الصحة النفسية

كيف تتجنب التأثير السلبي لمضادات الاكتئاب؟

تعد مضادات الاكتئاب خيارًا علاجيًا شائعًا للاكتئاب، وعلى الرغم من أنها قد لا تعالج الاكتئاب في حد ذاته، إلا أنها يمكن أن تقلل الأعراض المصاحبة له، ويمكن أن تعمل عند استخدامها لأول مرة بشكل جيد، إلا أن هذه ليست الحقيقة الكاملة.

كيف تختار مضاد الاكتئاب المناسب؟

هناك أنواع مختلفة من مضادات الاكتئاب المتاحة التي تعمل بطرق مختلفة ولها آثار جانبية مختلفة كذلك، لذلك يأخذ الطبيب المعالج في اعتباره مجموعة من العوامل قبل أن يصف للشخص الذي يعاني من الاكتئاب العقار المناسب لحالته، وتشمل هذه العوامل ما يلي.

الأعراض

تختلف أعراض الاكتئاب من حالة لأخرى، بالتالي يخفف أحد مضادات الاكتئاب من أعراض معينة أفضل من الآخر، فعلى سبيل المثال؛ إذا كنت تعاني من مشكلة في النوم، فقد يكون أحد مضادات الاكتئاب المهدئة خيارًا جيدًا لحالتك.

الآثار الجانبية المحتملة

تختلف الآثار الجانبية من دواء إلى آخر ومن شخص لآخر، لذلك قد تؤدي الآثار الجانبية المزعجة، مثل جفاف الفم أو زيادة الوزن إلى صعوبة الالتزام بالعلاج.

العامل الجيني

طبقًا لبعض المتخصصين في علاج الاكتئاب، يمكن أن تقاس احتمالية نجاح أحد العقاقير بمقارنتها بمدى نجاحها مع قريب من الدرجة الأولى.

الخلط بين الأدوية

يمكن لبعض مضادات الاكتئاب أن تسبب ردود فعل صحية خطيرة عند تناولها مع أدوية أخرى.

الحمل أو الرضاعة

يخضع استخدام معظم الأدوية أثناء فترتي الحمل والرضاعة لمبدأ التوازن بين المخاطر والفوائد، لكن بشكل عام، يكون خطر حدوث عيوب خلقية ومشاكل أخرى لأطفال الأمهات اللاتي يتناولن مضادات الاكتئاب أثناء الحمل منخفضًا.

دراسة الحالة الصحية للمريض

قد تتسبب بعض مضادات الاكتئاب في حدوث مشكلات إذا كانت الشخص يعاني من حالات صحية عقلية أو جسدية معينة، وفي المقابل قد تساعد أيضًا في علاج حالات صحية بدنية أو عقلية أخرى جنبًا إلى جنب مع الاكتئاب.

أنواع مضادات الاكتئاب

مضادات الاكتئاب

ترتبط بعض المواد الكيميائية في الدماغ التي تسمى الناقلات العصبية بالاكتئاب، وخاصة السيروتونين، النورادرينالين والدوبامين، في حين تعمل هذه المضادات على تخفيف الاكتئاب عن طريق التأثير على هذه الناقلات العصبية، والتي تساعد في التواصل بين خلايا الدماغ، ويؤثر كل نوع منها على هذه الناقلات العصبية بطرق مختلفة، وفيما يلي نستعرض أبرزها.

مثبطات امتصاص السيروتونين (SSRIs)

غالبًا ما يبدأ الأطباء بوصف مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية كخيار أول لعلاج الاكتئاب، وتسبب هذه الأدوية في العموم آثارًا جانبية أقل إزعاجًا وتقل احتمالية أن تسبب مشاكل عند تناول جرعات علاجية أعلى من الأنواع الأخرى من مضادات الاكتئاب.

مضادات الاكتئاب غير النمطية

لا تتناسب هذه الأدوية مع أي فئة من فئات مضادات الاكتئاب الأخرى، وأبرزها «البوبروبيون».

مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات

تميل هذه الفئة إلى إحداث آثار جانبية أكثر من أدوية الاكتئاب الحديثة، لذلك لا يتم وصف العقاقير ثلاثية الحلقات عمومًا إلا بعد ثبوت انعدام فاعلية الأنواع الأخرى.

مثبطات أكسيداز أحادي الأمين (Monoamine oxidase inhibitors)

توصف عند تعقُّد حالات الاكتئاب، كما أن آثارها الجانبية ليست خطيرة جدًا، لكن في نفس الوقت يجب اتباع نظام غذائي صارم لمريض الاكتئاب الذي توصف له، بسبب تفاعلها مع بعض الأطعمة التي قد تتسبب في حالات تسمم أو وفاة.

التأثير السلبي لمضادات الاكتئاب

مضادات الاكتئاب

بنفس المنطق، تختلف أضرار مضادات الاكتئاب باختلاف أنواعها، وفيما يلي نستعرض أبرز الآثار السلبية لعدد من هذه الأدوية المتخصصة في علاج أعراض الاكتئاب

أضرار مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)

تعالج مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية حالات الاكتئاب الحاد وتقلبات المزاج وبعضا من حالات الوسواس القهري، وتشمل أضرار هذه الفئة التالي.

  • الوهن والشعور بالمرض.
  • الإسهال أو الإمساك وعسر الهضم.
  • الارتباك.
  • العرق.
  • الصداع.
  • اتساع حدقة العين.
  • تسارع نبضات القلب.
  • الأرق أو الشعور بالنعاس.
  • فقدان الشهية
  • الرجفة.

أضرار مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات

تعتبر التركيبات ثلاثية الحلقات أحد أخطر أنواع أدوية الاكتئاب ومن أضرار هذه الفئة ما يلي:

أضرار مثبطات أكسيداز أحادي الأمين

يتضح التأثير السلبي لمثبطات أكسيداز أحادي الأمين على شكل عدد من الأعراض التي تتمثل في الآتي.

  • ضعف النظر وعدم وضوح الرؤية.
  • الطفح الجلدي.
  • فقدان زيادة ملحوظة في الوزن.
  • اضطراب ضربات القلب.
  • ظهور بعض أعراض الذهان على المريض.

مضادات الاكتئاب والميول الانتحارية

معظم مضادات الاكتئاب آمنة بشكل عام، لكن إدارة الغذاء والدواء (FDA) تطلب أن تحمل جميع مضادات الاكتئاب تحذيرات «الصندوق الأسود»، وهي أكثر التحذيرات صرامة للوصفات الطبية، لأن في بعض الحالات، قد يكون لدى الأطفال والمراهقين والشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا زيادة في الأفكار أو السلوك الانتحاري عند تناول مضادات الاكتئاب، خاصة في الأسابيع القليلة الأولى بعد البدء أو عند تغيير الجرعة.

أعراض الانسحاب

بشكل قاطع، لا يمكن اعتبار تناول أدوية الاكتئاب المختلفة إدمانًا بشكله المتعارف عليه، حيث إنها لا تسبب أي شعور بالنشوة، لكنها تتلاعب بكيمياء المخ حتى تجعله يعتمد عليها في إفراز مواد مثل الدوبامين.

هذه الحالة من الاعتماد على مضادات الاكتئاب توصف عادة بالتكيف، وهي ناتجة عن تناول الدواء بانتظام، بالتالي عند الانسحاب قد يعاني الشخص من بعض الأعراض مثل: الغثيان، رجفة اليدين وبالتأكيد تفاقم مشكلة الاكتئاب التي يعاني منها منذ البداية.

تجنُّب التأثير السلبي لعقاقير الاكتئاب

مضادات الاكتئاب

إن كان مريض الاكتئاب مضطرًا لتناول جرعات من هذه المضادات وفقًا لحالته، فينبغي أن يحرص على الالتزام ببعض القواعد العامة لنتائج أفضل، ومنها ما يلي.

  1. الصبر: عقب الاتفاق مع الطبيب المختص على عقار معين، ينبغي الصبر، لأن نتائج هذه العقاقير لا تظهر بمجرد تناولها، بل إن النتائج قد تبدأ في الظهور في غضون أسابيع.
  2. الالتزام: يجب تناول مضادات الاكتئاب الموصوفة بك باستمرار وبالجرعة الصحيحة، وإذا كان الدواء لا يبدو أنه يعمل أو يسبب آثارًا جانبية مزعجة، فيجب الاتصال بطبيب مختص قبل إجراء أي تغييرات.
  3. تجنب الكحول والمخدرات: قد يبدو الأمر كما لو أن الكحول أو المخدرات تخفف من أعراض الاكتئاب، لكنها على المدى الطويل تؤدي إلى تفاقم الأعراض بشكل عام وتجعل علاج الاكتئاب أكثر صعوبة.

ختامًا، في كثير من الحالات، يكون الجمع بين مضادات الاكتئاب والعلاج بالكلام (العلاج النفسي) أكثر فعالية من تناول مضادات الاكتئاب وحدها، حيث يمكن أن يساعد أيضًا في منع الاكتئاب من أن يجد طريقًا للعودة إلى المريض بعد تحسنه.

المصدر
مصدر مصدر 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى