شائع

«بيبسي ملوث بالإيدز».. فأين الحقيقة؟

«احذر من شرب البيبسي خلال الفترة المقبلة»، «بيبسي ملوث بدماء شخص مصاب بمرض بالإيدز»، تلك هي بعض من العبارات المخيفة التي شغلت مواقع التواصل الاجتماعي كثيرا، خلال الفترات الأخيرة، والتي تحذر من تناول هذا المشروب الرائج حول العالم، فما أصل تلك العبارات؟

الإدعاء

"بيبسي ملوث بالإيدز".. فأين الحقيقة؟

يوضح المنشور الذي يبدو أنه ظهر بأغلب دول العالم، وبلغات مختلفة عدة، أن دماء أحد العاملين بشركة بيبسي، قد اختلطت بالمشروب أثناء عملية التعبئة، في وقت يعاني فيه هذا العامل من الأساس، من مرض نقص المناعة المكتسبة، المعروف بالإيدز.

ما جعل الأمر ينتشر كالنار في الهشيم، بمناطق متفرقة من العالم، فأثار الهلع بين المواطنين في الهند وعدد من دول قارة آسيا، كما قام بنفس الشيء بين سكان بريطانيا ودول آخرى بأوروبا، في وقت أصاب فيه الكثير من الناس بمناطقنا العربية بالخوف والقلق العارم، فأين الحقيقة إذن؟!

منشور قديم

"بيبسي ملوث بالإيدز".. فأين الحقيقة؟

في العادة، تظهر الشائعة لبعض الوقت، ثم تختفي، ثم تعود في الظهور من جديد، ولكن بعد أن اختلفت بعض تفاصيلها، ما ينطبق على قصة الدماء الملوث ببيبسي أيضا.

إذ بدأت تلك العبارات التحذيرية في الظهور منذ عام 2011، ثم اختفت قليلا، لتظهر من جديد في عام 2012، ولكن تلك المرة محذرة من مشروبات آخرى، لنفس السبب السابق ذكره، قبل الاختفاء من جديد، وهكذا.

إصافة إلى ذلك، فقد أخذت تلك التحذيرات اتجاها رسميا، حيث أوضحت أن التحذيرات قد ظهرت على ألسنة رجال الشرطة والمسئولين بالهند، الأمر نفسه الذي تكرر في دول عدة حول العالم، وهي كلها في النهاية تصريحات خيالية من أشخاص عاديين، وليس أكثر.

الحقيقة على لسان المسؤولين

"بيبسي ملوث بالإيدز".. فأين الحقيقة؟

بالطبع لا يوجد مجال لتصديق تلك الشائعات على الإطلاق، ليس فقط لانتشارها بين دول عدة باختلافات جوهرية بالتفاصيل، ولكن لأنه من المستحيل أن ينقل فيروس الإيدز عبر عبوات المياه الغازية بهذه الطريقة تماما!

حيث أعلنت منظمة مكافحة الأمراض العالمية، أنه من المستحيل أن يعيش فيروس HIV  او الإيدز، خارج الجسم لأوقات طويلة، حيث يعني تعرضه للهواء، او للتسخين في حالة طهوه بأحد الأكلات، أو حتى عند مروره بأحماض المعدة، تدميره بصورة أكيدة لا تحتمل الشك.

حقيقة الصورة

"بيبسي ملوث بالإيدز".. فأين الحقيقة؟

أما الطريف في الأمر، فهي تلك الصورة المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي كان يفترض لها أن تكون صورة الشخص الذي لوث البيبسي بدماءه.

إذ تبين أن ذلك الرجل أسمر البشرة، هو شخص يدعى أمينو صادق، التقطت عدسات الكاميرات بعض الصور له أثناء تسليمه إلى السطات النيجيرية، بعد اتهامه بالضلوع في عملية ارهابية خاصة بتفجير إحدى الحافلات بالعاصمة أبوجا، وذلك في عام 2014!

ويسدل الستار بذلك على قصة التحذيرات التي أثارت الجدل بين الكثيرين، بالرغم من أنها مجرد شائعات لا تحمل في طياتها أي منطق.

الموضوع الأصلي: https://www.snopes.com/food/tainted/pepsihiv.asp

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى