الصحة النفسية

10 علامات تدل على مرض الرهاب الاجتماعي

يُفسر علماء النفس «مرض الرهاب الاجتماعي» بأنه ذلك الشعور عندما يكون لدينا الخوف الشديد من المواقف الاجتماعية، لأننا نخشى أن يتم التدقيق بشخصنا بطريقة أو بأخرى.

هو ذلك الاضطراب الذي ينطوي على الخوف والقلق والذي يصل إلى مستوى الإحراج في بعض الأحيان، الناجم عن التركيز بشكل لافت في نتائج المرور بهذه المواقف والتفكير بشكل هستيري بتقييم من نتعامل معهم لنا، أي أن سلبية تقييمهم تصيبنا بالفزع والشعور بوجود انطباع سلبي تجاهنا.

هل الرهاب الاجتماعي مرض نفسي؟

لعلك مررت يومًا ببعض المواقف الاجتماعية المختلفة وتفاعلت فيها مع أشخاص من حولك، وقد تسبب ذلك في إثارة شعور القلق لديك بشكل لافت لم تستطع التغاضي عنه، فبالتأكيد تساءلت ما هذا الاضطراب الذي حدث لك؟!

حتى تتضح الصورة أكثر نضرب لك مثالًا ربما قد مر به كثيرون ممن تعرفهم، وقد تكون واحدا منهم؛ لنفترض أنه يومك الأول في وظيفة جديدة، ربما تكون متوترًا أو شارد الذهن نوعا ما، تريد أن تترك انطباعًا جيدًا بين زملائك بالعمل والمحيطين بك، لا تقلق! هذه المشاعر طبيعية جدًا، وقد تساعدك في الواقع على أن تكون أكثر انتباهًا وتركيزًا.

ولكن بعد بضعة أسابيع، بمجرد أن تعتاد الوظيفة، والتعرف بزملائك بالعمل، من المفترض أن يقلل هذا من نسبة التوتر عادةً، أليس كذلك؟

حسنًا، إليك واقع الأمر أنه بالنسبة لبعض الأشخاص، يكون مستوى القلق مرتفعًا حقًا، ويظل مرتفعًا لفترة ليست بالقصيرة، وقد يستمر أو يمتد ليصبح بشكل دائم عند البعض، هذا ما ندعوك للتعرف عليه بشكل أفضل وصورة أقرب وهو «الرهاب الاجتماعي» أو ما يُطلق عليه في بعض الأحيان «القلق الاجتماعي».

 أسباب الإصابة بمرض الرهاب الاجتماعي 

الرهاب الاجتماعي

لا يرتبط حدوث هذه الظاهرة بسن معين، حيث إنه حالة من التطور خلال فترة الطفولة والمراهقة مثلها كأي حالة من الاضطرابات النفسية، والتي تختلف كونها نوع من التفاعل بين أسباب بيولوجية أو ناتجة عن البيئة المحيطة من حيث:-

  • السلوكيات التي نكتسبها من بعض المواقف التي تعتبر تجرية سيئة مررنا بها.
  • تنشئة الأبوين التي عادةً ما تتسم بقلة العاطفة ورغبة الأبوين في تنشئة أطفالهم في أجواء منغلقة ظنًا منهم أنهم بذلك يعملون على حمايتهم، مما يؤدي إلى انعزالهم.
  • حالة من فرط نشاط عدة دوائر عصبية بالدماغ (فرط نشاط اللوزة الدماغية) مما يساهم في ارتفاع نسب درجات الخوف والرهبة في مواقف اجتماعية مختلفة.

علامات تدل على إصابتك بـمرض الرهاب الاجتماعي

هناك اختلاط يحدث حيث إن الخجل أو عدم الشعور بالراحة في بعض المواقف المعينة يتم تفسيره على أنه مؤشر لاضطراب القلق الاجتماعي، إلا أنه في الحقيقة البعض منا بطبيعتهم متحفظون، وهذا يقودنا إلى الأعراض التي تشير إلى الإصابة بمرض الرهاب الاجتماعي فيما يلي:-

  • يصيبك العرق عندما تكون بين الناس.
  • غالبًا ما تهتز أيدينا ما قد يصل إلى رعشة تفقدك السيطرة على الأداء بشكل عام.
  • ظهور علامات الخجل علينا بسرعة نجده في ملامح الوجه.
  • غير قادر على إطالة النظر بعيون من يحدثك.
  • تخسر القدرة والوسيلة على استمرارية الحوار مع من يحدثك وتصل إلى الرغبة بالهروب من المحادثة وإنهائها حتى لو بشكل غير لائق.
  • الشعور بضيق بالتنفس بوجود حشد من الناس.
  • التوتر مع خفقان القلب يؤدي إلى إصابة بالهلع في بعض المواقف العصبية.
  • لديك هوس بنظرات الآخرين لك وتفسيرها بصورة سلبية عديدة.
  • بعض المواقف تصيبك مقدمًا بالقلق لفترة طويلة؛ ما يدل على يقين شخصي بعواقب هذه المواقف بغض النظر عن النتائج الحقيقة، فقد أصدرت حكمًا مسبقًا.
  • تتجنب التعرض للمشاكل بأي شكل حتى ولو على حساب مصلحتك وهو النتيجة الطبيعية لحالة الانعزال التي يفرضها المصاب على نفسه.

علاج القلق الاجتماعي 

علامات الرهاب الاجتماعي

كل هذه الأعراض تدفعنا إلى التساؤل بشكل مستمر عن طرق الوقاية وعلاج الرهاب الاجتماعي بالنظر إلى نتائج الإصابة به والتي تؤدي إلى عزلة تامة نتيجة لخيبة الأمل والوساوس المستمرة التي قد تصيب البعض بالتفكير بالانتحار، لحسن الحظ فإن الرهاب الاجتماعي ‑بصفته من أنواع الاضطراب النفسي- مرض قابل للعلاج، تبدأ بمرحلة تقليل الأعراض وتنتهي إلى التخلص التام من هذا المرض، ينقسم علاج مرض الرهاب الاجتماعي إلى شقين:-

العلاج بالأدوية

هو علاج دوائي نعتمد فيه علي بعض مضادات الاكتئاب كمثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) والتي تعتبر من أفضل الأدوية المضادة للاكتئاب واضطرابات القلق.

العلاج السلوكي

اتباع استراتيجيات نفسية وسلوكية أي تغيير في نمط الحياة الشخصية، ولا ننسى هنا الإشارة إلى دور الأصدقاء والأقارب والمعارف أيضا في المساهمة مع المريض في تخطي هذا المرض، لما لدورهم من انعكاس إيجابي وسلبي في رحلة المريض مع التعافي.

أهم خطوات التغلب على اضطراب القلق الاجتماعي

الرهاب الاجتماعي

جاء الوقت كي تتعلم كيفية إدارة تلك الأعراض السلبية التي تجعل الرهاب والقلق الاجتماعي يسيطر عليك، حيث الأفكار السلبية حيال جميع من حولك والإفراط في عدم الثقة بالنفس وإليك الخطوات الفعالة:

انتصر على مخاوفك وواجهها

ربما ليس سهلا أن تصل لنتيجة مرضية في وقتٍ قصير، ولكن لا بد لك من البدء حتى يأتي وقت حصاد النتائج الإيجابية، وتتصالح مع نفسك وتتمكن من العيش بشكل طبيعي.

  • حدد الفكرة السلبية واطردها من مخيلتك: لا تتوقع الفشل قبل الخوض في غمار تجربة معينة، وازرع الثقة في نفسك بأنك حتمًا ستنجح.
  • افهم سبب خوفك هذا، فقد تكون عصبيتك في القيام بعمل معين هي السبب الرئيسي خلف خوفك من الفشل، فإذا هدأت من روعك ستكون النتيجة إيجابية.

ركز على الآخرين

هل تعجب من كوننا ننصحك بعدم التركيز على نفسك في مرحلة ما! نعم عندما تكون وسط مجموعة حاول ألا يتمركز عقلك حول أفكارك أنت ومشاعرك، حتى لا تتوقع أن الجميع ينظرون لك ويراقبونك، وهو واحد من أعراض مرض الرهاب الاجتماعي المعروفة، ويزيد من توترك بشكلٍ مبالغ فيه، ومن المحتمل أن تترك الجمع وتهرب من المواجهة.

أما لو حولت تركيزك إلى الآخرين، فسوف تقلل من قلقك ورهبتك كثيرًا، حاول مشاركتهم في الحديث والتواصل البصري معهم، دون أن تعتقد بأنه يقرأ أفكارك أو يشعر بتوترك.

تحكم في تنفسك 

التنفس السريع هو ما يعزز الشعور بالتوتر لديك، وقد يكون سببًا للدوخة أو الشعور بالاختناق وتسارع ضربات قلبك وتوتر العضلات، بسبب عدم توازن الأكسجين في الجسم، أما لو أتقنت تمارين التنفس والتحكم به، فإن هذا مؤشر إيجابي على تقليل القلق والتوتر لديك.

  • احرص على الجلسة المستقيمة مع إرخاء الكتفين، ويمكنك وضع يدك على صدرك ومعدتك.
  • الاستنشاق يكون من خلال الأنف وببطء تزامنًا مع حركة اليد على الصدر.
  • قم بحبس نفسك 3 ثوانٍ، ثم ازفر ببطء من الفم خلال 6 ثوانٍ.
  • أثناء الزفير قم بتحريك اليد على المعدة، واليد الأخرى على الصدر تتحرك قليلًا.
  • استمر في اتباع هذا التمرين كلما واتتك الفرصة أو شعرت بالتوتر أثناء تواجدك في محفلٍ من الناس.

تفاعل بالتدريج مع زملاء العمل

مرض الرهاب الاجتماعي نعم بالتدريج حتى لا ترهق نفسك وتحملها أكثر من طاقتها، بل يمكنك البدء بإلقاء السلام على زملائك فور دخولك إلى مقر عملك، ومن حينٍ لآخر بادر بالسؤال عن أمر يخص العمل، وفي فترة الاستراحة لا تجلس منفردًا؛ بل احرص على التواجد معهم حتى ولو لم تتشاركوا الحديث.

بالتدريج سيأتي الوقت الذي يدعوك فيه زميلك لمشاركته وجبة أو مشروب في الخارج، أو يمكنك المبادرة بهذا عندما تجد في نفسك القدرة لفعل ذلك.

اعتمد أسلوبًا مختلفًا في حياتك

الاضطراب هنا يخص العقل وكما نعلم أن هناك علاقة وثيقة بين الجسم والعقل، فتعاملك الجيد مع جسمك يؤدي بالتبعية إلى إدارة جيدة لعلامات مرض الرهاب الاجتماعي لديك، ادعم نفسك بتغيير نمط الحياة واستبداله بآخر مما يقلل من شعورك بالقلق والتوتر.

  • قلل من الكافيين مثل المتواجد في مشروب الصودا، القهوة، الشاي، ومن الأفضل لو تجنبته على الإطلاق.
  • مارس الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل بشكل يومي.
  • تجنب التدخين حيث يضعك التدخين دومًا على أعتاب القلق.
  • دهون أوميجا 3 تساعد في الحفاظ على صحة الدماغ وتحسين المزاج، يمكنك تناوله من خلال الأسماك الدهنية، بذور الكتان وغيرهما.
  • القسط الوافر من النوم والراحة هو سبيلك لطرد القلق وإبقائك تتعامل بهدوء مع كافة المواقف الاجتماعية.

كانت هذه هي أبرز نصائح التغلب على مرض الرهاب الاجتماعي، والذي ليس من المستحيل التخلص منه بدون اللجوء إلى أدوية، قد يكون لها تأثير سلبي على المدى البعيد، حافظ على هدوئك النفسي وحاول الاندماج بين أقرانك.

المصدر
مصدر 1مصدر 2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى