الصحة النفسية

ماذا يعني هوس إشعال الحرائق؟.. وكيفية التعافي منه

يختلف مفهوم الهوس تبعًا لنوعه؛ فبمجرد ملاحظة هوس إشعال الحرائق لدى أي منا وإدراك مدى ولعه بالنار على غير الطبيعي قد يبدو الأمر غاية في الغرابة؛ فالشخص المهووس بإشعال النار يشعر بالرغبة المُلحة دائمًا في رؤية النار بصفة عامة؛ إذ تساعده في إفضاء ما بداخله من مشاعر سلبية، بل وتجعله راضيًا مغمورًا بكافة مشاعر الارتياح والطمأنينة لا يشوبه طيف التوتر والقلق؛ والآن وبعد أن استطعت إدراك ما يعنيه ذاك الهوس من الخارج فلا بد لك من التمعن داخل محاوره مليًا، والاطلاع على أسبابه، وكذلك كيفية تشخيصه بالشكل الصحيح.

ماذا يعني هوس إشعال الحرائق 

يندرج هوس إشعال الحرائق أو ما يُطلق عليه Pyro­ma­nia ضمن الاضطرابات نادرة الحدوث، ويجمع هذا المصطلح اليوناني في شقيه بين النار متمثلة في Pyr والجنون في Mania؛ إذ يود كثيرًا هذا الشخص المضطرب رؤية النار بأي شكلٍ من الأشكال وهو على استيعابٍ كامل بما يفعل، ولا تُثير الحرائق قلق الشخص المصاب إطلاقًا، بل على العكس تمامًا فقد تكاد تشبع رغبته المتعطشة نحوها في التخلص من مشاعر التوتر المكنونة بداخله.

ينتشر ذلك النوع من الاضطراب لدى الفئة الذكورية على الأكثر ولا يحده عمر معين، بل يجتاح المراهقين والأطفال والبالغين على حدٍ سواء، ووفقًا لما تم إثباته في النصوص الطبية عام 1838 م من خلال إطلاق وصف هذا الهوس؛ فقد تم التوصل إلى عدم قدرة المصاب على المقاومة والتغلب عليه مهما حاول مرارًا وتكرارًا، بل ينبع كنتيجة لدافع غريزي وإشباع رغبة نفسية بداخله.

أعراض هوس إشعال الحرائق

أعراض هوس إشعال الحرائق

الآن؛ وبعد أن أصبحت على دراية بكافة محاور هوس إشعال الحرائق وإلام يشير، فلا بد لك من الاطلاع على كيفية تشخيصه ومعرفة الطرق المختلفة لتجليه في كافة المواقف المتدرجة في الحياة؛ لذا إليك كافة الأعراض التي تشير إلى وجود ذلك الهوس لا محالة:

  • إشعال الشخص المريض النار متعمدًا مرارًا وتكرارًا دون استيعاب الجُرم الحادث.
  • الانجذاب إلى كافة مستلزمات الحرائق وإشعال النار عامةً؛ فتلك المعدات بمثابة العامل الأساسي والمحفز لإشباع رغباته وميوله.
  • وضوح تعابير الوجه وارتسام كافة المشاعر المكنونة من التوتر والإثارة قبل الاتجاه لإشعال الحرائق.
  • الاستمتاع بإشعال الحرائق كإنجاز ومشاهدتها بالكثير من الهدوء بل والمشاركة فيما تخلُفه؛ فقد تم تخفيف حدة التوتر لديه بالفعل جرّاء قيامه بذلك.
  • لم يكن اشتعال النار أبدًا مُعللًا في أي حالةٍ كانت، فلم يسبق لشخص مصاب افتعال حريق كنتيجة للتسمم بالمخدرات أو لكسب المال أو حتى للارتقاء بمستوى معيشةٍ قط.
  • لا يأتي هوس إشعال الحرائق كنتيجة لنوبةٍ مؤقتة أو اضطراب شخصي.
  • الاستحواذ على كميات بالغة من الكبريت والولاعات دون الحاجة إليها، بل وفي أحيانٍ كثيرة يتم ملاحظة القيام بحرق الأوراق أو ما شابه في النفايات أو الفرن.

أسباب الإصابة بهوس إشعال الحرائق 

اختلفت مسببات هوس إشعال الحرائق لتنحصر ضمن دائرة المراهقين والأطفال على الأكثر؛ ففي تلك المرحلة قد يأتي افتقاد الطفل لدور الأب وتوجيهاته بنتيجة عكسية؛ فلم يُكن الطفل بداخله سوى مشاعر التوتر والانفعال دائمًا، الأمر الذي يدفعه إلى افتعال الحرائق والرغبة في إشعال النار مرارًا؛ ولكن احرص على ألا يختلط عليك الأمر في التمييز بين الهوس واللعب بالنار في مراحل الطفولة؛ وها هي المسببات الفعلية وراء ذلك الهوس:

العوامل الفردية 

قد ينجم هوس إشعال الحرائق كنتيجة لتأثر المراهقين ببعض العوامل الفردية؛ مثل إيجاد المتعة من خلال إشعال النار أو التخريب بصفة عامة، وأيضًا قد تدفعهم الرغبة في جذب انتباه الآخرين إلى ذلك، أو نقص مهارات التواصل الاجتماعي والشعور بالوحدة، وهذا العامل الأخير هو الأكثر انتشارًا وشيوعًا؛ فمن ينغلق على نفسه يتجه لكل ما هو سلبي بشكل أكبر؛ لذا فإن لهذه العوامل الصلة الوطيدة مع المعاناة من الإهمال أو صعوبة التكيف والاضطراب.

العوامل البيئية 

لم يقتصر دافع هوس إشعال الحرائق عند نطاق العوامل الفردية فقط، بل يكاد يكون للعوامل البيئية النصيب الأكبر من المسؤولية، فعادةً ما يحتاج المراهق أو الطفل بصفة عامة إلى الاهتمام وترسيخ القيم والمبادئ منذ البداية، فبتطبيق العكس تتفاقم بؤرة الهوس، وكذلك قد يكون لمحاكاة البالغين في استخدام النار بالطريقة الخاطئة أو لغرض تخفيف وطأة الضغوطات الأثر السلبي الواضح.

كيفية التعافي من هوس إشعال الحرائق 

أسباب هوس إشعال الحرائق

نظرًا لعدم وجود علاج ملموس يستطيع إضمار هذا الاضطراب نهائيًا؛ فيظل العلاج السلوكي المعرفي هو الحل القائم والأكثر فائدة لذلك؛ ويتم ذلك من خلال:

  • تمكين الشخص المصاب من ملاحظة كافة مشاعر التوتر لديه والاطلاع على الأسباب وراء ذلك الهوس.
  •  إقناعه بوجود طرق إيجابية أخرى يستطيع من خلالها التخلص من كافة المشاعر السلبية وطرد التوتر والقلق خارجًا بخلاف إشعال النار.
  • مواجهة مرضى آخرين قد سبق لهم المعاناة من الحروق جرّاء ذلك الهوس الأثر الفعال في التعافي.

الآن وفي ختام السطور السابقة التي تخللتها مشكلة قد تكون نادرة ولكنها قائمة في الوقت ذاته؛ ألا وهي هوس إشعال الحرائق، لا بد من إدراك خطورة تفاقم هذا الاضطراب مهما كانت درجة ندرته؛ لذا فاحرص على ملاحظة تلك الأعراض السالف ذكرها بمجرد ظهورها، حتى يتم اللحاق بمراحل التعافي سريعًا قبل الانجراف لمشاكل أخرى قد تضر بك وبالمجتمع أشمل لا محالة.

المصادر:

ويب ميد.

ويكيبيديا.

هيلث لاين.

زر الذهاب إلى الأعلى