الصحة النفسية

أسباب الضغوط النفسية.. والعلاقة بين الفرد والبيئة المحيطة

طبقًا للموسوعة الدولية للعلوم الاجتماعية والأخلاقية، حتى تتعرَّف على أسباب الضغوط النفسية التي قد يعاني منها أي شخص، عليك أولًا أن تدرك أن الضغط النفسي هو علاقة خاصة ما بين الفرد والبيئة، حيث يبدأ في تقييمها على أنّها مكان يفرض ضرائب باهظة على موارده، أو تعرضه للخطر.

تأثير الضغوط النفسية

الضغط في حد ذاته يمكن له أن يُعرِّض الفرد لمشكلات ضخمة، سواءً صحية أو نفسية، فقد ينتج عنه حالات جسدية مثل الصداع، اضطرابات الجهاز الهضمي، واضطرابات النوم.

في نفس الوقت، قد يتطور الأمر حين يعاني الفرد مع الضغط إلى تعرضه لضغوط نفسية وعاطفية مثل الارتباك، القلق والاكتئاب.

وفقًا لجمعية علم النفس الأمريكية، يمكن أن يؤدي الضغط المزمن غير المعالج، أو المستمر، إلى ارتفاع ضغط الدم أو ضعف جهاز المناعة، كما يمكن أن يساهم أيضًا في الإصابة بالسمنة وأمراض القلب، لذلك يتوجب علينا أن نُلقي نظرة على أسباب الضغط النفسي، والبحث عن طرقٍ حقيقية لعلاجه.

أسباب الضغوط النفسية

أسباب الضغوط النفسية
ضغط العمل.

وفقًا لآراء المتخصصين بعلم النفس والاجتماع، فالتعرُّف على أسباب الضغوط النفسية يبدأ من إدراك الفرد لحقيقة ما يعنيه الضغط، ويكتمل مع إلمامه بأن أسباب الضغوط تلك ما هي إلا مواقف يومية يتعرّض لها، قد تنجم عنها مشاعر التوتّر والقلق التي تؤرقه.

قد تتلخّص أسباب الضغوط في مشكلة رئيسية واحدة، أو تراكم لعدد من الضغوط الصغيرة، وهذا ما يجعل الأمر أكثر تعقيدًا أثناء شرحه، لكن على كُلٍ، يرى المتخصصون أن أهم أسبابها يمكن أن تختصر في النقاط التالية.

  • البقاء لفترة طويلة تحت ضغط كبير.
  • مواجهة تغييرات كبيرة في الحياة.
  • القلق بشأن شيء ما.
  • عدم وجود سيطرة كبيرة أو أي سيطرة على نتيجة الموقف.
  • تحمل مسؤوليات ضخمة.
  • عدم وجود عمل أو أنشطة كافية أو تغيير في حياتك.
  • أوقات الشك وعدم اليقين.

وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ أسباب الضغوط قد تكون ناتجة عن مؤثرات خارجية، أو داخلية، بالتالي وجد علماء النفس أنه من الضروري أن يتم تعديل قائمة «أسباب الضغط النفسي» لتكون محددة بشكل أكبر، وتُقسّم إلى ضغوط بسبب (العمل- الحياة الشخصية- رؤية الفرد لنفسه).

الضغط النفسي الناتج عن العمل

بيئة العمل تربة خصبة لضغط الفرد، لذلك يعتبر العمل بشكل عام أحد أهم أسباب الضغط النفسي الذي يعاني منه الموظفون، والذين يشكلّون بالتبعية المجتمع، يرجع ذلك للمواقف والتجارب التي يمر بها الإنسان أثناء اختلاطه بمئات البشر، الذين يختلفون عنه دون شكٍ، وتشمل أسباب الضغوط النفسية التي يعاني منها الموظفون الأسباب التالية:

  1. عدم السعادة بالوظيفة الحالية.
  2. تحمل عبء عمل ثقيل أو مسؤولية كبيرة.
  3. العمل لساعات طويلة.
  4. وجود إدارة سيئة أو توقعات غير واضحة لعملك أو عدم وجود رأي في عملية اتخاذ القرار.
  5. العمل في ظروف خطرة
  6. الشعور بعدم الأمان بشأن فرصتك في التقدم أو خطر الإقالة.
  7. الاضطرار إلى إلقاء الخطب أمام الزملاء.
  8. مواجهة التمييز العنصري أو المضايقة في العمل.

الضغوط الحياتية

بغض النظر عن بيئة العمل وما قد يمكن أن تحمله من مؤرقات لصحة الإنسان، فالظروف الحياتية بحد ذاتها قد تكون أكثر أسباب الضغط النفسي تأثيرًا على البشر، خاصةً إن لم يستطع الإنسان تحجيمها بشكل حكيم، ومنها ما يلي.

  1. وفاة أحد أفراد الأسرة.
  2. الطلاق.
  3. فقدان الوظيفة.
  4. زيادة الالتزامات المالية.
  5. الزواج.
  6. الانتقال إلى منزل جديد.
  7. المرض أو الإصابة المزمنة.
  8. المشاكل العاطفية.
  9. رعاية أحد أفراد الأسرة المسنين أو المرضى.
  10. التعرض لحدث صادم، مثل كارثة طبيعية أو سرقة.

الضغوط الداخلية

في بعض الأحيان تكون أسباب الضغوط النفسية متعلقةً برؤية الفرد لنفسه، بمعنى أنها نابعةً من الداخل، وليست ناجمة عن عوامل مؤثرة خارجية، بالتالي قد يضغط الإنسان نفسه بمجرد التفكير بهذه الأشياء، ومن هذه العوامل ما يلي.

  1. الخوف وعدم اليقين.
  2. التصور الشخصي للإنسان عن العالم من حوله.
  3. التوقعات المرتفعة.
  4. التغير المفاجئ الضخم على روتين الحياة.

طريقة علاج الضغوط النفسية

أسباب الضغوط النفسية
التواصل.

من حسن الحظ، يمتلك الإنسان قدرة خاصةً تجعله قادرًا على التحكُّم بانفعالاته، بالتالي من الممكن أن تساعده هذه القدرة على التعاطي مع أسباب الضغط النفسي الذي يعاني منه، كي يتخلّص منه من الجذور، وأوضح المتخصصون أن هنالك طريقتين شائعتين للتخلص من المشاعر الناتجة عن تعرض الفرد للضغط النفسي، وهي (طريقة التفكير- التواصل).

طريقة التفكير

للتخلص من الضغوط النفسية، ينصح أطباء النفس بأن يحاول الفرد تغيير طريقة تفكيره بشأن الضغط النفسي الذي يتعرض له، عن طريق التفكير بإيجابية، التي قد تساعد على الحد من تأثير الضغط النفسي على صحته النفسية والجسدية.

التواصل

يعد بناء علاقات اجتماعية مع الآخرين والتواصل معهم بشكل أعمق إحدى الطرق الأكثر فعاليةً للتخلّص من الأضرار الناجمة عن التعرض للضغط، ببساطة لأن التواصل يشتت انتباه الفرد ‑ولو بشكل مؤقت- عن أسباب الضغوط النفسية التي يتعرّض لها، ما يجعل حجم تأثيرها على عقله يقل تدريجيًا إلى أن يخرج تمامًا من حلقة الضغط النفسي المفرغة.

في النهاية، وبعد أن شرحنا أسباب الضغوط النفسية، يتبقى فقط أن ندرك جيدًا أن حجم تأثير الضغط على حياة الإنسان قد يختلف من حالة لأخرى، لذلك قد لا تؤتي طرق العلاج أعلاه ثمارها سريعًا، لكن الأهم بهذا الصدد هو طلب الدعم إن لزم الأمر، حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة.

المصدر
مصدر مصدر 1مصدر 2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى