج، وربما تتلخص في سيطرة مشاعر التوتر على الذهن في العمل أو بالمنزل، أو حتى في الإفراط في الحصول على الكافيين أو النيكوتين مع عدم ممارسة الرياضة بالدرجة المطلوبة.

على الجانب الآخر، يمكن لصعوبات النوم أن تدل على مشكلات أكثر خطورة، سواء كانت نفسية مثل المعاناة من الاكتئاب والقلق المرضي، أو عضوية مثل الإصابة بمرض القلب أو باركنسون أو ألزهايمر أو داء الارتداد المعدي المريئي، وهي الأزمات الصحية التي يمكن علاجها أو الوقاية منها قبل تفاقمها على يد الأطباء المتخصصين فحسب.

النفس الكريه

بينما يعد تسوس الأسنان ومرض اللثة السببين الأبرز وراء زيارات المرضى لأطباء الأسنان، فإن السبب الأكثر شهرة بعدهما يتمثل في المعاناة من سوء رائحة الفم والنفس، حيث يدعو ذلك للقلق في العادة، وخاصة إن لم يكن المريض من محبي تناول الأكلات ذات الرائحة القوية مثل الثوم على سبيل المثال لا الحصر.

تحدث أزمة النفس الكريه في ظل سيطرة البكتيريا على الأسنان واللسان، حيث يعبر ذلك أحيانًا عن عدم الاهتمام بتنظيف الأسنان بالشكل المطلوب، أو عن المعاناة من جفاف الفم أو التهاب اللثة أو التهاب الجيوب الأنفية أو الالتهاب الشعبي، فيما يكشف في أحيان أخرى عن الإصابة بمشكلات هضمية، وهي كلها أمور تحتاج لاستشارة الأطباء لعلاجها سريعًا.

الصداع المتكرر

تعد الآلام المزعجة التي تصيب الرأس هي أسوأ ما يؤدي إليه الصداع في بعض الأحيان، إلا أن تلك ليست الحالة الدائمة لدى بعض البشر، وخاصة إن كانت الإصابة بالصداع تبدو متكررة ومؤثرة على النشاطات اليومية للمصاب.

تتعدد الأزمات التي يكشف عنها الصداع في تلك الحالة، فيما ينجح الأطباء وحدهم في تحديد الأزمة الحقيقية، لذا تصبح الزيارة مطلوبة بشدة وخاصة إن بدا الصداع في الرأس مصحوبًا بتصلب في الرقبة أو ألم بالعين أو الأذن أو حمى، أو أدى لمواجهة حالات من الإغماء.

الشد العضلي

يواجه الجميع خطر الإصابة بالشد العضلي مع ممارسة المجهودات البدنية القوية، حيث يعد تشنج العضلات هو أكثر الأزمات انتشارًا بين ممارسي الألعاب الرياضية المختلفة، إلا أن الرياضة ليست وحدها سر المعاناة من تلك الأزمة التي تبدو عابرة، والتي تفصح أحيانًا عن معاناة صاحبها من الجفاف، الذي قد يتدهور لأزمات أكثر خطورة بمرور الوقت.

من الوارد أيضًا أن يكشف الشد بالعضلات عن اضطراب بالأعصاب أو عن قصور واضح في الغدة الدرقية، وهي أمور لا يمكن تجاهلها أو مداواتها بنفس طريقة علاج الشد العضلي الذي يصيب المرء وسط المنافسات الرياضية، بل يبدو المصاب بها في حاجة ماسة لزيارة الطبيب.

تلون الأظافر

يفترض بالأظافر أن تكون وردية الألوان، حيث يعبر ذلك عن حالة طبيعية لصاحبها، فيما يعد اكتسابها ألوانا مختلفة وغير معتادة من بين علامات جسدية قد تكشف عن أمراض خفية يعاني منها المرء، ولم ولا وألوان الأظافر الزرقاء تكشف عن إصابة صاحبها بتراجع واضح في نسب الأكسجين في الدم، مثلما تكشف الألوان الصفراء عن العدوى.

كذلك تبرز الإصابة بمشكلات أكثر خطورة مثل داء السكري وأمراض الكبد حينما تكتسب لونًا شديد البياض، أما في حالة ظهور اللون الأحمر في جزء منها، فإن زيارة الطبيب السريعة تبدو هي الحل، كونها تنبه إلى مشكلات بالقلب أو التهابات بالمفاصل، أو ربما أزمات مناعية مثل الذئبة أو الثعلبة.

فقدان الوزن

ليست الأزمة في فقدان الوزن عند اتباع حمية غذائية هدفها الأساسي هو التخلص من الوزن الزائد، أو حتى في خسارة 1 أو 2 كج دون القيام بأي جهد يذكر، بل تكمن المشكلة الحقيقية في فقدان نسبة أكبر من الكيلوجرامات وبصورة مستمرة، دون إدراك السبب.

يعتبر فقدان الوزن في تلك الحالة من بين علامات جسدية محذرة، إما يتمثل تفسيرها في المعاناة من التوتر والقلق الزائد، أو من عدوى أو اضطرابات هضمية، أو في أسوأ الحالات من أورام سرطانية، لذا فإن كانت خسارة الوزن هي أفضل ما يحدث للمرء عند اتباع الحمية، فإنها تعتبر من أسوأ الأعراض إن حدثت دون تخطيط مسبق.

اكتساب الوزن

وفي وقت يبدو فيه فقدان الوزن دون أسباب واضحة مدعاة قلق، فإن الوضع لا يختلف كثيرًا حينما يعاني المرء من زيادات واضحة في الوزن، رغم عدم تغير نمط حياته المتعلق بكميات الطعام التي يتناولها أو بدقائق الرياضة التي يمارسها.

يفصح اكتساب الوزن المفاجئ أحيانًا عن الإصابة بقصور في الغدة الدرقية، أو عن المعاناة من متلازمة المبيض متعدد الكيسات أو متلازمة كوشينج، مع الوضع في الاعتبار أن زيادة الوزن غير المخطط لها قد تنتج عن تناول بعض الأدوية العلاجية، مثل أدوية داء السكري وبعض أدوية الاكتئاب واضطراب ثنائي القطب والفصام، أو حبوب منع الحمل.

تراجع الرغبة الجنسية

في كثير من الأحيان، يعد ضعف أو تراجع الرغبة الجنسية من الحالات المؤقتة التي تحدث بشكل طبيعي، لكنها تصبح من ضمن علامات جسدية تستدعي للانتباه، حينما تستمر لفترات طويلة دون وضوح الأسباب.

تعاني النساء أحيانًا من تلك الأزمة فيما تبدو أكثر انتشارًا بين الرجال، لتفصح عن معاناتهم من التوتر الزائد وزيادة الوزن وربما ابتاع نمط حياة غير صحي، حيث تجتمع تلك العوامل لتؤثر بالسلب على مستويات التستوستيرون، علمًا بأن عدم اتزان الهرمونات أو المعاناة من الاكتئاب أو تناول بعض الأدوية العلاجية، بإمكانه أيضًا التقليل من الدوافع الجنسية للبشر.

فقدان الشعر

هي واحدة من علامات جسدية ينصح بالانتباه إليها جيدًا، وخاصة حينما يتجاوز فقدان الشعر المعدل الطبيعي، والذي يفترض أن يتراوح بين فقدان 50 إلى 100 شعيرة فقط في اليوم الواحد، أو حينما لا ترتبط الأزمة بتناول أدوية محددة، مثل تلك المسؤولة عن علاج مشكلات القلب أو ضغط الدم أو أزمات المفاصل أو الأمراض السرطانية.

يرى الأطباء أن فقدان الشعر بشكل عام يحدث مع التقدم في العمر أو بسبب عدم اتزان الهرمونات، لكنه ينبه إلى مشكلات أخرى مثل عدوى فروة الرأس واضطراب الغدة الدرقية واضطرابات المناعة أو ربما المعاناة من أشكال الصدمة المختلفة.

عدم التبرز

يختلف عدد مرات التبرز الطبيعي من شخص لآخر، إلا أنه يتراوح في كل الأحوال بين مرة إلى 3 مرات في اليوم الواحد، أو ربما 3 مرات فقط في الأسبوع، ليكشف خلاف ذلك عن أزمة خفية تستدعي الاهتمام.

يفصح عدم التبرز بالمعدلات الطبيعية إما عن مشكلات بالغدة الدرقية أو بالقولون مثل متلازمة القولون المتهيج، كما يمكن لتلك الأزمة المزعجة أن تحذر الشخص من مرض مناعة ذاتية أو النساء تحديدًا من عدم اتزان الهرمونات في أجسادهن.

في كل الأحوال، تبقى أغلب الأعراض السابقة تقليدية للكثير من البشر، حيث تبدو وكأنها لا تتطلب القلق حينما تحدث في مرات نادرة، لكن تكرارها أو تأثيرها بالسلب على الحالة النفسية والعضوية لمن يعاني منها، تجعل منها علامات جسدية قد تنبهنا للخطر في الوقت المناسب.

المصدر
مصدر 1مصدر 2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى