الصحة النفسية

طريقة إجراء اختبار الوسواس القهري بسهولة وأساليب علاجه

هل تتعرض للأفكار الوسواسية، أو غير المريحة والمزعجة رغمًا عنك؟ أتريد أن تجري اختبار الوسواس القهري؛ لتحديد ما إذا كنت مريضًا به، أم أن هذه الأفكار ناجمة عن اضطراب آخر؟ تابع معنا لتتعرف على كل ما يخص: الوسواس القهري، أعراضه، طريقة إجراء اختبار مقياس الوسواس القهري، بالإضافة إلى طريقة: التشخيص، العلاج، وكيفية التعامل معه.

الوسواس القهري Ocdطريقة اجراء اختبار الوسواس القهري

يعد نوعًا من الاضطرابات العقلية المتعلقة بالقلق، وهو مرض نفسي يرغم الشخص على التفكير في أشياء معينة بشكل قهري يصعب التخلص منه، مثل: الرغبة الدائمة في تفقد الأشياء من حوله، أو سيطرة فكرة ما على ذهنه؛ مما يجعله لا يستطيع التفكير في شيء آخر غيرها؛ لذلك يعرف الوسواس القهري أيضًا بأنه سلوك، أو فكر متسلط، جبري، يلازم الفرد، يتكرر، ويصعب مقاومته، وينجم عن مقاومة تلك الأفكار بعض الاضطرابات الأخرى، كالقلق، والتوتر، وهناك العديد من الأعراض التي سنذكرها فيما بعد تشير إلى أنك مصاب بوسواس قهري بشكل مؤكد، وعليك حينها إجراء اختبار الوسواس سواء إلكترونيًا، أو من خلال الطبيب.

اختبار الوسواس القهري

تتعدد المراجع التي توفر بعض النماذج لإجراء اختبار الوسواس بسهولة، ورغم أن بعضها ليست اختبارات تشخيصية دقيقة، إلا أنها تمنحك فكرة مبدئية عما إذا كنت تعاني من وسواس قهري، أم لا لحين العرض على الطبيب النفسي، وذكِر في النسخة الخامسة من الدليل الإحصائي، والتشخيصي للاضطرابات النفسية الذي يعد الأكثر دقة في تشخيص الوسواس أن: اختبار الوسواس القهري يعتمد على ملاحظة الأعراض التالية:

  • وجود الوساوس، أو الهواجس، أو كليهما، واستغراقها وقتًا طويلًا، فيمكن أن تأخذ ساعة، أو أكثر من وقت المريض.
  • تؤثر الوساوس سلبيًا على حياته: المهنية، والاجتماعية، وغيرها.
  • التصرفات المستمرة، والمتكررة غير المرغوب بها التي يمارسها المريض رغمًا عنه، مثل: التنظيم، الترتيب الشديد، والذعر من التلوث، وغيرها.
  • محاولة المريض قمع، وتجاهل هذه التصرفات والأفكار، أو دمجها مع تصرفات مختلفة؛ لتجنب التفكير بها.
  • عدم وجود أي تفسير آخر لهذه الأعراض، كالإدمان، أو تعاطي بعض العقاقير، وغيرها.
  • هوسه ببعض الأمور التي يمكن ملاحظتها بوضوح، كالقلق المفرط، نتف الشعر، الانشغال بالمظهر؛ لاعتقاده الدائم أنه غير لائق، وغيرها.
  • لا يشعر بالارتياح إلا بعد أداء الأوامر التي يفرضها عليه الوسواس القهري، والتي تكون بشكل مبالغ فيه.

اختبار مقياس الوسواس القهري

يشخَّص الوسواس القهري من خلال بعض الإجراءات التشخيصية، ومنها: اختبار مقياس الوسواس القهري، وهو عبارة عن: بعض الأسئلة التي يطرحها الطبيب على المريض؛ لتقييم مدى الحالة التي وصل إليها، وتحديد ما إذا كان يعاني من وسواس قهري بالفعل، أم أنه مصاب باضطراب نفسي آخر، ويعرف هذا المقياس باسم «اختبار يل براون الوسواسي القهري» (Yale-Brown Obses­sive com­pul­sive Scale)، وتتمثل أسئلته في التالي:

  • كم يستغرق وقت الوسوسة؟ (لا شيء، ساعة يوميًا، من ساعة إلى 3 ساعات، من 3 إلى 8 ساعات، أكثر من ذلك)
  • ما مدى تأثير الوسوسة على الأنشطة اليومية، الاجتماعية، والعمل؟ (تعارض شديد، تعارض واضح، تعارض خفيف، تسبب خللًا في الأنشطة، لا تعارض)
  • ما مدى الضيق الذي تشعر به بسبب الأفكار الوسواسية؟ (ضيق دائم، شديد، متوسط، بسيط، لا شيء)
  • ما مدى مقاومتك للوسواس؟ (لا أحاول نهائيًا، نادرًا ما أحاول، أحاول بعض الأحيان، أحاول معظم الأوقات، أحاول دائمًا)
  • ما مدى قدرتك على التحكم بالوساوس؟ (لا أملك أي سيطرة، سيطرة قليلة، سيطرة متوسطة، شبه تامة، سيطرة تامة)
  • ما مدى الضيق الذي تشعر به أثناء عدم قيامك بالأمور الوسواسية؟ (ضيق دائم، شديد، متوسط، بسيط، لا شيء)

نتائج اختبار مقياس الوسواس القهري

بناءً على إجابة الأسئلة السابقة، يقوم الطبيب بجمع نتائج اختبار الوسواس القهري، إذ يقوم بإعطاء درجة لكل سؤال من 0–4، وحينها يحدد ما إذا كنت تعاني من مرض الوسواس القهري أم لا، ومدى سوء الحالة؛ استنادًا إلى الدرجة النهائية التي حصلت عليها، وذلك على النحو التالي:

  • من 8–15 تشير إلى أنها حالة بسيطة.
  • من 16–23 تعني حالة متوسطة.
  • من 24- 31 حالة شديدة.
  • من 32–40 حالة قصوى.

تشخيص الوسواس القهري

يشخص الوسواس القهري بوسائل متعددة بجانب الأسئلة التشخيصية سابقة الذكر التي تحدد مدى تكرار، وتأثير الأمور القهرية المتكررة على المريض، ومنها: الأشعة السينية، فحص الدم، والإجراءات الطبية الأخرى، وبالرغم من أن السلوكيات القهرية تكون ناتجة عن شعور المريض ببعض الوساوس، أو أفكار معينة غير مرغوب بها رغمًا عنه، ولا تزول مسببةً له: التوتر، والضيق كما ذكرنا سابقًا، إلا أنها في بعض الأحيان لا تكفي لتشخيص الإصابة بمرض الوسواس القهري، فلا يمكن الجزم بالإصابة به إلا من قبل الطبيب المختص؛ لذلك ننصحك بالتوجه إليه فور ملاحظتك الأعراض؛ باعتباره الوسيلة الوحيدة التي تضمن لك تحديد ما تعاني منه بالضبط.

علاج الوسواس القهري

تعتمد طريقة العلاج على مدى تأثير الأوامر التي يفرضها الوسواس القهري على حياة المريض، ويشمل العلاج: الدوائي، والنفسي، ويحدد كلٌ منهم حسب الحالة التي يمر بها المريض؛ بناءً على ما استنتِج من اختبار الوسواس القهري، وتتمثل طريقة علاجه في التالي:

العلاج النفسي

يعرف أيضًا هذا العلاج بـ «العلاج السلوكي المعرفي» (Cog­ni­tive behav­ioral ther­a­py)، ويساعد المريض في مواجهة مخاوفه من الوساوس التي يتعرض لها رغمًا عنه، وتدريبه على التعامل معها، بالإضافة إلى تعريفه بطريقة التفكير الإيجابية، ويستغرق العلاج النفسي 10 ساعات فقط إذا كانت حالة المريض بسيطة مع إمكانية استكمال العلاج في المنزل، أما إذا كانت الحالة شديدة، فإنها تستغرق فترة علاج طويلة، وتحدد هذه المدة من قبل الطبيب المختص بالحالة.

العلاج الدوائي

يضطر الطبيب للجوء إلى بعض الأدوية إذا لم يجد العلاج النفسي وحده تقدمًا، ومن أهمها تلك التي تستخدم في علاج الاكتئاب، والتي تساعد على رفع معدل السيروتونين بالدماغ، والجدير بالذكر أن ملاحظة أي تحسن بواسطة العلاج بالأدوية يحتاج 12 أسبوعًا على الأقل، إلا أن هناك بعص الحالات التي يمكن أن تستغرق عامًا على الأقل في مرحلة العلاج الدوائي، كما أنه قد يستغرق سنوات عديدة في أحيان قليلة.

طرق علاجية أخرى

يمكن ألا يستجيب مريض الوسواس القهري للعلاجات النفسية، أو الدوائية سابقة الذكر؛ مما يضطر الطبيب إلى استخدام طرق أخرى للعلاج، مثل:

  • تحفيز الدماغ، وهي عملية جراحية لزراعة جهاز منظم، أو محفز للدماغ من خلال بعض النبضات الكهربائية.
  • إجراء جراحة بالدماغ.
  • إجراء عملية تحفيزية مغناطيسية بالجمجمة.
  • ممارسة تمارين اليوجا.
  • اتباع نمط حياة صحي، أي نظام غذائي متوازن.
  • النوم لوقت كافٍ.

فوائد إجراء اختبار الوسواس القهري

طرق اجراء اختبار الوسواس القهري

يضمن لك هذا الاختبار العديد من الفوائد، والتي تتمثل في التالي:

  • السرية، والخصوصية بنسبة 100%.
  • معرفة ماذا يعني الوسواس القهري، ودرجة تطوره معك.
  • تعلم كيفية السيطرة عليه بالعلاج النفسي، أو الدوائي.
  • دعمك على تقبل نفسك، والسيطرة على أفكارك الوسواسية.
  • التقليل من الخوف عند التعامل مع الآخرين، ومصافحتهم.
  • ضمان استمرارية دراستك، أو عملك، أو حياتك بشكل ناجح.
  • يقدم لك توصيات، وخطوات مهمة تساعد على العلاج من الوسواس القهري بسهولة.

نصائح مهمة

ننبه إلى ضرورة الخضوع فورًا لاختبار الوسواس القهري حال تعرضك لأي من الأعراض سابقة الذكر؛ لتجنب تفاقم حالتك بشكل يؤثر على حياتك، بالإضافة إلى اتباع جميع الإرشادات المهمة التالية:

  • محاولة التقليل من قلق تصافح اليد، أو ملامسة أي شيء لمسه شخص آخر.
  • التقليل من تكرار الشك حول إطفاء الغاز، أو إغلاق الباب وغيرها، والقيام بذلك الأمر مرة واحدة فقط، أو التقليل تدريجيًا من عدد المرات.
  • تجنب الشعور الدائم بأنك تسببت في إيذاء الآخرين، أو المقربين لديك.
  • حاول التبلد، أو التقليل من سرعة التصرف بمجرد ملاحظة أي أغراض، أو أشياء غير مرّتبة.
  • الامتناع عن الصراخ دون داعٍ.
  • سرعة استشارة الطبيب عند ملاحظة بعض الندوب الجلدية التي يمكن أن تكون ناجمة عن: الضغط النفسي، أو إيذاء نفسك دون أن تشعر.
  • امتنع عن الإحصاء، والعد بأنماط معينة، بل استخدم الطرق الشائعة بين الناس.
  • ابحث عن عمل أو هواية تشغلك عن التفكير بهواجسك.

ختامًا… ننبه إلى أنه بعد إجراء اختبار الوسواس القهري، وتشخيص أنك مصاب به، ينبغي الإسراع في تلقي العلاج، مع ضرورة عدم التوقف المفاجئ، أو الملل من الطرق العلاجية سواء النفسية، أو الدوائية؛ لتجنب تفاقم الحالة، أو ظهور أي آثار جانبية غير مرغوب بها؛ نتيجة التوقف عن العلاج من تلقاء نفسك دون استشارة الطبيب.

المصادر:

بيشينت.

كلينيكال بارتنرز.

مايند دياجنوستيكس.

ويكيبيديا.

زر الذهاب إلى الأعلى