خروج مادة صفراء من سرّة الرضيع من أكثر المشكلات الصحيّة التي تعاني منها الأمهات، خاصةً الأمهات الجُدد، وباعتبار السرّة أهم الأجزاء في جسم الأطفال حديثي الولادة، فلا بد من العناية بها بشكلٍ سليم، لتجنّب إصابة الطفل بمضاعفات خطيرة.
متى تسقط سرة المولود؟
تختلف عملية سقوط السرة لحديثي الولادة بين الرُّضع، نتيجة الكثير من العوامل وحالة الطفل الصحيّة ومدى الاهتمام به، وغالبًا تتراوح مدة سقوطها بين أسبوع لـ 10 أيام بدءًا من يوم الولادة، وقد يتأخر سقوطها أحيانًا أخرى لدى بعض الرُّضع لتصل إلى 15 يوم وأكثر، وبالطبع هذا لا يُشير إلى وجود ضررًا على الطفل، ولكن يفضّل استشارة الطبيب المُعالج للتأكد من سلامة طفلك.
خروج مادة صفراء من سرة الرضيع
قد يُصادف أحيانًا خروج مادة صفراء من سرة الرضيع، وعادةً ما تنتج تلك الإفرازات عن حدوث التهاب في السرة، وفي تلك الحالة يتطلّب الطفل اهتمامًا كبيرًا من قِبل الأم، حتى لا يُصاب الطفل بأيّ مضاعفات خطيرة ناتجة عن العدوى البكتيريّة التي ينتج عنها ظهور تلك الإفرازات الغير طبيعيّة.
عادةً ما تظهر بعض الإفرازات الصفراء أيضًا مع إصابة الطفل بـ حمى وارتفاع في درجة حرارة الجسم، وهنا يجب الذهاب إلى الطبيب المُختص فورًا للفحص ووصف العلاج الأنسب للرضيع، لأنّ في تلك الحالة تكون البكتيريا قد وصلت إلى الدم.
ما سبب نزول مادة صفراء من السرة؟
يرجع خروج مادة صفراء من سرة الرضيع إلى إصابته بنوعٍ من أنواع البكتيريا أو الفطريات، مما يؤدي لبعض المضاعفات كخروج إفرازات مزعجة وحدوث التهابات شديدة، لذا يستوجب الأمر انتباه الأم جيدًا كونه مؤشرًا غير جيد، خاصةً إذا صاحب تلك الإفرازات بكاء الطفل باستمرار، وارتفاع حرارته فمن الضروري تلقي العلاج في أسرع وقت ممكن.
علاج خروج إفرازات صفراء من السرة
يتم علاج خروج مادة صفراء من سرة الرضيع بعدّة طرق مختلفة اعتمادًا على السبب، فإذا كانت تلك الإفرازات نتيجة بعض الفطريات والبكتيريا يتم وصف العلاجات التالية:
- يصف الطبيب مضاد حيوي للسيطرة على الالتهابات، بجانب بعض الكريمات المتخصصة في الحد من تكاثر البكتيريا.
- يفضّل عدم تناول السّكريات.
- يجب أن يكون مستوى السكر بالدم في معدله الطبيعي.
أمّا علاج إفرازات السرة الناتجة عن الأكياس ومنها «الكيسة الزهمية»، فينتج عنها نزول الإفرازات الصفراء من السرة، ويتم الاعتناء بها على النحو التالي:
- تناول المضادات الحيوية للتخلّص من الالتهابات.
- تنظيف جيد للكيسة من الصديد المُتجمع بها.
وفي بعض الحالات يلجأ الطبيب إلى الجراحة، كي يتم التخلُّص من الجذور المُتسببة في ظهور الالتهاب.
كيف يمكن العناية بسرة المولود؟
تسقط سرة الرّضيع خلال وقت محدد، لهذا يجب على الوالدين الاعتناء بالطفل جيدًا حتى يتم التخلّص منها بكل سلاسة دون حدوث أي مشاكل، وإليك أهم طرق الاعتناء بها فيما يلي:
المحافظة على الجذع بوضعٍ جاف
من المُتعارف عليه أنّه كان يتم استخدام الكحول أكثر من مرة يوميًا، حتى يساعد في سقوط الحبل السري بشكلٍ أسرع، ولكن مؤخرًا تم إثبات أن مادة الكحول تقوم بقتل كافة البكتيريا الموجودة في تلك المنطقة الضارة منها، وكذلك التي تعمل على سقوط الحبل السري، لهذا نصح الأطباء مؤخرًا بمحاولة ترك الحبل السري مُعرضًا للهواء حتى يسقط دون استخدام الكحول.
منع التعرّض للتهيج
يُنصح بعدم تغطية منطقة السرة بالحفاضات، كونها تمنع تهوية المكان مما يؤدي لظهور بعض الالتهابات وعدم سقوط السرة بسرعة، لهذا يجب استخدام حفاضات خاصة بحديثي الولادة أو ثني الحفاضة بحيث لا تُغطي السرة.
التّحقق من علامات العدوى
يجب على الأم أن تنتبه جيدًا لأيّ علامة جديدة قد تطرأ على سرة المولود، فإذا وجدت علامة غير طبيعيّة كاحمرار المكان، أو نزول بعض الإفرازات يجب استشارة الطبيب على الفور.
غسل وتنظيف اليدين دائمًا
لا بد من التأكد دائمًا من نظافة اليدين قبل الاحتكاك او لمس سرّة الطفل، وذلك كي لا تنتقل إليها الميكروبات متسببةً في الإصابة بالعدوى.
الالتزام بعمل حمامات للمولود
يُفضّل عدم وضع الماء على سرة الرّضيع حتى تسقط ويتحسن الوضع بشكلٍ أسرع، لذا يمكن اعتماد الإسفنج أو قماشة قطنية في تنظيف جسم الرّضيع.
دع الجذع يسقط من تلقاء نفسه
لا يُنصح بتحريك الجذع مطلقًا، بل يُفضّل تركه حتى يقع بمفرده دون أي تدخل، فكل ما عليك هو الاعتناء الجيد به، وعند جفافه سوف يسقط من تلقاء نفسه، إذ يكون أفضل وقت لأنّ بقية نسيج السرة سيكون تعافى أيضًا.
مراقبة حدوث النزيف
إذا ظهرت بضع قطرات من الدماء مع سقوط الحبل السري لا داعٍ للقلق، ولكن إذا كان الدم كثير بشكل مريب، فهنا يجب التوجّه للطبيب مباشرةً للاطمئنان على حالة الطفل.
علامات حدوث التهاب في سرة الطفل الرضيع
من الوارد إصابة حديثي الولادة ببعض الالتهابات في منطقة السرّة، خاصةً إذا لم يتم الاعتناء بها جيدًا، ومن أهم أعراض التهاب سرّة الرضيع ما يلي:
- حدوث نزيف شديد من منطقة السرّة.
- نزول إفرازات غير طبيعيّة من السرّة.
- وجود رائحة غير جيدة بتلك المنطقة.
- ظهور السرّة بلونٍ أحمر.
- ملاحظة طفح جلدي في المنطقة المُحيطة بالسرّة.
- إصابة الطفل بارتفاع في درجة حرارة الجسم.
- نوم الطفل أغلب اليوم وفقدانه للشهية.
- البكاء الدائم على غير العادة.
لماذا تلتهب سرة المولود؟
يعود إصابة سرّة المولود ببعض الالتهابات نتيجة عدّة أسباب، ومن بين أبرز تلك الأسباب ما يلي:
- عدم الاعتناء بنظافة الطفل الشخصيّة.
- ارتداء الطفل الرضيع ملابس غير جيدة، مما تساعد على الالتهاب.
- عدم تطهير منطقة السرّة بشكلٍ دائم، وعدم تهويتها.
علاج التهاب السرة عند المولود
يتم علاج التهاب سرّة المولود تبعًا لدرجة هذا الالتهاب سواء بسيط أو حاد، ويُفضّل في كلتا الحالتين أن يتم العلاج تحت إشراف طبي مُتخصص، ومن أهم العلاجات الآتي:
علاج التهاب سرّة المولود البسيط
يتم علاج هذا النوع من الالتهابات من خلال المضادات الحيوية، ويتم وصفها على هيئة مرهم موضعي يوضع على السرّة، إلى جانب الاهتمام جيدًا بنظافة المكان تجنّبًا لحدوث أيّ مضاعفات.
علاج التهاب سرّة المولود الحاد
غالبًا ما يحتاج الطفل الانتقال إلى عيادة الطبيب أو المشفى لعلاج التهاب السرّة الحاد، إذ يخضع لجرعة من المضاد الحيوي في الوريد، ويمكن أن يمكث في المشفى أيضًا حتى تتحسن حالته، كما أنَّ بعض الحالات تتطلّب الخضوع إلى جراحة سريعة.
ما هو سبب نزول دم من سرة المولود؟
يرجع السبب في نزول قطرات من الدم من سرّة المولود إلى عدم ارتداء الحفاضات بشكلٍ صحيح، مما يتسبّب في الضغط على السرّة، كما يرجع إلى احتمالية تعرُّض الطفل للاصطدام بأشياء قوية، كـ يد الأم أو أظافرها لهذا يجب توخي الحذر عند الاعتناء بالطفل.
لون سرة الرضيع أسود
تُشير كافة التقارير الخاصة بسرّة المولود أنها تقع بعد مرور أسبوع أو أكثر بعد ولادة الطفل، وهنا يبدأ لون الحبل السرّي في تغيّر لونه مع اقتراب سقوطه، ليتحول إلى اللون الأسود فلا داعٍ للقلق حيال هذا الأمر، لأنَّ اللون الأسود ما هو إلا إشارة إلى جفاف السرّة واقتراب سقوطها، من ثم اكتسابها للون الجلد الطبيعي.
وختامًا.. قد يكون خروج مادة صفراء من سرة الرضيع أمرًا مُقلقًا بعض الشئ، فلا يجب التهاون مع الأمر حتى لا يُصاب الطفل بمجموعة من المضاعفات الخطيرة، التي قد تصل إلى التدخل الجراحي أحيانًا.
اقرأ أيضًا: