الصحة النفسية

كيفية التعامل مع مريض الباركنسون

يعيش مريض الشلل الرعاش أوقاتا عصيبة متضررا من الاضطراب الذي يحل بجهازه العصبي، لذلك لا بد وأن يدرك المحيطون به كيفية التعامل مع مريض الباركنسون بشكل عام، لأن الخلل الذي ينتُج عن المرض يؤثر عليه جسديا، نفسيا وحتى عاطفيا.

ما هو مرض الباركنسون؟

مرض باركنسون معروف للبشرية منذ العصور القديمة، حيث يشار إليه في النظام الطبي الهندي القديم «الأيورفيدا» تحت اسم «Kam­pa­va­ta»، وتعني كلمة «kam­pa» الهزة في اللغة السنسكريتية.

في الطب الغربي، وصفه الطبيب الإغريقي جالينوس بأنه «شلل الرعشة» بالعام 175 بعد الميلاد، بينما قدمت المصادر الصينية القديمة أيضًا أوصافًا تشير إلى مرض باركنسون، بالتالي يعتقد أن ذلك المرض وُجد مع وجود الإنسان على كوكب الأرض.

في عام 1817 تم نشر مقال طبي مفصل حول هذا الموضوع من قبل طبيب لندن «جيمس باركنسون» الذي سمي على اسمه بمرض باركنسون، وكانت مقالته بعنوان «مقال عن الشلل المهتز»، حيث أسس هذا المقال مرض باركنسون كحالة طبية معترف بها.

أعراض الإصابة بالشلل الرعاش

كيفية التعامل مع مريض الباركنسون

قبيل التعرُّف على كيفية التعامل مع مريض الباركنسون، علينا أولا معرفة الأعراض التي يعاني منها المصاب بذلك المرض، بجانب الرعشة بالطبع، لأن الأعراض لا تتوقف عند هذا الحد للأسف.

الأعراض الحركية

  • بطء الحركة: حيث يصبح القيام بالمهام العادية مثل النهوض أو الجلوس صعبا، يستغرق وقتا طويلا.
  • تيبس العضلات: يمتلك مريض الشلل الرعاش عضلات متيبسة، ما يجعله يشعر بألم شديد مع أي حركة بسيطة.
  • فقدان التوازن: يعجز مريض الباركنسون عن اتخاذ وضعيات جسد متوازنة، ما يجعله أكثر عرضة للسقوط.
  • افتقاد الحركات اللاإرادية: حيث يفشل المريض في القيام بالحركات اللاإرادية مثل الرمش بالعين أو الابتسام أو حتى أرجحة الذراعين عند المشي.

صعوبة في الكلام

يعاني مريض الباركنسون من تغيرات ضخمة في طريقة الكلام، حيث يفتقد القدرة على التفوه بالكلمات بطريقة صحيحة، فإما يتحدث ببطء، أو سرعة شديدة، وعادة ما يبتلع بعض الكلمات أثناء حديثه نتيجة لتلعثمه.

تغيرات نفسية

كنتاج لكل ما سبق، يعيش مريض الباركنسون حياة نفسية وعاطفية معقدة، بالتالي تتأرجح حالته المزاجية من الفرح للحزن سريعًا، مع العلم أن حالة من الكآبة ‑ولو بسيطة- تسيطر على المصاب بالشلل الرعاش طوال الوقت.

كيفية التعامل مع مريض الباركنسون

كيفية التعامل مع مريض الباركنسون
مراقبة تفاقم الأعراض.

طبقا للمختصين بعلوم الأعصاب، مرض الشلل الرعاش يعد مرضا مزمنا، أي لا يمكن علاجه بصفة نهائية، لكن فقط تقليل تأثير أعراضه على المصاب، باستخدام بضعة أساليب تنطوي على نظام غذائي جيد، ورعاية كاملة ودقيقة.

لذلك، تتوجب الآن الإشارة إلى كيفية التعامل مع مريض الباركنسون بشكل مفصّل، لتجنُّب زيادة هذه الأعراض التي قد تؤدي أحيانا إلى وفاة المصاب، وينتج تساؤل آخر؛ متى وكيف يموت مريض باركنسون؟

التعامل بصدق مع المريض

أولى النصائح التي يقدمها الأطباء بشأن كيفية التعامل مع مريض الباركنسون هي ضرورة التحلي بالصدق أثناء التعامل معه، دون منحه شعورا بالعجز عن القيام بأبسط المهام، تجنبا لتأثره نفسيا، ما قد يتطور لإصابته بشكل من أشكال الاكتئاب، لذلك يرى المختصون أن التوازن يعد حلا مثاليا، بمعنى أن يهتم المحيطون بالمصاب دون أن يصدر له إحساس بأنه يشكل عبئا على من حوله.

جمع المعلومات

يرى المتخصصون أن من مهام أسرة المصاب والمقربين منه جمع المعلومات حول مرض الباركنسون، وفهمها بشكل جيد، لضمان رعاية جيدة للمصاب، الذي عادة ما يكون في حاجة لشخص يدرك احتياجاته الجسدية والنفسية.

المراقبة

من أهم النصائح التي يقدمها المتخصصون بعلاج مصابي مرض الشلل الارتعاشي بخصوص كيفية التعامل مع مريض الباركسنون هي ضرورة مراقبة الحالة المصابة، ولمس التغيرات التي تطرأ عليها، خاصةً النفسية منها، ومساعدته على التخلص من بوادر الاكتئاب.

تغيير نمط الحياة

ينبغي على المحيطين بمريض الباركنسون إقناعه بالذهاب لطبيب مختص، من أجل وضع برنامج شامل يهتم بأدق تفاصيل حياته، للسيطرة على الأعراض المصاحبة لذلك المرض، أو على أقل تقدير تحجيم حدتها.

حمية خاصة

للأسف لا توجد حمية غذائية خاصة بمريض الباركنسون، لكن بشكل عام، ينصح الأطباء باتباع حمية غذائية محددة للتخفيف من أعراض المرض، والتي تنقسم إلى مجموعة من الأطعمة الغنية بالألياف، إلى جانب شرب كميات كبيرة من الماء لتفادي الإمساك، بالإضافة إلى عناصر غنية بالـ«أوميجا 3» لعلاج مشكلات الذاكرة.

التمارين الرياضية

يجب حث مريض الشلل الارتعاشي على ممارسة الرياضة بالشكل الذي يتناسب مع حالته البدنية، نظرًا لقدرة الرياضة على الحد من أعراض المرض، ومنحه دفعة مضادة للاكتئاب والشعور بالملل والعجز.

نصائح متخصصة حول كيفية التعامل مع مريض الباركنسون

كيفية التعامل مع مريض الباركنسون
الحث على ممارسة الرياضة.

بشكل أكثر دقة، تحتاج كيفية التعامل مع مريض الباركنسون إلى تركيز شديد، لأن المرضى تكون لديهم مشاعر عاطفية كبيرة وشعورهم بالاحتياج للآخر يؤثر عليهم بدرجة كبيرة ولذلك ينبغي التعامل معهم بحرص شديد، ولتجنب ما قد يشعرهم بذلك العجز أو الحاجة، ينبغي اتباع التعليمات التالية.

  • إزالة الأشياء التي يمكن أن يصطدم بها المريض وتسبب سقوطه داخل مكان إقامته.
  • تعليم المريض قواعد المشي والحركة التي تتناسب مع حالته مع تحذيره من القيام بأي حركات مفاجئة.
  • مساعدة المريض وإعفاؤه من حمل أي شيء ثقيل.

بذلك، نكون قد أوضحنا بشكل مفصل كيفية التعامل مع مريض الباركنسون، خاصة وأنه كما ذكرنا لا يوجد علاج نهائي لذلك المرض، نظرًا لأن أسبابه الحقيقية لا تزال مجهولة.

المصدر
مصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى