يستضيف الفم ملايين الخلايا البكتيرية التي قد يكون بعضها نافعًا والآخر ضارًا، لذا يجب أن تُولي اهتمامًا كبيرًا بصحة الفم بما في ذلك الأسنان واللثة على اعتبار أنها جزء لا يتجزأ من الصحة العامة، إذ قد تؤثر على صحة القلب وقد تكون متعلقة بالكثير من المشكلات الصحية الوخيمة كالسرطان، لذا فإن معرفة أمراض الفم والأسنان وأعراضها وأسبابها سبب رئيسي في الوقاية منها.
أمراض الفم والأسنان
سنتطرق في موضوعنا هذا إلى مشكلات الفم والأسنان الأكثر شيوعًا، بالإضافة إلى طرق العلاج والوقاية منها:
سرطان الفم
يظهر سرطان الفم غالبًا على هيئة قرحة منتفخة، قد يكون سببه الاستهلاك المفرط للتبغ، يستهدف مناطق كثيرة من الفم بما في ذلك اللسان، الشفتان والحلق، قد يدوم هذا المرض فترة طويلة دون اكتشافه لا سيما إذا لم تزر طبيب الأسنان كل 6 أشهر، ولكن هناك بعض الأعراض التي تدل على أنك مصاب بسرطان الفم، من أبرزها ما يلي:
- صعوبة عند البلع.
- تضخم الغدد الليمفاوية.
- أحيانًا قد يحدث نزيف في المناطق المصابة.
في حال لا قدر الله تم تشخيص الإصابة بسرطان الفم، فلا داعي للقلق إذ تتوفر بعض خيارات العلاج المتاحة كالعلاج الإشعاعي أو الكيماوي.
اقرأ أيضًا: كيف تتخلص من بنج الأسنان في أسرع وقت؟
القلاع الفموي
يندرج القلاع الفموي ضمن أمراض الفم الشائعة، ويعد أحد أنواع عدوى الفم الكثيرة الناجمة عن نمو بعض الفطريات في الفم ونخص بالذكر هنا فطر الكانديدا الضار.
الرضع والذين لديهم جهاز مناعي ضعيف هم الأكثر عرضة للتأثر بهذه المشكلة الصحية، والشيء الجيد هنا أنه يمكن اكتشافه بكل سهولة، إذ ينجم عنه ظهور فطريات على هيئة قروح بيضاء تشبه الحليب تغطي بطانة الفم، في حال التغافل عنها لمدة زمنية طويلة، قد تستهدف هذه الفطريات الحلق واللوزتين، وبالتالي قد تجد صعوبة بالغة في البلع، وتتعدد الأعراض التي تدل على أنك مصاب بمرض القلاع الفموي، من أهمها ما يلي:
- حدوث تهيج وتشققات في زوايا الفم.
- كبح الشهية ومن ثم عدم الإحساس بالتذوق.
- الشعور بألم شديد أشبه بالحرق عند البلع.
يمكن تجنب هذه المشكلة الصحية من خلال الالتزام بروتين العناية بنظافة الفم والذي يشمل التنظيف العميق بالخيط والفرشاة بشكل يومي، وفور تشخيص الطبيب هذا المرض، حينها يصف بعض العقاقير كالمضادات الحيوية للقضاء نهائيًا على أي جراثيم أو فطريات للحد من تطور وتفشي العدوى.
روائح الفم الكريهة
روائح الفم المزعجة وغير المحتملة من الحالات المزمنة التي تنجم عن مجموعة من عوامل الخطر، بما في ذلك الطريقة الخاطئة لنظافة الأسنان والتدخين والتهابات الجهاز التنفسي وغير ذلك، كما أنه من المحتمل أن تكون رائحة الفم من ضمن الآثار السلبية لالتهاب اللثة أو التهاب دواعم السن، والذي ينجم عن تجمع الجير باللثة وحول الأسنان، هذه الحالة تسبب الإحراج في المناسبات الاجتماعية أو المعاملات اليومية، إذ تظهر رائحة الفم الكريهة بشكل ملحوظ للغاية عند مواجهة الأشخاص وجهًا لوجه.
ولعل الطعم المعدني أو جفاف وتشقق الفم أو رائحة النفس غير المستحبة من ضمن مشكلة رائحة الفم الكريهة، والعلاج سهل وبسيط، إذ يمكن اتباع روتين صارم لنظافة الفم، ناهيك عن ضرورة الذهاب إلى طبيب الأسنان مرتين في السنة.
وجدير بالذكر أن التنظيف بالخيط لا بد وأن يرافقه استعمال غسول الفم المطهر للقضاء على أي بكتيريا آخذة الفم مرتعًا لها وذلك بعد تناول الوجبات وقبل النوم، كما أن البقاء رطبًا من خلال شرب كميات وفيرة من الماء على مدار اليوم له دور كبير في التقليل من أعراض رائحة الفم الكريهة والمزعجة.
اقرأ أيضًا: هل يمكن للحامل في الشهر الأول علاج أسنانها؟
كثرة الأسنان
معظم الأطفال لديهم 20 سنة أولية، و32 سنة للشخص البالغ، ولكن الأمر نادر الحدوث هو أن بعض الأشخاص لديهم أسنان زائدة والذي يطلق على هذه الحالة فرط الأسنان، في هذه الحالة لا بد من إزالة الأسنان الرائدة ومن ثم استعمال تقويم الأسنان.
فجوة بين الأسنان
هذه الفجوة التي تظهر في الأسنان الأمامية تعد من ضمن أمراض الفم والأسنان على الرغم من أن كثيرين لا يعتبرونها مشكلة على الإطلاق، بل تزيد من جمال صاحبها، كما أن البعض يسعون إلى ذلك، ولكن تقويم الأسنان هو الحل المثالي لتقريب الأسنان من بعضها البعض، أو اتباع الحلول التجميلية الأخرى.
حساسية الأسنان
هل تشعر بألم عند تناول الآيس كريم أو عند استهلاك بعض المشروبات أو الأطعمة الساخنة؟ إذا كان الأمر كذلك فيجب أن تعلم أنك تعاني من حساسية الأسنان، وغالبًا ما تحدث نتيجة انحسار اللثة، أو حشوات بالية أو سن متصدع.
تجاويف الأسنان
تلك الثقوب الصغيرة التي تلاحظها في أسنانك من أمراض الفم والأسنان الشائعة، والتي تنتج من تراكم بكتيريا لزجة يطلق عليها البلاك وتعمل على تدمير القشرة الخارجية الصلبة والتي تسمى المينا، يمكنك اتباع الإرشادات الوقائية كغسل الأسنان بشكل منتظم واتباع نظام غذائي صحي للتقليل من الأعراض المزعجة التي قد تتسبب جراء هذه الثقوب.
الأسنان المصبوغة
يمكن تشبيه الأسنان بغسيل الملابس، بمعنى أن الطريقة الصحيحة تزيل البقع، العقاقير والتبغ وبقايا الأطعمة هي التي تلطخ الأسنان وبالتالي تغيير لونها إلى الاصفرار، لذا يجب اتباع خيارات جيدة لتبييضها، عن طريق عمل ذلك في المنزل بمكونات طبيعية أو من خلال استخدام عامل تبييض بواسطة طبيب الأسنان أو استعمال معجون التبييض الذي يقضي على أي بقع سطحية.
الأسنان المعوجة
من ضمن مشاكل الفم والأسنان الشائعة اعوجاج الأسنان والتواؤها، والتي تحتاج حينها إلى ما يسمى بتقويم الأسنان، الذي يجعل مظهرك أفضل وابتسامتك أجمل، كما أن تقويم الأسنان الملتوية يعد جزءًا رئيسيا من تحسين صحة الأسنان بشكل عام، والتقليل من حدة الأعراض المزعجة المصاحبة للأسنان الملتوية كآلام الفك.
مشاكل اللثة
اسأل نفسك: هل تنزف لثتك؟ هل تلاحظ أن لثتك تبتعد قليلًا عن أسنانك؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فقد تكون مصابًا بأمراض اللثة كالتهابها، وقد تسبب تراكم البلاك الذي يعد بكتيريا لزجة أسفل خط اللثة، إذا تم التغافل عن هذه المشاكل دون علاج، فقد يتفاقم الأمر وينتج عنه انفصال الأسنان أو فقدان العظام، وبالتالي تصبح عملية مضغ الطعام أو حتى الكلام صعبة للغاية.
ولكي تقي نفسك مشاكل اللثة، اعتنِ بنظافة الأسنان وتفريشها بشكل منتظم مع استخدام غسول مطهر.
اقرأ أيضًا: كيف تستفيد من فرشاة الأسنان القديمة؟
سبل حماية الفم والأسنان
يمكن اتباع هذه النصائح البسيطة والذهبية في الوقت ذاته لتجنب خطر الإصابة بأمراض الفم والأسنان، وهي على النحو التالي:
- الإقلاع عن التدخين دون رجعة إليه.
- غسل الأسنان وتفريشها مرتين على الأقل بشكل يومي.
- اكترث بما تتناوله، إذ ينبغي اتباع حمية غذائية متوازنة.
- لا تتغافل عن زيارة طبيب الأسنان كل 6 أشهر كما ذكرنا أعلاه.
- تجنب السكريات بقدر المستطاع.
- استعمال معجون أسنان يحتوي على الفلورايد.
- شرب المياه المفلورة.
وهكذا نكون قد قدمنا أشهر أمراض الفم والأسنان التي يمكن تجنبها من خلال السبل الوقائية، مع ضرورة الحصول على المساعدة فور ظهور أي مشكلة كتقرحات الفم أو البقع الخشنة، كما يجب إخبار طبيب الأسنان بأي ألم قد ينتابك أو حساسية تعاني منها، دمتم بصحة وعافية.