الصحة النفسية

كيفية تعلم علم النفس للمبتدئين

يحظى عالم النفس بمكانة متميزة في مجتمعه، حيث يبدو قادرًا على تحليل سلوكيات الآخرين والتنبؤ بردود أفعالهم ومساعدتهم إن استدعى الأمر، كما يمكنه اتباع خطوات واثقة لتحقيق النجاحات في حياته الخاصة، لذا نكشف عن كيفية تعلم علم النفس عبر السطور التالية.

علم النفس

في البداية، وقبل توضيح كيفية تعلم علم النفس، نشير إلى تفاصيل هذا العلم الفريد، والذي يعد من أشهر التخصصات في آلاف الجامعات حول العالم، حيث تعرفه الرابطة الأمريكية لعلم النفس باعتباره دراسة العقل والسلوك، أو بشكل أدق دراسة كيفية عمل العقل قبل تأثيره بشكل مباشر على السلوك.

يشمل علم النفس إذن كل ما يخص تجارب الإنسان، سواء ما يخص كيفية توظيف المخ وإخراج ما في جعبته في صورة أفعال، أو ما يتعلق بتطور الطفل الصغير قبل أن يمر به العمر ويصبح من كبار السن، ليصبح كل ذلك من عوامل التمكن من هذا العلم، لمساعدة الآخرين على التطور في حياتهم عبر علاج أزماتهم.

تبدو مهمة عالم النفس أكثر صعوبة من غيرها، فبينما يحتاج الطبيب في العادة إلى ملاحظة أعراض واضحة المعالم على الحالات المختلفة، مثل القصور في عضو القلب أو الطفح البارز على الجلد، فإن المتخصص في علم النفس يبحث في مشاعر وذكريات وتخيلات وربما أحلام من يتعامل معه.

فروع علم النفس

كيفية تعلم علم النفس
فروع علم النفس

تساهم معرفة تاريخ علم النفس وأبرز نظرياته في التوصل إلى كيفية تعلم علم النفس، هذا المجال الواسع والذي يحتوي على عدد من الأفرع التي نوضح أبرزها الآن:

علم النفس السريري

يجمع علم النفس السريري نظريات وعلوم وتجارب عدة، من أجل فهم وعلاج مشكلات البشر المختلفة، حيث يساعد على إدراك جوانب كل أزمة قبل تحليلها والتأقلم معها أو علاجها بصورة جذرية، فيما يعتمد عالم النفس حينها على ملاحظة مشاعر الإنسان وحالته النفسية والاجتماعية وكذلك السلوكية، قبل تنبيهه إلى القصور المتسبب في سوء وضعه النفسي.

علم النفس التنموي

يختص هذا الفرع بدراسة التغيرات التي تطرأ على النفس البشرية بمرور السنوات، وعبر أعوام الطفولة والمراهقة والشباب وحتى الشيخوخة، ليكشف ذلك عن كيفية تطوره بصورة علمية، على صعيد فهم العادات والتقاليد وحل المشكلات واكتساب المشاعر واللغات وكذلك تكوين الشخصية بما تحمل من طبيعة فريدة.

علم النفس الصحي

هو فرع علم النفس شديد الأهمية، كونه يربط بين الحالة النفسية للإنسان وتأثيرها على الحالة الجسدية والعضوية، ليوضح كيفية تأثير سلوكيات البشر وعلاقاتهم الاجتماعية على فرص معاناتهم من الأمراض، لتبدو مهمة عالم النفس حينها متوافقة مع مهام الأطباء ومكملة لهم، ويصبح هذا الفرع من عوامل التوصل إلى كيفية تعلم علم النفس.

علم النفس الاجتماعي

يعتمد علم النفس الاجتماعي على بعض الطرق العلمية البحتة، التي تعين الإنسان على فهم كيفية تأثير العلاقات الاجتماعية على السلوكيات البشرية، وكذلك على مشاعرهم الخاصة التي ربما تبقى طي الكتمان، لكنها تخرج أحيانًا في صورة سلوكيات قد تكون مفاجئة للآخرين إن لم يكونوا على دراية بجوانب هذا الفرع من علم النفس.

علم النفس التربوي

ربما يبدو هذا الفرع من بين أفرع علم النفس، أكثر أهمية لدى كل من يرغب في فهم كيفية تعلم الإنسان، عبر إدراك الفروق في معدلات الذكاء والقدرات الخاصة وتأثيراتها المختلفة على البشر كافة، علمًا بأن الاختبارات التي تجرى على شخص ما اعتمادًا على علم النفس التربوي، تكشف له عن نقاط القوة والضعف لديه، لتساهم في تطويره بشكل كبير.

تتعدد أفرع علم النفس الأخرى، مثل علم النفس الأسري والإرشادي والرياضي وكذلك علم نفس الحيوان، لتبقى كيفية تعلم علم النفس متوقفة على الإلمام بتلك الفروع قدر الإمكان، من أجل التخصص فيها.

كيفية تعلم علم النفس للمبتدئين

كيفية تعلم علم النفس
كيفية تعلم علم النفس للمبتدئين

تتوقف كيفية تعلم علم النفس للمبتدئين على وجه التحديد، على عدد من الأمور المختلفة، والتي تتحدد من خلالها قدرته على فهم جوانب هذا العلم الفريد خلال فترة زمنية لن تكون قصيرة في كل الأحوال، حيث يمكن أن تمتد لما يزيد على 4 أو 5 سنوات في الدراسة الجامعية، فيما تتمثل طرق تعليم علم النفس في:

الدراسة

هي الخطوة التي يلجأ إليها المبتدئون من أصحاب الأعمار الأصغر سنًا، حيث توفر لهم سنوات الدراسة الجامعية فرصة التركيز على جوانب علم النفس كافة على مدار أعوام تبلغ 4 على الأقل، فيما يمكن زيادتها إن بدا طالب العلم راغبًا في الحصول على شهادات الماجستير والدكتوراه من أجل مزيد من الخبرات النظرية.

التخصص

يدرك الطالب كيفية تعلم علم النفس بمزيد من التركيز، حينما يفلح في التوصل للتخصص المفضل لديه، فما بين فروع مختلفة مثل علم النفس السريري والتنموي وكذلك الرياضي والاجتماعي وغيرها، يبقى مطالبًا بتحديد الفرع الأكثر جاذبية له، وكذلك الأكثر توافقًا مع مهاراته الخاصة.

المطالعة

تشمل تلك الخطوة الكثير من الخطوات الفرعية، مثل القراءة التي تعطي الفرصة من أجل اكتساب خبرات الكثير من العلماء والباحثين، عبر الاطلاع على تجاربهم الخاصة ونظرياتهم المثيرة للدهشة، علمًا بأن تعليم علم النفس للمبتدئين يتطلب كذلك متابعة فيديوهات موثوق فيها تنشر على مواقع الإنترنت، قد تحتوي على تجارب حقيقية أو نظريات علمية تزيد القدرة على فهم هذا العلم أكثر فأكثر.

مهارات عالم النفس

كيفية تعلم علم النفس
مهارات عالم النفس

إن كانت النقاط السابقة كشفت عن الخطوات المتبعة، من أجل الإجابة عن التساؤل بشأن كيفية تعلم علم النفس للمبتدئين وغيرهم، فإن الأمر يحتاج كذلك إلى تنمية بعض المهارات الغائبة ودعم المتاح منها، عبر تلك الخطوات:

اقرأ أيضًا: أنواع العواطف في علم النفس

القدرة على التواصل

لا يمكن لشخص أن ينجح في مجال علم النفس، دون أن يكون قادرا على التواصل مع البشر من حوله، حيث يسهل ذلك من مهمته في تحليل الإنسان بناء على أفكاره وسلوكياته، والتي لن تظهر على السطح إلا أمام عالم نفس محنك، يتمتع بمهارات التواصل اللازمة.

المهارة في البحث

لا تقل تلك المهارة عن سابقتها، حيث يحتاج عالم النفس إلى التمكن من البحث عن المعلومة الموثوق منها، سواء كان المطلوب هو إجراء تجربة علمية أو النجاح في علاج مريض، علمًا بأن آلاف أو ربما ملايين الأوراق البحثية والجرائد العلمية لن تصبح نافعة لعالم النفس إن لم يكن متميزًا في البحث عن المعلومة المطلوبة وسط تفاصيلها.

التحلي بالصبر

لا يوجد شك في أن التحلي بالصبر يبدو مفيدًا لأي شخص وفي أي مهنة، إلا أن تلك الميزة تعد ضرورية من أجل تحقيق النجاح، والسر في احتمالية انتظار سنوات طويلة قبل ملاحظة التطور وهو يظهر أخيرًا على الحالات التي يتم التعامل معها، لذا يبقى المهتم بهذا المجال مطالبًا بتحفيز نفسه طوال الوقت، كي لا يستسلم للإحباط إن بدت النتائج سلبية لوهلة.

إمكانية حل المشكلات

كلما زادت الاستراتيجيات التي يعتمد عليها عالم النفس، صارت الحلول للمشكلات متوفرة دون أي أزمات، فبينما يتعامل العالم في هذا المجال مع الكثير من الأزمات، وسواء كانت متوقعة أو مفاجئة، فإن القدرة على حل المشكلات تبقى هي وسيلة حماية عالم النفس من التعثر.

التمسك بالقيم

يؤدي امتلاك كل المهارات السابقة دون التمسك بالقيم والمبادئ إلى إفساد مهمة عالم النفس، والذي يتعامل مع البشر عادة في أضعف حالاتهم النفسية، لذا فإن مدى قيامه بمهامه على أكمل وجه هو ما يحدد مصير غيره، لتشمل تلك القيم المتبعة ضرورة كتمان أسرارهم وكذلك عدم التحيز عند سماع أزماتهم.

في الختام، وبعد أن كشفنا عن كيفية تعلم علم النفس للمبتدئين، تجدر الإشارة إلى أن هذا العلم يبدو معقدًا دون شك، لذا فإن ممارسته تتطلب عدم التوقف للحظة عن التعلم، من أجل إدراك كل ما هو جديد في هذا العالم الفريد.

المصدر
مصدر 1مصدر 2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى