إذا كنت قد انتهيت للتو من تناول الطعام وشعرت بالتجشؤ وعانيت من حرقة في المعدة التي قد تكون زائرًا متكررًا غير مرحب به ومللت من كثرة الأدوية التي تتناولها لعلاجها، فأنت بالأحرى مصابًا بفتق في الحجاب الحاجز، وهذا يقودنا إلى ذكر باقي أعراض فتق الحجاب الحاجز حتى تتخذ احتياطاتك وتخضع للعلاج الفوري أو الجراحة إن لزم الأمر.
ما هو الحجاب الحاجز؟
الحجاب الحاجز عبارة عن عضلة كبيرة تفصل بين تجويف البطن وتجويف الصدر، من دورها مساهمة الإنسان على التنفس، بسبب هيكلها الطبيعي الذي يحتوي على أنسجة عضلية وضامة، غالبًا ما تقع معدتك أسفل الحجاب الحاجز، ولكن هولاء الذين يشكون دومًا وأبدًا من حدوث فتق في الحجاب الحاجز، يتخلل جزء من المعدة عبر العضلات بشكل غير سليم، وهذه الفتحة التي تندفع وتتحرك عن طريقها يطلق عليها فجوة، وأحيانًا هذا الفتق يكون صغيرًا ولا ينجم عنه أي ضرر ويستطيع الطبيب اكتشافه عند الفحص بمحض الصدفة، لعدم إمكانية الإحساس به على الإطلاق، ولكن إذا حدث وكان الفتق كبيرًا، فباستطاعته أن يسبب حرقة في المعدة وآلام في منطقة الصدر.
أعراض فتق الحجاب الحاجز
من النادر جدًا أن يتسبب الفتق الصغير في حدوث أعراض مزعجة، ولكن إذا كنت تعاني من بعض أعراض فتق الحجاب الحاجز التي سنذكرها أدناه، فغالبًا ما يكون سببها فتق كبير في الحجاب الحاجز، وعلى أية حال تشخيص الطبيب والاختبارات والأشعة السينية هي الأدق، أما بشأن الأعراض فتتضمن ما يلي:
- التجشو.
- مواجهة صعوبة بالغة في البلع.
- ألم الصدر.
- ارتجاع الطعام أو السوائل من المعدة إلى الفم.
- صعوبة عند التنفس.
- آلام في البطن.
- حرقة في المعدة.
- الشعور بطعم سيئ في الفم.
- قيء الدم.
أعراض فتق الحجاب الحاجز عند الأطفال
لا يقتصر فتق الحجاب الحاجز على الكبار فقط، ولكن من المحتمل أن يصاب الأطفال به، وقد يشعرون بآلام في منطقة البطن لا سيما أعلى السرة، وأحيانًا لا يستطيع الطفل البوح بما يعاني منه، ولكن قد تلاحظ الأم عليه بعض الأعراض كالتالي:
- ضعف واضح في تطور ونمو الطفل من الناحية الجسدية.
- تعرضه لبعض التهابات الرئة بشكل متكرر.
- سعال وأحيانًا بحة في الصوت.
- عندما يتنفس تلاحظ صفير.
- يتعرض لانتفاخات البطن دومًا، فلا يستطيع أن يأكل جيدًا.
- يتغير البراز ليتحول إلى لون غامق.
- يتجشأ كثيرًا.
أعراض تستدعي الذهاب إلى الطبيب
احصل على رعاية طبية فورية في حال كنت مصابًا بفتق في الحجاب الحاجز وظهرت عليك بعض أعراض فتق الحجاب الحاجز الأخرى التالي ذكرها، إذ قد تكون دلالة على الإصابة بالفتق المختنق وهي حالة تستدعي الحالات الطبية الطارئة:
- التقيؤ.
- آلام حادة في صدرك أو بطنك.
- اضطراب المعدة بشكل متزامن.
- عدم التبرز أو إطلاق الغازات.
ما هي الأعراض التي تزيد الوضع سوءًا؟
الذي يزيد الوضع سوءًا وتتفاقم أعراض فتق الحجاب الحاجز لا سيما بعد الطعام هي الأمور الآتية:
- ارتجاع الحمض: بعد تناول الطعام، قد يحدث حالة طبية مزعجة وهي الارتجاع الحمضي ناحية الحلق، وفي حال استنشاقه، فقد ينجم عنه سعال أو التهابات في الرئة أو الإصابة بالربو.
- وضعية الجسم: إذا كنت مستلقيًا على أحد الجانبين، فقد تزداد أعراض فتق الحجاب الحاجز، وسرعان ما تتلاشى بمجرد الجلوس أو المشي.
- حدوث ارتداد أسفل المريء: وينتج عن هذه الحالة ردود فعل عصبية تؤدي في الأخير إلى السعال أو حدوث تشنجات في الرئة.
تشخيص فتق الحجاب الحاجز
بعد سرد المريض أعراض فتق الحجاب الحاجز التي تنتابه، يقوم الطبيب بعمل بعض الفحوصات الطبية حتى يتمكن من التشخيص السليم للحالة، وتشمل ما يلي:
- ابتلاع الباريوم: يتم شرب سائل خاص ومن ثم يتم إجراء أشعة سينية تبين مدى الفتق الطارئ على الحجاب الحاجز وما إذا سبب أي مضاعفات خطيرة في المعدة كالتوائها، من خلال هذا الفحص يتمكن الطبيب إلقاء نظرة فاحصة على المرئ أو المعدة، كما أن هذا الإجراء الطبي يسهم في اكتشاف أي مشاكل أو اضطرابات أخرى كوجود أورام أو قرحة.
- قياس ضغط المريء: يقوم الطبيب بوضع أنبوب في الحلق ليتمكن من قياس قوة المريء وفحص الضغط في المريء عند البلع.
- التنظير: يستخدم الطبيب أنبوبًا طويلًا ورفيعًا تشتهر باسم المنظار الداخلي، يتم وضعها في الحلق للمساهمة في فحص الجزء الداخلي في أعلى الجهاز الهضمي.
- اختبار درجة الحموضة: يسمى أيضًا هذا الفحص باسم اختبار الأس الهيدروجيني، ويهدف إلى قياس مستويات الحمض في المريء.
- فحص تفريغ المعدة: يهدف هذا الاختبار إلى التعرف على كيفية خروج الطعام من المعدة، ويلجأ إليه الأشخاص المصابين بفتق الحجاب الحاجز ويعانون بشكل متكرر من التقيؤ والغثيان.
علاج فتق الحجاب الحاجز
بعدما تعرفت على أعراض فتق الحجاب الحاجز وكيفية التأكد من الإصابة به وإلى خطورته وأي مدى يمتد هذا الفتق، لا بد من اتباع الإجراءات اللازمة لبدء رحلة العلاج والتي تختلف وفقًا لحالة المريض، وتتضمن ما يلي:
تغييرات نمط الحياة
لا تقلق بشأن أعراض فتق الحجاب الحاجز أو ارتداد الحمض التي تزعجك كثيرًا، إذ يمكن لبعض التغييرات في نمط حياتك أن تفعل الكثير في تحسين صحتك والسيطرة على الوضع، بما في ذلك:
- إياك وممارسة أي مجهود بدني بعد تناول الوجبات مباشرة أو الاستلقاء إلا بعد مرور حوالي 3 ساعات على الأقل.
- الابتعاد عن المأكولات الحمضية كالبرتقال وصلصة الطماطم.
- اتباع نمط غذائي صحي يتضمن بعض الأطعمة المهروسة واللينة إذا خضعت لجراحة فتق الحجاب الحاجز.
- حاول التقليل من استهلاك المأكولات المقلية والدهنية والكحوليات والكافيين.
- تقسيم الوجبات على مدار اليوم ويفضل أن تكون أربع أو خمس وجبات صغيرة، بالإضافة إلى تناول الطعام ببطء.
- الإقلاع عن التدخين إذا كنت تدخن باعتباره من الأسباب الرئيسة للحموضة الشديدة.
- عدم ارتداء أي ملابس ضيقة تضغط على البطن.
- خسارة الوزن الزائد.
أدوية علاج فتق الحجاب الحاجز
الكثيرين لا يمكنهم ملاحظة أعراض فتق الحجاب الحاجز، ولا تحتاج إلى حالتهم إلى أي أدوية، ولكن في حال كان المريض يتعرض لارتجاع المريء، فقد يوصي طبيبك باستهلاك بعض الأدوية التي تقلل من حدة الأعراض، وتشمل ما يلي:
- مثبطات مضخة البروتون حتى يمكن التحكم في المعدة والخد من إفراز المزيد من الأحماض.
- مضادات الحموضة لإضعاف حمض المعدة
اقرأ أيضًا: يجب إخبار الطبيب عن أي أدوية يتم تناولها
الجراحة
يتم التدخل الجراحي في حال كان لديك فتق المريء لتقليل فرص إصابة معدتك للخنق، أو في حال كان هناك فتق منزلق ينزف أو مختنقًا، يتم اللجوء إلى الجراحة لتقوية وتحريك معدتك، وفي هذا الشأن تعد طريقة تنظير البطن هي أكثر جراحات فتق الحجاب الحاجز المستخدمة، إذ يتم عمل أكثر من جرح صغير من 5 إلى 10 ملليمترات في البطن، ومن ثم وضع منظار البطن عن طريق الجروح أو الشقوق التي تم عملها من قبل، ومن ثم يستطيع الطبيب رؤية ما بداخل الجسم عن طريق الصور، هذه العملية الجراحية تعد تقليدية ولا تسبب أي عدوى أو تندب، وربما يستطيع المريض العودة إلى أنشطته اليومية في غضون أسبوعين.
ختامًا… بعد ما اتضحت الأمور أمامك بشأن أعراض فتق الحجاب الحاجز، إذا تعرضت لأي عرض من السابق ذكره، لا تتغافل عن الأمر وقم بزيارة أقرب طبيب للفحص والتشخيص السليم لعدم تفاقم الأمور.