يعتمد ذكاء الطفل على قدراته العقلية، أي مدى قدرة عقله على التحليل والاستنتاج، وذلك لمواجهة المشكلات بمجموعة من المهارات الفكرية، والقدرات العقلية القوية لدى الطفل، حيث تكشف لنا بعض تصرفات الأطفال مدى الذكاء العقلي لديهم، فهناك العديد من الفروق الفردية بين طفل وآخر، ويمكن تمييز الطفل الذكي منذ الصغر من خلال ما سنتناوله الآن.
تصرفات تكشف عن ذكاء الطفل
هنالك العديد من التصرفات التي تصدر عن الطفل وتشير إلى ذكائه الواضح، والشديد بالنسبة لجميع الأشخاص المحيطين به، وتظهر تلك التصرفات جميعًا في الآتي:
- تنمو مهارته بشكل أكبر من أصدقائه: يستطيع الطفل الذكي التحدث في سن مبكرة وصغيرة عن أصدقائه وأقرانه، كما يستطيع تفسير الكلمات التي تخرج منه بمنتهى السهولة واليسر، وهنا أكد العديد من المتخصصين، أن الطفل الذكي يستطيع القراءة وهو في الرابعة من عمره، إذ يعبّر ذلك الأمر عن تلاعبه الشديد بالرموز، وتفكيره المستمر في الأشياء الموجودة من حوله.
- يمتلك نسبة تركيز عالية جدًا: ينتبه الطفل الذكي ويركز على جميع الأشياء المحيطة به، إذ يمكنه التركيز على المواضيع التي تصنف بأنها أكبر من عمره، ويتدخل بها ويعطي آراء جيدة تجاهها، فيعطي الطفل وجهات نظر صحيحة، وموفقة تجاه العديد من الأشياء أو المواقف التي يتعرض لها بشكل يومي.
- يعمل على حل المشاكل: يهتم الطفل الذكي بحل مشاكله بعدة طرق مختلفة، دون الاعتماد على غيره من الأشخاص حتى إذا كانا أبويه، إذ يفضل التكفير طويلًا للبحث عن حل المشكلة التي تواجهه، كما قد يسعى هذا الطفل في الكثير من الأوقات لحل المشكلات التي قد تواجه أصدقائه في المدرسة أو في النادي.
- يفضل العزلة: يشعر الطفل الذكي بقدرته العالية والمميزة على حل المشكلات، كما يدرك جيدًا آراءه وأفكاره الصحيحة التي يتم الأخذ بها في المواقف المختلفة، وحرصًا منهم على مشاعر الأطفال الآخرين فهم يفضلون العزلة، وذلك حتى لا يقارن طفل آخر نفسه به ويتأثر نفسيًا، خاصةً وأن الطفل الذكي يمتلك مشاعر عاطفية مميزة.
- يتسم بالفضولية: يهتم الطفل الذكي بطرح العديد من الأسئلة والاستفسارات، التي لا تناسب عمره على الإطلاق، حيث يهتم بالتعرف على كل شيء يحيط به، كما يهتم بجميع التناقضات التي تحيط به، حول ما يفعله الأشخاص المحيطون به وبين ما يتحدثون فيه، لذلك لا بد من الانتباه الشديد عند التعامل مع هذا الطفل شديد الذكاء.
- يقظة حركاته: الطفل الذكي هو من يحاول جمع أكبر قدر من المعلومات والتحرك بطريقة غير عادية، إذ إنه لا يفضل الهدوء والتواجد في نفس المكان لفترة طويلة من الوقت، وذلك لأنه يسعى للقيام بأشياء كثيرة ومميزة ومبهرة لنفسه، ولجميع الأشخاص من حوله أيضًا.
- الاهتمام بالكتب والقراءة: يرغب الطفل الذكي طوال الوقت في تعلم الكثير من الأشياء المفيدة والمبتكرة، لهذا السبب يلجأ بشكل مستمر إلى قراءة الكتب، خاصةً وأنها من أفضل الطرق التي يمكن أن تساعده في تنمية مهاراته، وإشباع رغبته الشديدة في تعلم أشياء جديدة، وغير معروفة بالنسبة للكثير من الأشخاص.
- الإبداع في اللعب: اللعب بالنسبة للطفل الذكي ليس شيئا عاديا يُخرج به طاقته كغيره من الأطفال العاديين، ولكنه شيء مهم يحاول من خلاله تنمية مهارة الخيال لديه، كما أنه يحاول تنظيم الأشياء وابتكار العديد من الأشياء المفيدة، عن طريق ألعابه المثيرة والمختلفة.
- التعامل بفوضوية: الطفل الذكي هو طفل مشاغب وفوضوي من الدرجة الأولى، ويرجع ذلك إلى محاولاته الدائمة، والمستميتة لاكتشاف البيئة المحيطة به، فيعمل على فتح جميع الخزانات الموجودة في المنزل، أو يقوم بتفكيك الإلكترونيات من بعضها البعض من أجل اكتشاف ما بداخلها ليقوم بإشباع فضوله.
- يتذكر جميع التفاصيل: يتميز الطفل الذكي بقدرته المميزة، والمثيرة في تذكر تفاصيل صغيرة قد تعرض لها من قبل، ويعد ذلك الأمر من الأشياء المفضلة خاصةً عند معلميه ووالديه، إذ يتميز هذا الطفل بقدرته على تذكر الأشياء حتى ولو مر عليها فترة طويلة من الزمن.
- لا يلتزم بمواعيد النوم المبكرة: أكدت العديد من الدراسات والأبحاث العلمية، أن الطفل الذكي لا يستطيع النوم مبكرًا، خاصةً أثناء الإجازات، حيث يرغب في الاستيقاظ لأكبر فترة ممكنة، فيقوم بالنوم لفترات قصيرة جدًا، وذلك لقضاء وقت مميز وممتع في اكتشاف الأشياء المحيطة به.
اقرأ أيضًا: لماذا يعد الطفل الأكبر الأكثر ذكاءً؟
طرق تنمية ذكاء الطفل
يوجد العديد من الطرق البسيطة، والفعالة التي يمكن اتباعها لتنمية ذكاء ومهارات الطفل المختلفة، وتظهر تلك الطرق جميعًا في الآتي:
- تحتاج الأم وكذلك الأب إلى توفير بيئة جيدة لأطفالهم، ويمكن القيام بذلك الأمر من خلال وضع الطفل مع مجموعة أخرى من الأطفال الأذكياء، وذلك حتى تزداد مستويات الذكاء لديه، فيبدأ الطفل بالتفكير مثل أصدقائه، من خلال اللعب والتحدث، والمذاكرة معهم لفترة طويلة نسبيًا من الوقت، كما لا بد من إبعاد الطفل عن الأصدقاء السلبيين، حتى لا يتأثر بهم في تفكيره وتصرفاته بشكل عام.
- من المهم أن تهتم الأم بالنظام الغذائي الصحي لطفلها، إذ يؤكد الكثير من الأطباء المتخصصين ضرورة تناول الطفل كمية كبيرة من الخضروات، والفواكه يوميًا، ذلك بالإضافة إلى ضرورة تناول الحبوب التي تحتوي على نسبة عالية من البروتين، والكالسيوم.
- تحتاج الأم إلى تحفيز طفلها على ممارسة هواياته المفضلة والممتعة بشكل يومي، كما تحتاج إلى قراءة قصة يومية له، تضم العديد من النصائح والمواقف المميزة، حيث يتعلم الطفل العديد من السلوكيات الجيدة، والإيجابية من تلك القصص والروايات الممتعة، ولكن تحتاج الأم إلى اختيار القصص التي تتناسب مع عمره.
- ينصح الكثير من الأطباء المتخصصين بضرورة لعب الأم مع طفلها بشكل مستمر، كما يُفضل اختيار الألعاب الجيدة التي لا تضره ولا تؤثر عليه بشكل سلبي، وتعتبر المكعبات، الألوان، ألعاب الألغاز من أفضل الألعاب على الإطلاق، خاصةً وأنها تزيد مستويات الذكاء لديه.
- من أفضل الهدايا التي يمكن أن تقدمها الأم أو الأب إلى الأطفال، هي حب العمل الجيد والتعليم، حيث تحتاج الأم إلى تحفيز طفلها على الذهاب إلى الروضة أو إلى المدرسة، من أجل اكتساب مهارات ومفاهيم جيدة تساعده في إدارة حياته بشكل منظم وعلمي.
اقرأ أيضًا: كيف يحدد عمر الأب معدل ذكاء الطفل؟
كيف أعرف نسبة ذكاء طفلي؟
يشغل هذا السؤال فكر الكثير من الأمهات خاصةً في مجتمعنا اليوم، حيث إن هناك بعضًا من الطرق البسيطة التي يمكن اللجوء إليها، لتحديد نسبة ذكاء الطفل، وتظهر تلك الطرق في السطور الآتية:
- إجراء اختبارات الذكاء الفردي: يمكن القيام بها من قِبل معلمه الخاص، أو من قِبل أخصائي نفسي متخصص في تلك الأمور والتعامل مع الأطفال.
- من خلال اختبارات المدرسة: تقوم المدرسة بتلك الاختبارات بشكل شهري وبصورة جماعية، حيث تساعد درجات الطفل في التعرف على نسبة ذكائه بمنتهى البساطة والسهولة.
- يمكن إجراء مجموعة من الاختبارات الفرعية: والتي تكون مقسمة على أكثر من فرع، أو أكثر من مجال من المجالات التي يتعرض لها الطفل بشكل مستمر، وبعد الانتهاء منها جميعًا يمكن جمع هذه الاختبارات جميعًا مع بعضها البعض، والتعرف على نسبة الذكاء بشكل أكثر دقة.
- الحالة المزاجية والنفسية للطفل: تعد واحدة من أفضل الطرق التي يمكن اللجوء إليها لتحديد نسبة الذكاء، فإذا كان الطفل يتمتع بحالة مزاجية مرحة وسعيدة طوال الوقت، فهذا يدل على أنه طفل سوي ويتمتع بنسبة ذكاء عالية.
كما يمكن التعرف على نسبة ذكاء الطفل من خلال مراقبته، خاصةً وأن الطفل الذكي لا تتداخل الأمور العاطفية الخاصة به، أو المشاعر التي يشعر بها، مع أمور التعلم التي يتعرض لها بشكل يومي ومستمر.
ختامًا، نرجو أن نكون قد قدمنا جميع المعلومات المتعلقة بمقالنا لليوم حول ذكاء الطفل، والتصرفات التي تكشف مدى ذكائه، وكيفية تطوير وتنمية تلك المهارات لديه.