صحة ولياقة

كل ما يجب معرفته عن الميكروب السبحي

يعد الميكروب السبحي من الأمراض الأكثر شيوعًا بين الأطفال، وخاصة في أول فصل الربيع وآخر فصل الشتاء، وهو ليس شائعًا بالنسبة للبالغين، وعند الإصابة به يجب علاجه بطريقة صحيحة وعدم إهماله؛ لأنه يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، فما هي أعراضه؟ وما هي المضاعفات التي يسببها؟ وكيف يمكن تشخيصه وعلاجه؟ تعرف على إجابات هذه الأسئلة في مقال اليوم.

ما هو الميكروب السبحي؟ 

الميكروب السبحي
الميكروب السبحي

سُمي الميكروب بهذا الاسم؛ لأنه يشبه شكل السبحة، وهو نوع من أنواع البكتيريا التي تُسمى بالمكورات العقدية التي تصيب الأطفال بشكل خاص، حيث تدخل إلى الجسم من خلال مناطق عدة وتؤثر بالسلب في الحلق، وقد يكون لها تأثير في بعض أجزاء الجسم في حال لم يتم علاجها كليًّا وبشكل صحيح. 

تتراوح الإصابة بين البسيطة التي يمكن التحكم بها، والشديدة التي قد تسبب مضاعفات خطيرة تؤثر بالسلب في حياة المريض؛ لذا يجب الحرص على العلاج المبكر. 

أسباب الإصابة بالميكروب السبحي

الميكروب السبحي هو عدوى بكتيرية كما أوضحنا يمكن أن ينتقل من شخص لآخر إذا تعرض لإفرازات الحنجرة والأنف بصورة مباشرة، حيث يستقر في الحلق واللوزتين، وتكثر الإصابة به في الحالات التي تعاني من ضعف الجهاز المناعي، كما أن الأطفال من عمر شهر حتى خمسة عشر عامًا أكثر عرضة للإصابة، وتتشابه أعراضه مع أعراض نزلات البرد ويصعب التفريق بينهم في بعض الأحيان. 

أعراض الميكروب السبحي 

عندما يصاب الشخص بالميكروب السبحي فإن جسمه يكوّن الأجسام المضادة للقضاء عليه فتصاحبها أعراض عدة تتشابه مع أعراض نزلات البرد، وهي:

  • ارتفاع درجة الحرارة والشعور بالصداع. 
  • الإصابة بسيلان الأنف. 
  • الشعور بالألم عند البلع؛ مما ينتج عنه صعوبة في البلع. 
  • تورم والتهاب اللوزتين، وقد يرافقها وجود بقع بيضاء وصديد.
  • ظهور بقع حمراء أو داكنة أعلى الفم أو على اللوزتين. 
  • وجود دم في اللعاب وضيق التنفس، ويحدث هذا في الحالات الشديدة. 
  • التهاب الغدد الليمفاوية الموجودة في الرقبة. 
  • ظهور طفح جلدي وردي اللون. 

مضاعفات الميكروب السبحي

الميكروب السبحي
الميكروب السبحي

لا تعد الإصابة بالميكروب السبحي خطيرة في حد ذاتها، وإنما إهمال العلاج يعرض المريض إلى الإصابة بالمضاعفات الخطيرة، والتي تتمثل في التالي:

  • الإصابة بالأمراض القلبية والحمى الروماتيزمية والحمى القرمزية. 
  • انتقال العدوى إلى بعض أجزاء الجسم، مثل: الجيوب الأنفية والكلى؛ مما يجعل المريض أكثر عرضة للإصابة بأمراض الكلى والتهابات الجيوب الأنفية. 
  • انخفاض حاد في ضغط الدم. 
  • فشل بعض أعضاء الجسم. 
  • الشعور بوخز حاد في الصدر والكتف والرقبة؛ نتيجة تأثير الميكروب بالسلب في الغشاء التاموري المحيط بعضلة القلب. 
  • التعرض للإجهاد العضلي. 
  • الشعور بالإرهاق والتعب وعدم الاتزان.
  • التهاب الأذن. 

ما علاقة الميكروب السبحي بالتهاب المفاصل لدى الأطفال؟ 

إذا تم إهمال تشخيص الميكروب السبحي وعلاجه لدى الأطفال، فإنهم يتعرضون إلى المضاعفات السابق ذكرها، ولعل التهاب المفاصل من أبرز هذه المضاعفات التي تحدث للأطفال ما لم يعالج هذا الميكروب بصورة مبكرة. 

كيفية تشخيص الميكروب السبحي 

يعتمد الطبيب على الأعراض التي يشتكي منها المريض في التشخيص بجانب إجراء بعض التحاليل التي توضح الإصابة بهذا الميكروب، مثل: مزرعة الحلق ومسحة الحلق، وتحليل الميكروب السبحي (ASO Titre) الذي يكشف عن معدلات الأجسام المضادة التي يكوّنها الجسم عند الإصابة بالعدوى.

 لا يتسم تحليل الميكروب السبحي بالدقة؛ نظرًا لبقاء الأجسام المضادة لمدة طويلة حتى بعد انتهاء المرض؛ لذا فعندما تكون نسبة هذا التحليل عالية فإن هذا لا يعني أن الشخص مصابًا بالميكروب السبحي حديثًا، ولكي يتأكد الطبيب من حداثة الإصابة ينتظر بضع أيام، ثم يعاود إجراء التحليل، فإذا ارتفعت النسبة دل ذلك على أن الإصابة حديثة. 

اقرأ أيضًا: يجب إخبار الطبيب عن أي أدوية يتم تناولها

كم تبلغ معدلات تحليل الميكروب السبحي عند الأطفال؟ 

على الرغم من أن تحليل الميكروب السبحي ليست دقيقًا من حيث الكشف عما إذا كانت الإصابة حديثة أم لا، إلا أنه يتم اللجوء إليه في البداية لمعرفة وجوده من عدمه عن طريق معرفة نسب الأجسام المضادة في الجسم، فإذا كانت نسبة التحليل 200 أو أقل فذلك يدل على عدم الإصابة، أما إذا تجاوزتها وأصبحت 300 فإن هذا يدل على الإصابة بالميكروب. 

أما في حالة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن الخمس سنوات يجب ألا تزداد نسبة التحليل لديهم عن مائة، فإذا تجاوزتها كان مؤشرًا على الإصابة، وهنا يلجأ الطبيب لإجراء التحاليل التشخيصية للتعرف على إذا ما كانت هذه الإصابة قديمة أم حديثة.

كيفية علاج الميكروب السبحي طبيًّا

حينما يتأكد الطبيب من إصابة المريض بالميكروب السبحي من خلال التحاليل التي ذكرناها فإنه يصف بعض العقاقير المناسبة له، والتي تكون في الغالب مضادات حيوية ومراهم لعلاج الطفح الجلدي إن وُجد، وهنا يجب التنويه أنه يلزم تناول الأدوية المخصصة من قبل الطبيب حتى انتهاء دورة العلاج؛ لأن إيقافها يعرض المريض إلى الانتكاسة من جديد وتعاوده الأعراض.

ومن أكثر الأدوية المستخدمة في علاج الميكروب الأموكسيلين والبنسلين، وإذا كان المريض يعاني من حساسية المواد المكونة للأدوية السابقة يصف له الطبيب الأزيثروميسين. 

كيفية علاج الميكروب السبحي منزليًّا

هناك بعض الأمور التي يجب القيام بها في المنزل لتهدئة الأعراض المصاحبة للإصابة بالميكروب السبحي، ومن أهمها تناول خل التفاح والعسل؛ ليساعدا على قتل البكتيريا الموجودة في الحلق، وهناك طريقة أخرى لتعقيم الحلق، وهي إضافة نصف ملعقة ملح إلى كوب من الماء والغرغرة، بالإضافة إلي ضرورة تناول السوائل الدافئة والأعشاب التي تقلل من الالتهاب، وهي:

الزنجبيل 

يحارب الزنجبيل البكتيريا والميكروبات المتسببة في التهاب الحلق، حيث يعتبر بمثابة مضاد طبيعي للالتهابات من الجذور. 

النعناع

الميكروب السبحي
الميكروب السبحي

يعتبر النعناع من المسكنات الطبيعية التي يجب تناولها في حال المعاناة من آلام الحلق، حيث يحتوي على نسبة كبيرة من البوليفينول، وهو مضاد للأكسدة يعمل على تسكين الألم وتقليل الالتهابات، كما أنه غني بمركب المنثول الذي يهدئ ويبرّد منطقة الالتهابات، بالإضافة إلي اشتماله على الخصائص المضادة للبكتيريا، والتي تعالج التهابات الميكروب السبحي بشكل خاص. 

العرقسوس

يحتوي العرقسوس على مركب الجلسرهيزين الذي يقلل من السعال والتهابات الحلق؛ نظرًا لتمتعه بالخصائص المضادة للفيروسات والميكروبات والالتهابات الناجمة عنهم، فيمكن تناول العرقسوس أو استخدام شاي العرقسوس الدافئ في الغرغرة للحد من التهابات الحلق. 

الشاي الأخضر

من المعروف أن الشاي الأخضر مفيد في تسكين الآلام والحد من التهابات الحلق وتقوية المناعة؛ بسبب احتوائه على مضادات الأكسدة التي تتمتع بخصائص مضادة للفيروسات والبكتيريا، ويمكن استخدام الشاي الأخضر البارد في الغرغرة، حيث أثبتت الدراسات أن تناول الشاي الأخضر كل ست ساعات خلال 24 ساعة له دور في تقليل التهابات الحلق. 

العسل والليمون

يحتوي العسل الخام على كمية كبيرة من مضادات الأكسدة التي تقلل الالتهابات وتقوي الجهاز المناعي وتقضي على الميكروب السبحي، أما الليمون فيحتوي على فيتامين سي الذي يعزز الجهاز المناعي ويحافظ على صحة خلايا الجسم من الإصابة بالميكروبات؛ لذا فإن مزجهما معًا يحسن من الأعراض بشكل كبير. 

الكركم 

يتميز الكركم باشتماله على مركب الكركمين الذي يحد من التهابات الحلق ويقوي مناعة الجسم، كما يعمل على تسكين آلام الحلق والجسم والوقاية من الإصابة بالعدوى. 

البابونج

يرطب شاي البابونج الحلق ويعالج بحة الصوت وآلام الحلق ويخفف السعال؛ بسبب احتوائه على خصائص مضادة للأكسدة وخصائص مضادة للالتهاب، والتي بدورها تقلل الاحمرار والتورم. 

تختلف أعراض الميكروب السبحي من شخص لآخر وفقًا لدرجة الإصابة، ولكن يمكن التخلص من هذه الأعراض من خلال تناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب المختص، وكذلك تناول الأعشاب التي ذكرناها أعلاه؛ حتى لا يزداد الأمر سوءًا وتحدث المضاعفات التي تهدد حياة المريض. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى