رياضة

باتيستوتا وآخرون.. عندما تكون كرة القدم مجرد وظيفة للنجوم

ربما يعتقد البعض أن لاعب كرة القدم المحترف أكثر البشر حظًا؛ لأنه يحظى بفرصة الحصول على دخلٍ مقابل ممارسة هوايته الشخصية، على عكس معظم البشر، الذين ومهما بدت وظائفهم مثالية، تظل محكومة بالروتين.

وحتى لا تتفاجأ، لعب كرة القدم مُمل؛ لأن الأمر لا يقتصر على عمر المباراة المحاط بالإثارة، فقبل ذلك، يعيش اللاعب ساعات من التدريب، الانتقال من مدينة لأخرى، وحرمان من الكثير من متع الحياة التي يعيشها أي موّظف عادي؛ وهذا ما يُعرّف بـ«ضريبة احتراف كرة القدم».

ومع ذلك، دعنا نخبرك أن كرة القدم أحيانًا لا تكون هواية بعض اللاعبين، بل وظيفة وحسب، يضطر للاستمرار بها، من أجل توفير حياة مناسبة له ولأسرته، لكن كيف؟

رابطة محبي الجولف

كرة القدم
الويلزي جاريث بيل، لاعب ريال مدريد السابق.

كان الويلزي جاريث بيل لاعب كرة قدم مثاليا بالنسبة للجماهير حتى عام 2015 تقريبًا، حيث ساهم في مساعدة ريال مدريد الإسباني في الحصول على لقب دوري أبطال أوروبا عام 2014، ليُثبت بذلك صحة القرار الذي اتخذه النادي الإسباني بالتعاقد معه مقابل رقم تاريخي وصل لنحو 100 مليون يورو.

لكن مع وصول الفرنسي زين الدين زيدان كمدرّب للفريق، الذي بدأ في إبعاد بيل عن تشكيله الرئيسي، بدأ يتضح عدم اكتراث نجم توتنهام الأسبق لأمر كرة القدم، بل إنّه أعلن عن اهتماماته في الحياة بصيغة غير مباشرة، والتي كانت «ويلز ثم الجولف ثم مدريد».

في الواقع، حتى وإن أقرّ الجميع باضطراب العلاقة بين نجم منتخب ويلز والمدرّب الفرنسي، إلا أن اللاعب اعترف في حوار مع موقع «ESPN» البريطاني في عام 2018، أنّه لا يُفضل مشاهدة كرة القدم من الأساس، بل يكتفي بمشاهدة ولعب مباريات الجولف في أوقات فراغه.

ربما تعتقد أنّ بيل حالة خاصة، ما رأيك في الأرجنتيني «كارلوس تيفيز»؟ ربما يعد من أكثر لاعبي كرة قدم إظهارًا لشغفه باللعبة داخل المستطيل الأخضر، صحيح؟

حقيقةً، لا يمتد تعلُّق كارلوس تيفيز بكرة القدم إلى ما هو أبعد من علاقته الفريدة بنادي بوكا جونيورز الأرجنتيني، حيث صرّح في 2018 قائلًا: «ربما أذهب لمشاهدة الجولف أثناء مباراة ريال مدريد وبرشلونة، لا أحب كرة القدم، إلا إذا كانت بين أقدامي».

لا أكترث

كرة القدم
ديفيد باتي، لاعب منتخب إنجلترا.

هل تعتقد أن هناك لاعب كرة قدم لا يكترث لأمر الجمهور؟ في الواقع، كان ديفيد باتي، نجم منتخب إنجلترا في التسعينيات أحد هؤلاء، حيث بدا منفصلًا عن اللعبة وجماهيرها تمامًا، لدرجة أنّه لم يتأثر مطلقًا بإهداره لركلة جزاء بكأس العالم 1998.

يرى باتي نفسه شخصا محبا للمنزل والعائلة، حيث كان يشارك في المباريات على أمل الانتهاء منها ثم العودة للمنزل، وفي 2015، أوضح في تصريحات صحفية حقيقة شعوره عقب إخفاق منتخب الأسود الثلاثة بكأس العالم 1998، قائلًا:

«في كأس العالم، بمجرد دخولنا غرف تغيير الملابس بعد ركلات الترجيح، كنت أتطلع إلى العودة إلى المنزل ورؤية أطفالي، كرة القدم ليست مهمة على الإطلاق».

بعد هذه التصريحات بعامين، تعجّب باتي من تعلّق المشاهدين بلعبة مثل كرة القدم، التي يعتقد أنّها مملة، حيث لم يشاهد مباراة واحدة منذ إعلانه اعتزاله، ولا يجد مبررًا لهؤلاء الذين يدفعون أموالًا مقابل مشاهدة أو حضور مباريات كرة القدم.

مثار سخرية

على الرغم من تراجع مستواه في السنوات الأخيرة، يعد الألماني مارك أندريه تير شتيجن، حارس مرمى برشلونة الإسباني، أحد أفضل حراس المرمى في العالم، لكن حتى هو لا يهتم بمشاهدة الرياضة التي يجني من خلالها ملايين اليوروهات سنويًا، لدرجة أنه لا يستطيع حتى التعرُّف على أسماء اللاعبين الذين يواجههم.

في حوار في صحيفة «El Pais» الإسبانية عام 2020، اعترف شتيجين أنّه أحيانًا يتعرض للسخرية من محدودية درايته بكرة القدم، حيث لا يشاهد الكثير من المباريات، بالتالي حين يتم سؤاله عن جودة بعض اللاعبين من قبل أصدقائه، لا يستطيع الإجابة.

وعن ذلك يقول الدولي الألماني: «على سبيل المثال، أحيانًا يخبرني أصدقائي عن اسم لاعب ما، لكنني لا أتمكّن من التعرف عليه سوى بعد مشاهدة مقطع مصور له».

كرة القدم مجرد وظيفة

كرة القدم
الدولي الأرجنتيني السابق كارلوس تيفيز.

«أنا لا أشاهد كرة القدم، حسنًا، ألعبها بما يكفي، أليس كذلك؟ أنا لا أتحدث عن كرة القدم بعيدًا، أفترض أن هذا غير عادي، اهتماماتي هي أصدقائي والموسيقى، وخاصة الهيب هوب».

-بينوا أسو-أكوتو، لاعب توتنهام الإنجليزي الأسبق.

لم يكن اللاعب الدولي الكاميروني مهتمًا بكرة القدم، بعيدًا عن كونها وظيفة تؤمن له مصدر دخل مناسب، لدرجة أن بعض التقارير أشارت إلى أنّه لم يكن يهتم لهوية المنافسين حتى ليلة المباراة.

على كُل، لم يكن الظهير الكاميروني لاعبا بارعا، لكن ما هو انطباعك عن «جابرييل باتيستوتا»؟

كان الأرجنتيني «جابرييل باتيستوتا» أحد أهم مهاجمي الأرجنتين خلال فترة التسعينيات، وأكثرهم شراسة وشغفا، لكن كغيره، لم يعتبر كرة القدم أكثر من مجرد وظيفة.

«أنا لا أحب كرة القدم، هي وظيفتي فحسب». ‑جابرييل باتيستوتا.

نقل التلفزيون الأرجنتيني هذا التصريح عن مهاجم روما الإيطالي الأسبق، الذي اعترف أنّه يفضل أن يمضي وقت فراغه في لعب رياضة «البولو»، الذي يجد في لعبها متعةً أكبر من تلك التي يجدها في رياضة كرة القدم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى