الصحة النفسية

قانون الجذب والتخاطر.. وهل تشكل أفكار الإنسان واقعه المستقبلي؟

هل تعتقد أن أفكارك الإيجابية هي سر النتائج الجيدة التي تحققها، وأن الأفكار السلبية هي ما تأتي لك بأسوأ نتائجك؟ ربما أنت تؤمن إذن بمبادئ قانون الجذب والتخاطر، والذي أثار الجدل عبر سنوات طويلة، بين من اقتنعوا بأفكاره، وبين من شككوا في كونه علما حقيقيا من الأساس.

ما هو قانون الجذب والتخاطر

قانون الجذب والتخاطر
قانون الجذب والتخاطر

يعد قانون الجذب والتخاطر أشبه بفلسفة خاصة، ترى أن الأفكار التي تدور في ذهن الإنسان اليوم، هي ما سوف تشكل واقعه في المستقبل، إذ تنجح الأفكار الإيجابية في جلب النتائج المطلوبة، فيما تفشل السلبية منها في تحقيق الهدف المراد.

يستند قانون الجذب والتخاطر على الاعتقاد بأن الأفكار ما هي إلا شكل من أشكال الطاقة، فإن كانت طاقة إيجابية فإنها تؤثر بالإيجاب على مختلف الأمور، وسواء كانت تتعلق بصحة الإنسان أو بحالته المادية أو بعلاقاته الاجتماعية، وإن كانت سلبية فهي تؤدي إلى تدمير كل شيء.

تاريخ قانون الجذب والتخاطر

يبدو قانون الجذب والتخاطر قديم العهد وليس من الأشياء المكتشفة حديثًا كما يظن البعض، إذ يشير بعض المؤرخين إلى أن هذا القانون ظهر للمرة الأولى لدى المصريين القدماء، كما اعتمد قدماء اليونانيين عليه أيضًا، قبل أن يجذب عقول البشر في العقود الأخيرة، مع ظهور مجموعة من المؤلفات الرائجة التي صاغت مبادئه، ومن أشهرها فيلم وكتاب السر The Secret.

أما عن مصطلح التخاطر تحديدًا، فقد ظهر على يد مؤسس علم نفس التخاطر، فريدريك مايرز، والذي يؤمن بأن الأفكار والمعلومات قد تنتقل من شخص لآخر، دون نطق حرف واحد، الأمر الذي يؤمن البعض بصدقه، فيما يؤكد آخرون أنه لا يشكل إلا علما زائفا.

مبادئ قانون الجذب والتخاطر

قانون الجذب والتخاطر
مبادئ قانون الجذب والتخاطر

بينما يستند قانون الجذب والتخاطر على مفاهيم تبدو محيرة بل وغير قابلة للتصديق من وجهة نظر البعض، فإن بعض المبادئ الخاصة به قد تكشف عن تفاصيله المثيرة، ومن بينها:

الجذب يحدث بين المتشابهات

هو أحد أبرز مبادئ قانون الجذب والتخاطر، حيث يشير إلى أن الأشياء المتشابهة لبعضها البعض، دائمًا ما تشهد حالة انجذاب تلقائي فيما بينها، ما ينطبق على البشر أيضًا وفقًا لهذا القانون، والذي يؤكد أن الإنسان ينجذب إلى من يشبهه، وأن الأفكار الإيجابية تأتي بنتائج إيجابية والعكس صحيح.

الطبيعة تكره الفراغ

يؤمن قانون الجذب والتخاطر بأن طبيعة كل شيء تمقت الفراغ، في إشارة إلى أنه من المستحيل على عقل الإنسان على سبيل المثال، أن يكون خاويًا من أي أفكار في أي وقت، لذا تأتي أهمية رصد تلك الأفكار السلبية حينما تبدأ في السيطرة على الذهن، من أجل استبدالها بأخرى إيجابية، ليبدو تأثير هذه الخطوة إيجابيًا دون شك.

الحاضر المثالي حقيقة

يشير هذا المبدأ من مبادئ قانون الجذب والتخاطر، إلى أن التفكير في الوضع الراهن ومهما كان سيئًا، لن يضيف أي جديد، بقدر ما سوف يزيد من تعاسة الإنسان، لذا يبقى الوصول إلى الحاضر المثالي ممكنًا، حينما يبدأ الإنسان في تركيز طاقته على القيام بنشاطات إيجابية، بدلًا من البكاء على اللبن المسكوب.

قانون الجذب والتخاطر في الحب

قانون الجذب والتخاطر
قانون الجذب والتخاطر في الحب

يبدو قانون الجذب والتخاطر قادرًا على توصيل مشاعر الحب إلى طرف ما، ليس بالتركيز على ذهن هذا الطرف كما يظن البعض، بل عند تركيز الطرف الأول من الأساس على نفسه، نظرًا لأن القانون يستند في الأصل على أن أفكار الإنسان تتحقق عاجلًا أم آجلًا، ما يحدث في الحب عبر تلك الخطوات:

تعزيز الثقة بالنفس

إن كانت أفكار الإنسان الإيجابية هي ما تأتي له بالهدف المطلوب، فإن تعزيز الثقة بالنفس يبدو من الخيارات المحورية والتي تحسن من أفكار الإنسان عن نفسه وعن عالمه المحيط، لذا يبقى تركيز الإنسان على نقاط قوته وعلاج نقاط ضعفه، حبًا في نفسه قبل أي شيء آخر، من عوامل جذب الشخص المقرب من القلب في أسرع وقت ممكن.

تجنب الأفكار السلبية

يبدو طرد الأفكار السلبية من عوامل تحقيق أهداف قانون الجذب والتخاطر في الحب، إذ تؤدي المعتقدات الشخصية بأن العثور على الشخص المناسب بات مستحيلًا، أو أنه من الصعب إيجاد شخص قد يبادلني الحب كما أنا، إلى التأثير سلبًا على معدل الثقة بالذات، ليظهر ذلك جليًا للآخرين، ويصبح سببًا في عدم الوصول إلى قلب الحبيب.

عدم الخوف

من الوارد أن يفشل الإنسان في جذب قلب أي شخص آخر، لسبب داخلي يتمثل في خوفه من التعرض للألم النفسي، إذ يرى البعض أن إزالة كل الحواجز مع الطرف الآخر والتعامل معه دون حسابات، لن يؤدي إلا لجرح المشاعر في مرة من المرات، ليبقى الإنسان حينها ودون أن يشعر طاردًا للأشخاص من حوله، ما يكشف هنا عن أهمية عدم الخوف من احتمالية التعرض للألم في الحب، وإلا صارت الوحدة هي الرفيق الدائم والمؤلم أيضًا.

الاستمتاع بالوقت

لا يوجد شك في أن رسم الابتسامة على الشفاه، والضحك من القلب دون ادعاء، تعتبر من أكثر الأشياء التي تزيد من جاذبية الإنسان في أعين المحيطين به، الأمر الذي يتحقق بنجاح حينما يبدو الإنسان قادرًا على الاستمتاع بوقته، ليظهر ذلك في سلوكياته بشكل تلقائي، لذا ينصح بعدم تفويت فرص الاستمتاع بالوقت، سواءً بالتنزه مع الأصدقاء أو بتناول الطعام المفضل أو حتى عبر مشاهدة بعض الأفلام الكوميدية، لينعكس ذلك على الحالة النفسية والمظهر العام، ويصبح جذب قلوب المحبين واردًا.

الرضا عن الاختلافات

بينما يمكن للخطوات السابقة أن تساعد الشخص على تحقيق هدفه، والمتمثل في التقرب من الحبيب أكثر فأكثر، فإن تركيز المرء على الاختلافات التي تفرق بينه وبين الطرف الآخر، قد يعرقل مسيرة العلاقة، لذا ينصح بالإيمان دومًا بأن وجود الاختلافات بين البشر هو الأمر الطبيعي، وأن تلك الجوانب غير المتشابهة بين طرفي العلاقة هي ما تقلل من الملل بينهما وليس العكس، إن رضا كل طرف بها.

تمارين الجذب والتخاطر

قانون الجذب والتخاطر
تمارين قانون الجذب والتخاطر

بشكل عام، وسواءً كنت ترغب في تحقيق أهدافك العملية أو الاجتماعية، أو كنت تحلم بإيجاد شريك الحياة المثالي، فإن هناك بعض التمارين التي تساعد على الوصول للهدف المنشود كما نوضح.

كتابة الأفكار

تساعدك كتابة الأفكار الخاصة، حينما تحفزك على تحقيق الإيجابي منها، مع رسوخها في الذهن عند قراءتها مرة بعد الأخرى، كما أنها تمنحك فرصة تبين الأفكار السلبية لطردها سريعًا، واستبدالها بكل ما هو إيجابي وتفاؤلي.

التقبل

لا يعني تقبل الأوضاع كما هي، الاستسلام أو فقدان الرغبة في التطور، بل يشير هنا إلى إمكانية الشعور بالرضا عن الأشياء السلبية غير القابلة للتغيير، ما يكشف عن أهمية اعتياد النظر للإيجابيات وشكر الله عليها، قبل تقبل السلبيات وعدم الغضب بسببها.

التخيل

يرى العلماء أن إحدى أبرز الطرق التي ينصح بها، من أجل تحقيق الأهداف الخاصة، والتي يمكن القيام بها دون التحرك ولو لخطوة واحدة، هي تلك المعروفة بالتخيل، حيث تتمثل في تخيل الإنسان لنفسه وهو يصل إلى هدفه بالفعل، ويبدو مستمتعًا بذلك وراضيًا عن النفس، الأمر الذي يزيد من حماس الإنسان لتحقيق الهدف، ويمنحه الصلابة الكافية لمواجهة العراقيل في وسط الطريق، كما يعطيه بعض الأفكار عن كيفية الوصول.

إعادة التشكيل

في وقت تبدو فيه المواقف السلبية من عوامل انفعال البعض أو شعورهم بالغضب أو الإحباط، فإن المطلوب هو التدريب على إعادة تشكيل تلك المواقف لتبدو إيجابية ولو بنسبة قليلة، مثلًا إن واجه الإنسان بعض الظروف المالية الصعبة، فعليه أن يدرك أنها قد تكون فرصته إما لإيجاد فرص عمل جانبية قد تصبح هي مصدر رزقه الأساسي فيما بعد، أو لتعلم كيفية الادخار بدرجة سوف تساعده في المستقبل وتمنعه من الوقوع في نفس الأخطاء المالية، ليبدو الموقف المزعج إيجابيًا في لحظة واحدة، ولكن بعد فترات طويلة من التمرين.

في كل الأحوال، يبقى قانون الجذب والتخاطر في الحب أو العمل أو على صعيد علاقات الصداقة أو الأهداف الخاصة، من الأمور المختلف عليها، إلا أن المؤكد في نهاية المطاف أن أفكار الإنسان تؤثر على قراراته ومن ثم نتائجه، لذا يبقى انتقاء الإيجابي وطرد السلبي منها، من عوامل النجاح دون شك.

المصدر
مصدر 1مصدر 2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى