الصحة النفسية

فرط النوم والنعاس المزمن والطرق الصحيحة للتغلب عليهما

فرط النوم ليست حالة من الكسل، أو الخمول كما يعتقد البعض، بل إن الأمر مرضي، ويؤثر على حياة الفرد، ويجعله غير قادر على القيام بأدواره في الحياة قبل أن تبدأ مرحلة العلاج، ومن خلال تلك الحالة: يشعر الفرد بالنعاس طوال الوقت، والحاجة إلى النوم، ومن خلال مقال اليوم سنكشف عن كافة الأعراض المتعلقة بها، والأسباب المؤدية إليها.

تعريف فرط النوم

عرّف الأطباء فرط النوم أنها حالة تصيب الإنسان، وتجعله يتجه للخلود إلى النوم طوال الوقت، كما أنه يعاني من النعاس المزمن، وعلى الرغم من كونه قد حصل على فترة تخطت الطبيعية من النوم، إلا أنه لم يشبع بعد، ومن الممكن أن ينام بأي وقت، وزمان، ناهيك عن أن محاولة إيقاظه من نومه صعبة للغاية.

أسباب فرط النوم 

اسباب فرط النوم

هناك أسباب، وعوامل إن تواجدت لدى الإنسان؛ فإن الفرص تتزايد تجاه الإصابة بهذا المرض، ومن أبرز الأسباب التي رجحها الأطباء، هي:

المهدئات

تناول المهدئات لفترات زمنية طويلة من الأسباب القوية التي تجعل الإنسان يُصاب بفرط النوم، وذلك لما تحتويه من مواد مهدئة للجسم، والأعصاب تجعل الإنسان بحاجة دائمة إلى النوم؛ فيجب عدم تناولها إلا باستشارة الطبيب، والابتعاد عنها بعد الشفاء.

أعراض الانسحاب

الابتعاد عن أدوية المهدئات بشكلٍ مباشر، من الأمور التي تؤدي إلى ظهور أعراض الانسحاب عن الجسد، وهذا الأمر بدوره يرفع من فرص إصابة الإنسان بفرط النوم.

وجود مرض عصبي

تعرض الإنسان للإصابة بمرض من الأمراض العصبية يزيد من فرصة تجاه الإصابة بفرط النوم، وخاصة إن كان المرض، هو: متلازمة كلين ليفين، أو التهاب في الرأس.

الاكتئاب

الإصابة بمرض الاكتئاب سبب واضح للإصابة بـفرط النوم، فمن أبرز أعراض الاكتئاب هي أن يفضل الإنسان العزلة، وقضاء أطول وقت ممكن بمفرده، كما أنه يلجأ إلى النوم دائمًا؛ للهروب من الواقع، وهذا ما يجعله ينام في أغلب الأوقات.

إصابة بالرأس

إذا تعرض الفرد إلى ضربة قوية بالرأس، فمن الممكن أن تؤدي تلك الضربة إلى حدوث مشكلة، وخلل في النوم، وهذا الخلل يجعله ينام لفترات طويلة على الرغم من عدم اعتياده على ذلك، كما أنه يفضل اللجوء إلى النوم؛ للابتعاد عن الألم الذي يصاحبه.

الكحوليات

المشروبات الكحولية تؤثر على وعي الإنسان، وتجعله دائمًا في حالة لا وعي، ومن سلبيات المشروبات الكحولية، هي أنها تجعل الإنسان يخلد إلى النوم لفترات طويلة دون أن يشعر بالوقت الذي مر عليه وهو نائم، كما أنه يفضل أن يخلد إلى النوم في الأوقات التي لا يتناول بها المشروبات الكحولية.

المخدرات

تناول العقاقير المخدِّرة من الأسباب القاطعة التي تؤدي إلى أن يُصاب الإنسان بحالة فرط النوم؛ فالمواد المخدرة تؤثر على وعيه، وتجعله دائمًا في حالة خمول، كما أنه في الفترة التي لا يتناول بها، يلجأ إلى النوم ابتعادًا عن الواقع.

الأعمال الشاقة

تواجد الإنسان في أعمال شاقة تجعله يقضي الكثير من وقته داخل العمل دون وجود أي فترة للراحة، من الأسباب التي تجعله يُصاب بهذا المرض، لا سيما وأنه حينما يعود إلى منزله يخلد إلى النوم لفترات طويلة، ولا يمكن إيقاظه بسهولة، بالإضافة إلى أن الأعمال التي تكون بفترة المساء تؤثر بشكلٍ كبير عليه.

أعراض فرط النوم 

لا يمكن الجزم بالإصابة بهذا المرض إلا بعد أن تتوافر كافة الأعراض التي تصاحبه على الشخص المريض، والتي إن ظهرت؛ فهذا دليل قاطع على الإصابة، ومن أبرز تلك الأعراض، هي:

نوم طويل

نوم طويل

يخلد المريض إلى النوم لفترات طويلة تتخطى المعدل الطبيعي لأي فرد، فمن الممكن أن ينام لفترة تصل نحو 14 ساعة، وفي بعض الحالات تصل إلى 18 ساعة، وعند الاستيقاظ من النوم تجده يريد العودة له مرة أخرى، وكأنه لم ينم من الأساس.

نعاس مبالغ فيه

تجده يشعر بالنعاس طوال فترات اليوم، وعلى الرغم من كونه قد استيقظ من النوم منذ فترة قصيرة إلا أنه يريد أنه ينام مرة أخرى، ومهما كانت المدة التي ينامها، فلا يشبع، ومن الممكن أن يظهر هذا العرض في أي مكانٍ يتواجد به حتى وإن كان بالعمل.

عدم الاكتفاء بقيلولة واحدة

الفرد الطبيعي من الممكن أن يأخذ قيلولة واحدة في نهار اليوم، ولكن المصاب بهذا الفرط من الممكن أن يأخذ أكثر من قيلولة، أو اثنين، وقد تصل معه القيلولة إلى نوم تام، حتى وإن كان خارج المنزل.

النوم السريع

عند الخلود إلى النوم تحتاج إلى فترة معينة؛ كي تنام، ولكن المصاب بفرط النوم بمجرد أن يستلقي على سريره تجده ينام بصورة سريعة للغاية، حتى وإن كان الجو غير ملائم للنوم.

محاولات إيقاظ فاشلة

إن قمت بمحاولة إيقاظه؛ فتأكد أن جميع محاولاتك تبوء بالفشل، ولا يمكن إيقاظه بشكلٍ سريع، بل تحتاج إلى المحاولة مرارًا وتكرارًا؛ كي يتنبه إليك، ويبدأ بمرحلة الاستيقاظ.

صداع

حينما يستيقظ من النوم يعاني من صداع شديد يجعله غير قادر على التعامل مع الآخرين، وفي الكثير من الحالات يكون من الصعب السيطرة على ذلك الصداع، حتى وإن أخذ بعض الأدوية المسكنة.

صعوبة التركيز

غير منتبه للكثير من الأمور التي تحدث من حوله، وإذا حاولت أن تتحدث معه، تجده فاقدًا لتركيزه، وغير قادر على التواصل معك، والرد عليك بصورة طبيعية، وهذا ما يجعله غير قادر على القيام بأعماله.

تشخيص فرط النوم

تشخيص فرط النوم

قبل أن يُتأكد أن الفرد مُصاب بمرض الفرط، يقوم الطبيب بعدة خطوات من أجل تشخيص الحالة، والتأكد من إصابتها، ومن أبرز الخطوات التي يقوم بها، هي:

  • في البداية يتعرف على عدد ساعات النوم التي ينام بها المريض، ويطرح عليه عدة أسئلة؛ لمعرفة العوامل المتعلقة بالحالة.
  • يبدأ الطبيب بمعرفة الوقت الذي أُصِيب به الفرد بهذا المرض، وبناءً عليه يحدد العلاج المناسب.
  • يقوم الطبيب بعمل بعض الفحوصات في الدم.
  • يوجد اختبار للنوم يقوم به الطبيب أيضًا.

علاج فرط النوم 

حدد الأطباء عدة طرق علاجية تساعد المريض على النوم بشكل طبيعي، والتخلص من حالة الفرط التي يعاني منها، ومن أهم هذه الطرق، هي:

العلاج بالأدوية

بعد أن يتعرف الطبيب على الحالة بالكامل لدى الشخص المصاب، يحدد له بعض الأدوية التي تبعد عنه الخمول، وتجعله في حالة نشاط طوال الوقت، ويجب تناول الأدوية المتعلقة بهذا المرض بناءً على تعليمات الطبيب فقط.

كسر الروتين

الروتين اليومي، وعدم وجود أنشطة مهمة في حياة الإنسان قد يؤدي للإصابة بذلك المرض، والحل هنا، هو: الابتعاد عنه تمامًا، والبدء بممارسة أشياء جديدة، وتغيير الأجواء بالكامل، وذلك ما يجعل الخمول يقل، ويرفع من نشاطك.

الابتعاد عن الكحوليات ومواد الكافيين

يتحتم على الشخص المصاب أن يبتعد عن المشروبات الكحولية؛ كي يتعافى من فرط النوم، ويجب أيضًا أن يبتعد عن أي مشروب يحتوي على مادة الكافيين، على أقل تقدير خلال فترة العلاج.

تحديد وقت معين للنوم

لا داعي للنوم بشكلٍ عشوائي مرة أخرى، فيجب على الفرد أن يحدد ساعات زمنية مخصصة للنوم، ووقتًا محددًا أيضًا للاستيقاظ، وعليه إخبار من حوله، أو ضبط منبه على ذلك الوقت؛ كي يضمن الاستيقاظ، وعدم النوم لفترة طويلة.

التواجد في بيئة هادئة

أثناء فترة النوم يجب أن ينام في بيئة هادئة تمنحه نومًا مريحًا، وذلك الأمر يجعله يحصل على جرعة كافية من النوم؛ مما يؤدي لعدم الحاجة إلى النوم مرة أخرى، أما إذا حدث العكس، فينام الفرد نومًا غير مريح؛ مما يجعله يقضي وقتًا طويلًا في ذلك.

الابتعاد عن الأعمال الشاقة

إن كانت أعمالك تحتاج إلى وقت طويل، فيجب عليك أن تقلص هذا الوقت أثناء فترة العلاج، ومن الممكن أن تعمل خلال فترة النهار فقط، ولا تعمل مساءً، وهذا ما يجعلك لا تخلد إلى النوم كثيرًا، ناهيك عن أنك ستأخذ كفايتك من النوم.

ممارسة الرياضة يوميًا

الرياضة تحافظ على صحة الإنسان، وتجعله بحالة نفسية أفضل، وعليك أن تمارس الرياضة بشكلٍ يومي، حتى وإن كانت رياضة المشي على أقل تقدير؛ فهذا الأمر يخلق لك نشاطًا وحيوية، ويجعلك لا تشعر بأي خمول؛ مما يقلص من فرص إصابتك بهذا الفرط.

ما هي الحالات المعرضة للإصابة بفرط النوم؟

الحالات المعرضة للإصابة بفرط النوم

بحسب رأي الأطباء أن الرجال هم الأكثر عرضة للإصابة بتلك الحالة المرضية، وذلك لعدة عوامل في الحياة، مثل: الأعمال الشاقة، وعدم النوم بشكلٍ صحي، ناهيك عن أن التدخين بشراهة، وتناول المشروبات الكحولية يؤديان إلى الإصابة، وبشكلٍ عام يتعرض الأشخاص المصابون بأمراض القلب، وأمراض الكلى علاوة على الاكتئاب، بنفس الإصابة.

نصائح للوقاية من فرط النوم 

هناك عدة نصائح، وخطوات إن قمت بتنفيذها؛ ففرصك ستتقلص بشكلٍ كبير تجاه الإصابة بهذا المرض، فتلك الخطوات ستضمن لك صحة جيدة، ومن أبرزها:

  • تجنب الالتهاء في فترات المساء، وحاول أن تنام خلال تلك الفترة، وحافظ على نظام نومك.
  • تواجد في بيئة هادئة، وابتعد عن الضوضاء، وعوامل التشتيت، مثل: الهواتف، والأجهزة الذكية أثناء فترات النوم
  • إن كنت تحصل على أدوية تتسبب بالنوم، فحاول أن تتجه إلى طبيبك من أجل إمكانية تغييرها بأدوية أخرى.
  • حافظ على نظامك الغذائي، وتناول أطعمة صحية، وحاول ألّا تتناول الطعام بكميات خلال فترة المساء.

ختامًا… كانت هذه أبرز أسباب، وأعراض مرض فرط النوم الذي يؤثر على حياة الإنسان، ويجعله ينام لفترة طويلة، ويؤدي إلى: خمول، وكسل طوال الوقت، فإن كانت هذه الحالة تلازمك، فعليك أن تتبع التعليمات العلاجية التي عرضناها عليك؛ كي تتمكن من النوم بشكلٍ طبيعي، ولا تنام لفترات طويلة.

المصادر:

أي أي إف بي.

سليب فاونديشن.

ويب ميد.

هيلث لاين.

زر الذهاب إلى الأعلى