الصحة النفسية

أعراض الاضطراب الفصامي العاطفي وأبرز الأسباب المؤدية له

ينقسم الاضطراب الفصامي العاطفي إلى نوعين، وفقًا لمدى تفاقم المرض واختلاف تأثيره من شخص إلى شخص آخر، وهو من أشد الاضطرابات التي لها تأثير سلبي، وأعراض نفسية حادة، تشمل نوبات متتالية من الهوس والأوهام، بالإضافة إلى ضعف الأداء، وظهور بعض السلوكيات الغريبة على الشخص المصاب.

الاضطراب الفصامي العاطفي

يعرف اضطراب الفصام العاطفي بأنه خلل واضطراب في الصحة العقلية، يتكون من عدة أعراض للفصام مثل: الأوهام والهلاوس، كذلك بعض أعراض الاضطرابات المزاجية مثل الاكتئاب، ويعتبر هذا النوع من الفصام من الاضطرابات النادرة جدًا، إذ لا يتعدى معدل انتشاره 0.3% فقط، ورغم ندرته إلا أنه يمثل خطرًا جسيمًا على الشخص المصاب، الأمر الذي يتطلب علاجًا فعالًا لتخفيف حدة الأعراض، وتحسين أداء الفرد بشكل عام.

يصاب الرجال والنساء بالفصام العاطفي على حدٍ سواء، بنفس المعدل تقريبًا، وغالبًا ما يصاب به الرجال في سن مبكرة مقارنة بالنساء، ولكن هذا لا ينفي إمكانية السيطرة على المرض بشكل فعال، من خلال بعض العلاجات والأدوية، وينقسم هذا الاضطراب إلى نوعين، يتسم كل منهما ببعض أعراض الفصام، يتمثلان في:

  • النوع ثنائي القطب، وهو النوع الذي يشمل نوبات من الهوس، بالإضافة إلى نوبات حادة من الاكتئاب.
  • النوع الاكتئابي، وهو النوع الذي يقتصر فقط على نوبات الاكتئاب الكبيرة.

أعراضه

الاضطراب الفصامي العاطفي

تختلف الأعراض التي تظهر على الشخص المصاب بالاضطراب الفصامي العاطفي، وفقًا لمدى تفاقم المرض واختلافه من شخص لآخر، والذي يصاب فيه المريض بأعراض نفسية حادة، تتضمن الكثير من أعراض الاضطرابات المزاجية، سواء من النوع الذي يشمل نوبات من الهوس، أو النوع الذي يتضمن نوبات الاكتئاب.

وعلى الرغم من اختلاف مراحل المرض وأعراضه، إلا أن هناك سمات معينة يتصف بها الشخص المصاب بالاضطراب، وعلامات وأعراضا نفسية تظهر عليه لفترة، قد تصل إلى أسبوعين على الأقل، والتي تعتمد مؤشراتها بحسب نوع الفصام العاطفي، إذا كان من النوع ثنائي القطب أو الاكتئابي، وتتضمن هذه الأعراض:

الهلوسة

تتضمن الهلوسة سماع أصوات غريبة، ورؤية أشياء ليس لها وجود، حتى وإن أنكر الجميع تواجدها يظل المريض يعتقد في وجودها.

الأوهام

من هنا يؤمن المريض ببعض المعتقدات الثابتة، والتي تكون خاطئة وليس لها أساس من الصحة، ورغم جميع الأدلة المضادة، ومحاولات الآخرين لإثبات عكس هذه المعتقدات، إلا أن المريض لا ينفك عن تصديقها والإيمان بها.

أعراض اكتئاب

يصاب الشخص بالكثير من أعراض الاكتئاب، والتي تنطوي على إحساسه بالحزن الدائم، الفراغ القاتل، كذلك شعوره بانعدام شخصيته وقيمته كفرد في المجتمع.

خلل في التواصل

يعاني الشخص المصاب بالفصام العاطفي من صعوبة في ترتيب كلامه، وهو ما يسمى بخلل التواصل والكلام، إذ يشعر الفرد بأنه غير قادر على ترتيب أفكاره وكلماته، بالإضافة إلى أنه يصدر جملا وكلمات غير مسترسلة، في حالة الدخول في نقاش أو جدل وتجده يصاب بـ التلعثم.

ضعف الأداء

من أبرز علامات الاضطراب الفصامي العاطفي، ضعف أداء الشخص في عدة مجالات، حيث يواجه صعوبة كبيرة في إنهاء مهامه المكلف بها، على المستوى المهني أو الدراسي، بالإضافة إلى ضعف أدائه ونشاطه الاجتماعي مع البيئة والأشخاص المحيطين به، فيصبح غير قادر على مجاراتهم والتواصل معهم.

سلوكيات غريبة

من أهم التغيرات التي تطرأ على الشخص المريض، أن تصدر عنه بعض السلوكيات الغريبة والشاذة، والتي لم يعتد الآخرين على رؤيتها منه.

الأرق والهوس

يصاب مريض الفصام العاطفي بنوبات من الهوس وتقلب المزاج بشكل جنوني، كذلك الأرق الذي يستمر لعدة أيام، وشعوره بالطاقة المفرطة، الأمر الذي ينتج عنه تصرفات غير طبيعية وغير منطقية.

إهمال النظافة الشخصية

تتضمن أعراض الاضطراب الفصامي العاطفي إهمال الشخص في نظافته الشخصية، ومظهره الخارجي بشكل عام، حتى وإن كان في حضرة عدد كبير من الأشخاص.

أسباب الفصام العاطفي

الاضطراب الفصامي العاطفي

لا يوجد سبب واضح للإصابة بالاضطراب الفصامي العاطفي، ولكن العلماء بدورهم قد توصلوا إلى عدة أسباب، تسهم بنسبة كبيرة في تطور الاضطراب، وتنقسم هذه الأسباب إلى:

  • الوراثة، إذ يكون الشخص أكثر عرضة للإصابة بالفصام العاطفي، في حالة وجود تاريخ مرضي للاضطراب في العائلة.
  • تلف خلايا المخ ووظائفه، الأمر الذي يزيد من احتمالية إصابة الشخص بالاضطراب.
  • الضغط والإجهاد العصبي، إثر تعرض الفرد لأحداث سيئة لا يستطيع تخطيها، مثل فقدان أحد أفراد الأسرة أو شريك حياته، أو فقدان وظيفته ورأس ماله، مما قد يؤدي للإصابة بالاضطراب تدريجيًا.
  • تعاطي وإدمان المخدرات، إذ تعد المخدرات من أكثر الأسباب المؤدية لتطور أعراض الفصام العاطفي عند الشخص.

التشخيص والعلاج

الاضطراب الفصامي العاطفي

قد يكون تشخيص الاضطراب الفصامي العاطفي أمرًا صعبًا، إذ يواجه المريض أعراضًا مختلفة، تتضمن أعراض الفصام والاكتئاب أيضًا، لذا فإن تشخيص الاضطراب يتوقف على نوع الأعراض والعلامات التي تظهر على الشخص، وبداية ظهورها، كذلك مدى حدتها والفترة التي استغرقتها.

وغالبًا ما يتم الفحص السريري أولًا، للتأكد من عدم وجود بعض الاضطرابات الأخرى في الصحة العقلية، وحتى يتأكد الطبيب من أن الإصابة بالمرض ليست ناتجة عن إدمان المريض، أو استخدامه لبعض الأدوية المخدرة، ويشمل التشخيص:

  • إجراء الفحوصات والاختبارات، والتحليلات التي تنفي وجود مخدرات أو أدوية مخدرة في الدم.
  • في بعض الحالات يتطلب الأمر إجراء فحوصات أخرى، مثل الرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية.
  • الفحص البدني للمريض، لاستبعاد المشكلات الصحية التي قد تسبب الأعراض، بالإضافة إلى التأكد من عدم وجود أي مضاعفات صحية.
  • استخدام المعايير الواردة في الدليل التشخيصي والإحصائي، للاضطرابات العقلية، الذي تم نشره من خلال الرابطة الأمريكية للطب النفسي.
  • فحص المظهر الخارجي للشخص المصاب، ومراقبة سلوكياته والحالة المزاجية له، بالإضافة إلى القاء بعض الأسئلة عليه، والتي تعكس مدى الأوهام والهلاوس أو الأفكار غير المنطقية التي يعاني منها.
  • مناقشة أسرة الشخص المصاب وسؤالهم، لمعرفة تاريخ السلوك الشخصي للفرد منذ صغره، ومدى تطور هذا السلوك والتغيرات الطارئة عليه.

العلاج الدوائي

يعتمد الأطباء بشكل عام على استخدام أدوية لاضطراب الفصام العاطفي، تهدف إلى تخفيف حدة الأعراض، واستقرار الحالة المزاجية للمريض، بالإضافة إلى تقليل نسبة الإكتئاب التي يعاني منها، وتتضمن هذه الأدوية:

  • الأدوية المضادة للذهان، والتي تساعد في الحد من أعراض الفصام الذهاني المعروفة كالهلاوس والأوهام.
  • الأدوية التي من شأنها تثبيت الحالة المزاجية للفرد، في حالة كان الفصام العاطفي من النوع ثنائي القطب، إذ يمكن لمثبتات المزاج أن تساعد في تحقيق التوازن، بين مستويات الهوس المرتفعة، ومستويات الاكتئاب المنخفضة.
  • العقاقير المضادة للاكتئاب، حيث تسهم مضادات الاكتئاب في إدارة مشاعر اليأس والحزن، أو الأرق الشديد وضعف أداء الشخص.

العلاج النفسي

الاضطراب الفصامي العاطفي

بالإضافة إلى الأدوية، فإن للعلاج النفسي تأثيرًا فعالا جدًا في مساعدة المريض، وتحسين حالته النفسية والمزاجية، بالإضافة إلى زيادة قدرته على تخطي المرض والتعافي منه بأبسط الخطوات، ويشمل العلاج النفسي ما يلي:

العلاج الشخصي

يعد العلاج النفسي من أهم الخطوات التي يجب اتباعها، إذ تساعد زيادة ثقة المريض في فهم حالته بشكل أفضل، ومحاولة التعايش معها، وتعلم كيفية السيطرة على الأعراض وإدارتها بشكل إيجابي، وهو دور الجلسات الفعالة التي تسير على نهج معين، واستراتيجيات واضحة، لمواجهة المريض بحالته وزيادة قدرته على التفاعل مع الحياة الواقعية بمشاكلها وعلاقاتها المعقدة.

العلاج الأسري

كذلك يعد العلاج الأسري أو الجماعي من أكثر الوسائل التي تنتج علاجًا قويًا وأكثر فاعلية، حيث يساعد هذا النوع من العلاجات على تحسين قدرة الشخص المصاب، وتطوير مهاراته الاجتماعية بشكل أفضل، ليستطيع مناقشة مشاكله الحياتية مع المجموعة المساندة له، سواء كانوا من الأسرة أو أشخاصا يعانون من نفس الاضطراب، أو اضطراب نفسي آخر، الأمر الذي يسهم بنسبة كبيرة في الحد من العزلة الاجتماعية، والتي قد يعاني منها الشخص المصاب في فترة من فترات تطور وتفاقم أعراض المرض.

تعليم المهارات الحياتية

يسهم تعلم الفرد للمهارات الاجتماعية والمهنية، في الحد من رغبته في العزلة، وتعزيز رغبته في التواصل والتفاعل الاجتماعي، بالإضافة إلى رفع مستوى أدائه في جميع المجالات، وزيادة قدرته على المشاركة في النشاطات اليومية.

وتعتمد هذه الخطوة بنسبة أكبر على الأشخاص المحيطين بالمريض، إذ يلعبون دورًا هامًا في تحسين سلوكياته وإضافة بعض السلوكيات الجديدة والمهارات المختلفة له، مما يساعده بشكل غير مباشر على تحسين حياته بشكل تدريجي، ورفع مستوى تقبله وحبه لوظيفته، أو المجال الذي يسلكه بشكل عام.

دخول المستشفى

يتم نقل المريض فورًا إلى أحد المستشفيات المتخصصة، في حال حدوث أعراض شديدة، أو تعرض الشخص المصاب إلى أزمة حادة، إذ يصبح مكوث المريض في المستشفى أمرًا ضروريًّا، لضمان سلامته من جميع الجوانب، سواء في التغذية السليمة أو النوم الجيد، بالإضافة إلى تقديم الرعاية الشخصية الخاصة بنظافته ومظهره العام.

المصدر
مصدر 1مصدر 2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى