عالم حواء

ما العوامل التي تزيد خطر الإصابة بسرطان الرحم؟

يؤدي سرطان الرحم إلى العديد من التغيرات السلبية، والمخاطر التي تهدد حياة المرأة، خاصة عند تطور أعراض المرض، التي يصعب السيطرة عليها في وقتٍ ما، لذا فإنه من الضروري جدًا، أن تتثقف السيدات حول المرض، كذلك معرفة أعراضه والأسباب المؤدية إليه، لاتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة، والحد من تفاقمه في حالة الإصابة به.

سرطان الرحم

يعد الرحم عضوًا هامًا في جسد المرأة، وهو العضو المتواجد في منطقة الحوض، المسؤول عن نزول دم الحيض، والذي يحدث بداخله الحمل وينمو به الجنين، لذا فإن إصابة الرحم بالسرطان أمر خطير جدًا، يترتب عليه الكثير من الآثار السلبية على صحة المرأة، وجنينها أيضًا في حالة حدوث حمل، إذ يصيب هذا النوع من السرطان طبقة الخلايا، المكونة لبطانة الرحم، بالإضافة إلى أنواع أخرى من السرطان، من بينها ساركوما الرحم، وهو النوع الأقل شيوعًا من سرطان بطانة الرحم، الذي يتم اكتشافه غالبًا في مرحلة مبكرة من المرض، حيث يتسبب في حدوث نزيف مهبلي قوي، يستدعي زيارة الطبيب على الفور.

أعراضه

سرطان الرحم

تبدأ أعراض سرطان الرحم بالظهور، بعد فترة وجيزة من حدوث المرض، إذ لا تظهر في المرحلة الأولية، كغيره من أنواع السرطانات الأخرى، وتشمل هذه الأعراض بعض العلامات الأولية، وأخرى متطورة، ناتجة عن تفاقم المرض، وتتمثل هذه العلامات في:

  • ألم في منطقة الحوض.
  • آلام شديدة أثناء ممارسة الجماع.
  • نزيف مهبلي حاد، في غير موعد الحيض، والذي يعد من أبرز علامات السرطان في بطانة الرحم، ويزيد حدوثه عند بلوغ سن اليأس.
  • إفرازات مهبلية سميكة، على مدر اليوم.
  • تغير ملحوظ في كمية وغزارة ولون الحيض، الأمر الذي قد يستمر عدة أشهر، مما يستدعي زيارة الطبيب على الفور.
  • فشل في وظائف الكلى، وعمل المسالك البولية بشكل طبيعي، الأمر الناتج عن تفاقم السرطان.

أسبابه

سرطان الرحم

لم يتعرف الأطباء على سبب محدد وواضح، للإصابة بسرطان الرحم، إلا أنهم توصلوا إلى بعض الأسباب التي قد تؤدي للإصابة به، وأبرزها حدوث طفرة جينية في الحمض النووي، داخل بطانة الرحم، إذ تسبب هذه الطفرة في تحويل الخلايا الطبيعية، إلى خلايا شاذة، تتراكم نتيجة حدوث وَرم، والتي تنمو بدورها لتتضاعف بمعدل غير طبيعي، يصعب السيطرة عليه، كما أنها لا تموت خلال الوقت المحدد لها، كما هو الحال مع الخلايا الطبيعية.

هكذا تغزو تلك الخلايا السرطانية جميع الأنسجة، وتنفصل عن الورم، لتتشعب في أماكن أخرى من الجسد، وتُحدث أضرارًا لا حصر لها.

اقرأ أيضًا: الرضاعة الطبيعية وسرطان الثدي.. هل هناك علاقة بينهما؟

ما هي العوامل التي تزيد من خطر الإصابة؟

بالإضافة إلى ما سبق، توجد بعض العوامل الأخرى، التي تزيد من احتمالية إصابة النساء بسرطان الرحم، ويمكن تلخيص هذه العوامل في عدة نقاط تشمل ما يلي:

زيادة الوزن

تعد السمنة وزيادة الوزن عن المعدل الطبيعي، أحد أهم الأسباب، التي تزيد من خطر الإصابة بالمرض، الأمر الناتج عن تغير الهرمونات في الجسم، إثر زيادة الدهون.

التقدم في السن

عند الحديث عن السرطان المتعلق ببطانة الرحم، يجب تنبيه السيدات كبار السن في المقام الأول، ليعملن على أخذ الاحتياطات اللازمة، إذ يعتبر تقدم السن، من أبرز عوامل الإصابة بالمرض، خاصة بعد انقطاع الطمث.

اختلال توازن الهرمونات

تفرز المبايض الهرمونين الرئيسيين الإستروجين والبروجستيرون، وهي الهرمونات الأنثوية، التي يؤدي أي تغيير أو خلل بهما، إلى إحداث الكثير من التغيرات في بطانة الرحم، كما يوجد نوع نادر من ورم المبايض، يفرز هرمون الإستروجين بكثرة، مما يتسبب بالتبعية في حدوث سرطان الرحم.

عدم الإنجاب

يؤدي عدم الحمل والإنجاب لمرة واحدة على الأقل، إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان، إذ تكون المرأة التي حملت من قبل أقل عرضة للإصابة بالمرض.

بدء الحيض في سن مبكرة

يؤدي بدء الحيض في سن مبكرة، قبل الـ12، إلى زيادة خطر الإصابة بالمرض، وليس ذلك فقط، إذ يؤدي أيضًا انقطاع الطمث في سن متأخرة، إلى نفس النتيجة، الأمر الناتج عن تعرض بطانة الرحم للمزيد من الإستروجين، إثر زيادة عدد مرات الحيض.

سرطان القولون الوراثي

تؤدي أيضًا متلازمة سرطان القولون الوراثية، إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الرحم، وأنواع السرطانات الأخرى التي تحارب الجسم، وهي المتلازمة الناتجة عن طفرة وراثية، تنتقل بالتبعية من الآباء إلى الأبناء.

العلاجات الهرمونية

تتسبب مختلف العلاجات الهرمونية، في الإصابة بالمرض، ومن أبرزها العلاج الهرموني لسرطان الثدي، لذا يجب مراجعة الطبيب على الفور، في حال تناول هذا النوع من العلاج، وملاحظة أي عَرض من أعراض سرطان الرحم.

علاج سرطان الرحم

سرطان الرحم

عادة ما يتم علاج سرطان الرحم بالجراحة، إذ يتم استئصال الرحم، كذلك يمكن اللجوء إلى العلاج الإشعاعي، أو استخدام العلاجات الكيميائية بأقوى أنواع الأدوية، كما يمكن الاعتماد أيضًا على العلاج الهرموني، بهدف حصر الهرمونات التي تعتمد عليها خلايا السرطان، وقد تتضمن خيارات العلاج الأخرى، العلاج المعتمد على تعزيز الجهاز المناعي، مما يزيد من قوة تحمل ومقاومة الجسم للمرض، ويمكن تلخيص هذه الطرق فيما يلي:

اقرأ أيضًا: طرق تنظيف القولون بين الفوائد المهمة والمخاطر المحتملة

العلاج بالجراحة

يعتمد العلاج هنا على التدخل الجراحي، إذ يتم فحص المناطق حول الرحم، للبحث عن أماكن انتشار السرطان، كما يتم استئصال العقد اللمفية وفحصها، مما يساعد في تحديد مرحلة السرطان التي يمر بها الجسم، وتكون الخطوة التالية هي استئصال الرحم بأكمله، كذلك يمكن استئصال المبايض وأنبوبا فالوب، الأمر الذي يمثل صعوبة بالغة لدى المرأة، إذ تنعدم فرصة الحمل لديها، ورغم ذلك فإن هذا الحل يكون الأمثل، في بعض الحالات المرضية المتأخرة.

العلاج بالهرمونات

يعد العلاج الهرموني خيارًا متقدمًا، عند انتشار السرطان وتفاقمه، ويتضمن العلاج هنا تناول بعض أنواع العلاجات الهرمونية، التي تعتمد على تخفيض مستويات الهرمونات في الجسم، مما يؤدي إلى موت الخلايا السرطانية، والحد من نموها.

العلاج المناعي

هو العلاج الدوائي الذي يسهم بشكل فعال، في تعزيز الجهاز المناعي للجسم، وزيادة قدرته على مكافحة السرطان، والحد من أعراضه المتقدمة، إذ تهاجم الخلايا السرطانية الجهاز المناعي مباشرة، بمجرد انتشاره داخل الجسم.

العلاج الدوائي

يركز العلاج الدوائي على نقاط الضعف المتواجدة في الخلايا السرطانية، مما يتسبب في قتل هذه الخلايا بمرور الوقت، وعادة ما يتم الدمج بين العلاج الدوائي الموجه، والعلاج الكيميائي، للحصول على أفضل النتائج في فترة وجيزة.

العلاج الإشعاعي

في حال تدهور الحالة الصحية، وعدم قدرتها على إجراء عملية جراحية، يكون اختيار العلاج الإشعاعي هو الحل الأمثل، ويستخدم هذا النوع من العلاج الأشعة السينية والبروتونات، بهدف القضاء على الخلايا السرطانية تمامًا.

العلاج الكيميائي

يَستخدم العلاج الكيميائي بعض أنواع المواد الكيماوية الفعالة، لقتل الخلايا السرطانية، الأمر الذي يتم من خلال تناول حبوب عن طريق الفم، أو استخدام حقن الوريد، إذ تدخل الأدوية مجرى الدم لتنتقل عبر الجسم، مما يسهم في مكافحة سرطان الرحم وتقليل أعراضه ومخاطره.

ويُوصى أحيانًا بهذا النوع من العلاج بعد الجراحة، في حال زيادة احتمالية خطر تفاقم السرطان مرة أخرى، كما يمكن الاعتماد عليه أيضًا قبل الجراحة لتقليص حجم الورم، مما يؤدي إلى التخلص منه تمامًا أثناء الجراحة.

الرعاية والدعم النفسي

بالإضافة إلى ما سبق، فإن الرعاية وتقديم الدعم النفسي للمريضة، من أهم أسباب التغلب على سرطان الرحم، إذ يعمل الأخصائيون، كذلك الأطباء والممرضون المدربون تدريبًا خاصًا، بمساعدة العائلة والأصدقاء أيضًا، على توفير الدعم الكامل وتحسين الحالة النفسية للمريضة، مما يمنحها التفاؤل، ويجعلها تُقبل على الحياة لاستكمال رحلة العلاج، وهي الخطوة الأهم ضمن الخطة العلاجية للتغلب على المرض.

المصدر
مصدر 1مصدر 2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى