الصحة النفسية

أسباب المعاناة من الحثل الودي الانعكاسي

يعد الحثل الودي الانعكاسي من أكثر الاضطرابات المؤلمة لضحاياه، فما بين أوجاع شديدة تصيب الذراع أو القدم، وما بين إصابة مزمنة قد تستمر بلا توقف، يصبح الجميع بحاجة لمعرفة تفاصيل تلك الأزمة لسرعة علاجها قبل فوات الأوان.

الحثل الودي الانعكاسي

تتعدد الأسماء التي يعرف بها الحثل الودي الانعكاسي، مثل متلازمة الألم الناحي المركب، ومتلازمة الألم الإقليمية المعقدة، علاوة على مرض أو تناذر سوديك، المؤكد أنه ما بين كل تلك المصطلحات الطبية المختلفة تبدو الأوجاع المتفرقة هي المسيطرة على حالة المريض.

يجمع الحثل الودي الانعكاسي مجموعة من الأعراض المزعجة، والتي تبدو وكأنها مغلقة بالألم الدائم، حيث يوصف بأنه اضطراب يتسبب في الآلام بالقدم والذراع، فيما يشير الخبراء إلى أنه سواء حدثت الأزمة جراء إصابة ما أو مشكلة صحية عابرة، فإن المؤكد أن الألم الناتج عنها يصبح أكثر قسوة مقارنة بسبب المشكلة نفسه.

تجدر الإشارة إلى أن مصطلح الحثل الودي لم يعد هو المتداول في الأوساط الطبية، حيث يتحدث الخبراء عن هذا المرض الآن باسم متلازمة الألم الإقليمية المعقدة، التي تؤدي في كل الأحوال للأعراض التالية.

أعراض الحثل الودي الانعكاسي

الحثل الودي الانعكاسي
أعراض الحثل الودي الانعكاسي

تصيب أعراض هذا الاضطراب النساء بنسب أعلى من الرجال، فيما يمكنها إصابة الأطفال لكنها تبدو أكثر انتشارًا في المراحل العمرية التي تتوسط الـ30 والـ60، لتتمثل في:

الآلام

هو العرض الأكثر شهرة وتأثيرًا على ضحايا الحثل الودي الانعكاسي، حيث يبدو بسيطًا في المراحل الأولى قبل أن يتطور للأسوأ، ليؤدي إلى الحكة والشعور بالحرق وربما برودة الأطراف بصورة مزعجة، علاوة على الألم المباشر.

الحساسية

يبدو الجلد وكأنه صار شديد التحسس تجاه أمور عادية وغير مؤثرة على الأصحاء، إذ يمكن للمريض أن يصاب بأوجاع مزعجة، نتيجة القيام بالاستحمام فحسب، أو عند مجرد ارتداء ملابسه.

التغيرات الشكلية

يصاحب الحثل الودي الانعكاسي مجموعة من الأعراض الشكلية الملحوظة، ومن بينها تبدل ألوان الجلد لتصبح مائلة للأحمر أو الأزرق أو اللون الأبيض الباهت، كما يمكن لدرجة نمو الشعر والأظافر أن تتأثر أيضًا سواء بالتراجع الحاد أو بالزيادة المبالغة، فيما يبدو ملمس الجلد نفسه مختلفًا في ظل تورمه.

مشكلات العضلات

من المؤكد أن إصابة هذا الاضطراب للقدم والذراع بالأزمات، تعني مواجهة العضلات والمفاصل للكثير من المشكلات، حيث تصاب العضلات بالضعف كما تعاني المفاصل من الصلابة وعدم المرونة، ليصبح تحريك المنطقة المصابة من التحديات الصعبة على المريض.

يلفت الباحثون والخبراء النظر إلى إمكانية تسبب الحثل الودي الانعكاسي في مشكلات أخرى جانبية مثل التعرق الشديد في مناطق الإصابة، كما يمكن لأعراض تلك الأزمة أن تبدأ في الانتشار لتصيب بقية مناطق الجسم.

أسباب المعاناة من الحثل الودي الانعكاسي

الحثل الودي الانعكاسي
أسباب الحثل الودي الانعكاسي

يعتقد الأطباء أن الألم الناتج عن الحثل الودي الانعكاسي يحدث كنتيجة مباشرة لمشكلات بأحد قسمي الجهاز العصبي، وهو الجهاز العصبي الودي المسؤول عن التحكم في مرور الدم، لينظم كما هو مفترض نبضات القلب وضغط الدم.

بينما يفترض بالجهاز العصبي الودي أن يضيق الأوعية الدموية عند التعرض لأي إصابة، حتى لا يفقد الجسم إلا كميات بسيطة من الدماء، قبل أن يسمح لها بالاتساع فيما بعد حتى تعطي الفرصة للدماء من أجل تجديد الأنسجة التالفة، فإن الحثل الودي الانعكاسي يعرقل الخطوة الثانية، ليصاب الضحية بالألم والتورم وغيرها من الأعراض الموجعة.

يرى الباحثون إذن أن التعرض للإصابات مثل الكدمات والحروق والكسور أو القطع أو حتى مضاعفات الجراحات البسيطة، يعد أحد أبرز عوامل الإصابة بالحثل الودي الانعكاسي، ولكن دون نسيان إمكانية معاناة البعض من هذا الاضطراب دون حدوث أي إصابة جسدية، ليزيد ذلك من غموض الأزمة.

تشخيص الحثل الودي الانعكاسي

لا يتمكن الأطباء من تشخيص الحثل الودي الانعكاسي سريعًا، حيث يتطلب الأمر مرور بعض الوقت قبل التأكد من الآلام التي يعاني منها المريض تحدث جراء الإصابة بالاضطراب الغامض، ذلك حينما تستمر الأوجاع لفترات طويلة أو تبدو أكثر حدة مما يفترض وبالرجوع لطبيعة الإصابة نفسها.

يحتاج الطبيب إلى مراجعة التاريخ الصحي للمريض مع إلزامه بإجراء بعض الاختبارات البدنية، من أجل اكتشاف أسباب الآلام التي أصابته، نظرًا لعدم وجود اختبار بعينه قادر على الجزم بأن المريض هو ضحية الحثل الودي الانعكاسي.

يبدو اللجوء إذن إلى مجموعة من الفحوصات الطبية هو الخيار الأفضل والقادر على مساعدة الطبيب على تحديد إصابة الشخص من عدمها بالاضطراب المذكور، حيث تتمثل تلك الفحوصات في أشعة العظام التي تكشف عن مشكلات تدفق الدم للأنسجة أو معاناة العظام من أزمات مستترة.

قد يلجأ الطبيب المختص أيضًا لفحوصات الأشعة السينية، أو للتصوير بـ الرنين المغناطيسي كي يلاحظ أي تغيرات بالأنسجة وبالجسم من الداخل، إضافة إلى إمكانية الاعتماد على اختبارات تقيس مدى زيادة التعرق عن الحد الطبيعي، وأخرى للتأكد من أن درجة حرارة المنطقة المصابة مختلفة عن تلك الخاصة ببقية أماكن الجسم.

علاج الحثل الودي الانعكاسي

الحثل الودي الانعكاسي
علاج الحثل الودي الانعكاسي

يشدد الأطباء دومًا على أهمية اكتشاف اضطراب الحثل الودي الانعكاسي في وقت مبكر، فبينما لا تتجاوب بعض الحالات مع العلاجات الخاصة بتلك الأزمة، فإن تشخيص المرض سريعًا يزيد من فرص التحكم في الكثير من أعراضه المزعجة، عبر الخطوات التالية:

الأدوية

هي الوسيلة المفضلة لعدد من الأطباء، فبينما يبدو الحثل الودي الانعكاسي مسببًا لآلام لا يمكن تحملها في العادة، فإن الأدوية المضادة للآلام مثل الأسبرين والإيبوبروفين وكذلك النابروكسين تبدو هي الخيار الأفضل للمريض، بجانب كريمات موضعية مثل ليدوكائين وقائمة طويلة من مضادات الالتهابات.

تؤثر أعراض الحثل الودي الانعكاسي بطبيعة الحال على الوضع النفسي للمريض، لذا يبدو الاعتماد على مضادات الاكتئاب منطقيًا في كثير من الأحيان، لمساعدة المريض على تجاوز الآلام النفسية قبل الجسدية، فيما يمكن لمضادات نوبات الصرع المساهمة في تخفيف الألم، وكذلك يمكن لبعض بخاخات الأنف علاج أزمة فقد العظام.

العلاج الطبيعي

إن كان الحثل الودي الانعكاسي يؤثر بالسلب على عضلات ومفاصل الجسم، بحيث يصيبها بالألم ويتسبب في صعوبة حركتها بصورة تزيد الأمور سوءا، فإن الخضوع للعلاج الطبيعي يبدو ملائمًا تمامًا لضحايا هذا الاضطراب.

يعمل طبيب العلاج الطبيعي على زيادة درجة تدفق الدم بالجسم، وتحديدًا للمناطق المصابة والتي تعاني من مشكلات لا حصر لها، حيث يؤدي تدخل الطبيب إلى زيادة مرونة تلك المناطق وتقليل خطر معاناتها من الصلابة الموجعة.

العلاج بالكهرباء

قد يبدو اللجوء إلى الكهرباء من الحلول البديلة، وخاصة إن صارت العلاجات التقليدية غير مؤثرة بالإيجاب على ضحية الحثل الودي الانعكاسي.

يعتمد الأطباء خلال استراتيجية العلاج بالكهرباء، على توصيل بعض الأقطاب بمناطق الإصابة، لتؤدي لاحقًا إلى تخفيف الألم عبر تمرير الإشارات الكهربائية للأعصاب بطريقة علمية بحتة.

الجراحة

تعد تلك الخطوة هي الأخيرة، والتي يقرر الطبيب إمكانية العودة إليها إن فشل في وقاية المريض من الآلام المستمرة لديه، حيث تصبح جراحة القطع الودي الصدري هي الخيار المتاح.

يقوم الطبيب خلال تلك الجراحة بإزالة أجزاء من الجذع الودي للعصب حول الأوعية الدموية، الأمر الذي ما أن يساهم في تحسين تدفق الدم حتى يقلل كثيرًا من الآلام التي كانت تسيطر على ضحية هذا الاضطراب، علمًا بأن البعض يشكك في إيجابية تلك الجراحات.

في الختام، يعد الحثل الودي الانعكاسي من الاضطرابات الخطيرة التي قد تقلل من جودة حياة المريض، لذا ينصح بسرعة العلاج أملًا في تجاوز الأزمة قبل تفاقمها.

المصدر
مصدر 1مصدر 2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى