ثقافة ومعرفة

ثورة المصريين ضد المماليك

‌تمتلك مصر تاريخ حافلاً وكبير ممتلئ بالمعارك والثورات التي خاضوها المصريين ضد المحتلين لتحرير الوطن وجعله مستقل، وبنى المصريين أعظم حضارة مصرية عربية ويتمثل ذلك في الإنجازات التي قدموها المصريين ومدى بسالتهم في الدفاع عن وطنهم حتى لو كلف ذلك التضحية بأنفسهم، وخاض المصريين الكثير من المعارك ضد المماليك احتجاجا عليهم ورغبة منهم في محاربة طغيان المماليك، ولذلك في هذا المقال سوف نتناول أعظم الثورات التي تعبر عن إرادة وقوة المصريين وشجاعتهم وهي ثورة المصريين ضد المماليك.

ثورة المصريين ضد المماليك
ثورة المصريين ضد المماليك

‌ثورة المصريين ضد المماليك

خاض المصريين أول معاركهم في العصر الحديث ضد المماليك احتجاجاً على طغيانهم وسميت تلك الثورة باسم (انتفاضة شعبية) ويرجع سبب تسمية ذلك الاسم إن هذه الثورة كانت تضم كافة فئات المجتمع المصري من شيوخ الأزهر، وكان على رأسهم الشيخ الشرقاوي وكان يهتفون المصريين محتجين على ظلم المماليك على الشعب المصري ونتيجة قيام الحاكم مراد بك وابنه إبراهيم بك بزيادة الضرائب والجباية بالإضافة إلى استيلائهم على خارجات الأوقاف، وانتهت هذه الثورة بفوز المصريين على المماليك وأجبر فيها الحاكمين الفعليين على مصر (مراد وإبراهيم بك) على توقيع اتفاقية لتلبية كافة مطالب الشعب، بالإضافة إلى إلغاء قوانين الضرائب الإضافية التي فرض على مصر، والتعهد بعدم المساس بخريجات التي تخص الأوقاف ومشايخ الأزهر.

اقرأ أيضًا: العز بن عبدالسلام.. سلطان العلماء الذي باع أمراء المماليك

‌الحملة الفرنسية على مصر 1798

ثورة المصريين ضد المماليك
ثورة المصريين ضد المماليك

بدأ الاحتلال الفرنسي على مصر عند قدوم الحملة الفرنسية الإسكندرية عام 1798 وأحدث الغزو الفرنسي لمصر إلى حدوث ثورتين إحداهما في الإسكندرية والأخرى في القاهرة، وكانت هناك مقاومة كبير جداً بين المماليك والمصريين للتصدي للغزو الفرنسي الذي حدث في دلتا الصعيد بجلاء الفرنسيين من مصر، وظهرت هناك الكثير من الالتحامات بين المصريين وفرنسيين وبدأت تعود مصر تحت ولاية الحاكم العثماني، ولم ينتهي الاحتلال الفرنسي على مصر حتى عام 1801.

أحوال مصر بعد خروج الغزو الفرنسي منها عام 1801

تحررت مصر من الغزو الفرنسي في عام 1801 ولكن بعد خروج الغزو الفرنسي من مصر لم تهدأ الأوضاع وبدأت تحدث التحامات متعددة بين المصريين والحاكم العثماني والمماليك وبدأت تحدث انقلابات كثيرة في هذا الوقت ففي خلال أربعة سنوات تقلد حكم مصر خمس باشاوات عثمانيين، وفي عام 1805 حدث الثورة الشعبية الكبرى بقيادة القائد عمر مكرم وانتهت هذه الثورة بعزل الحاكم العثماني في ذلك الوقت وتولى محمد على حكم مصر، وكان في ذلك الوقت قائد عسكري وتولى الحكم من خلال تصديقه على مجموعة من الشروط التي تم وضعها من قبل المصريين ولكن لم يلتزم الحاكم محمد على بهذه الشروط لذلك سارعوا المصريين بخلعه من الحكم إلا أن محمد على بدأ بصنع بعض المشكلات بين صفوف المصريين والقادة عن طريق التشكيك في نياتهم وأنهم لا يسعون إلا لنهب خيرات مصر وبدأ يعاقب القادة المصريين عن طريق إدخالهم السجن أو بنفيهم عن البلاد، واستمرر محمد على في حكم مصر لمدة أربعين سنة ويعتبر أول حاكم مصري يحكم البلاد كل هذه المدة.

الثورة العربية في مصر عام 1881

بعد انتهاء الثورة الكبرى في مصر عام 1805 واجهت مصر بعدها ثورة ضخمة جداً وهي الثورة العرابية عام 1881 وتعتبر هذه الثورة من أخطر الثورات التي واجهت مصر في ذلك الوقت؛ لأنها تضم كافة فئات المجتمع بالإضافة إلى القيادات السياسية وامتدت هذه الثورة على مدار عشر سنوات لتنتقل من عهد الخديوي إسماعيل إلى توفيق، وحققت هذه الثورة نجاحاً كبيراً من خلال تغيرها لأكبر لائحة التي كان يضمها البرلمان ( مجلس الشعب)في عهد الخديوي إسماعيل وكانت هذه اللائحة عبارة عن دستور لابد أن يلتزم به الشعب المصري وكان كل من يحاول  الخروج عن هذه اللائحة يتعرض للعقاب، وتعتبر الثورة العربية أول ثورة كانت فيها القادة السياسية الوطنية تقف وتأييد الشعب المصري، وبالرغم من الإنجازات التي حققتها الثورة العرابية إلى أنها تعرضت للفشل والهزيمة نتيجة تعرض مصر للغزو البريطاني الذي استمر لمدة سبعين سنة على مصر، وبدأت تحدث تغيرات كثيرة على مصر بدأت القوات البريطانية تعرض الحماية على مصر.

‌واجهت مصر في ظل الحماية البريطانية على مصر الكثير من النزاعات بدايةٌ من هزيمة الثورة العرابية وطرد كافة القادة السياسيين خارج مصر وعرض الحماية على مصر، حيث بدأت تظهر تحركات سرية في مصر تسعى إلى التخلص من الاحتلال البريطانى وكانت تواجه هذه التحركات الكثير من المقومات إلا أن هذه التحركات بدأت تشتد في أواخر القرن التاسع عشر؛ مما أدى ذلك إلى حدوث حركة وطنية كبيرة في بداية القرن العشرين وكانت تسعى  هذه الحركة إلى التخلص من الاحتلال البريطاني على مصر والقوانين التي تفرضها بشكل تام واستمرت هذه الحركة حتى عام 1919.

اقرأ أيضًا:

 ثورة سعد زغلول عام 1919

تعتبر ثورة 1919 أحد الاحتجاجات الشعبية التي حدثت في مصر وكانت تسعى إلى التخلص من الاحتلال البريطاني وحدث هذه الثورة أثناء قيام الحرب العالمية الأولى عام 1919، كانت هذه الثورة تحت قيادة سعد زغلول رئيس حزب الوفد ومجموعة من القادة السياسيين وكانت هذه الثورة تمثل غضب المصريين الكبير ضد الاحتلال البريطاني بسبب تدخله في الدولة وإعلان الأحكام العرفية عليه، كانت بداية هذه الثورة في تمام الساعة السابعة صباحاً في يوم 9 مارس حيث قام عدد كبير من المتظاهرين بالاحتجاج في كافة المدن الخاصة بمصر وبدأت القوات البريطانية بالفض بين المتظاهرين عن طريق إطلاق الرصاص عليهم؛ وترتب على ذلك إصابة الكثير من المتظاهرين، تعتبر ثورة 1919 أكبر انتفاضة شعبية في تاريخ مصر لأنها ولأول مرة كانت النساء تشارك في المظاهرات، بالإضافة إلى نجاحها في تحقيق كافة مطالبهم وهو الإفراج على رئيس حزب الوفد وأصدقائه والسماح للمصريين بالسفر، وحصلت مصر على استقلال التام في  عام 1922 ووضع دستور لأول مرة مبني على مطالب الشعب بالرغم من أنه يحتوي على الكثير من البنود التي لم تكن في صالحهم إلا أنه أيضا يحتوي على بعض البنود الإيجابية.

الفوائد والمزايا التي حققتها ثورة 1919

‌حققت ثورة عام 1919 لمصر الكثير من المزايا وتمثلت هذه المميزات في:

  • نجحت في تحقيق مطالبها بالإفراج عن سعد زغلول وزملائه.
  • أول ثورة قومية تضم كافة فئات الشعب المصري من مسلم ومسيحي.
  • أول ثورة تشارك فيها النساء.
  • أول ثورة تسعى لتحقيق الاستقلال التام لمصر.
  • أول ثورة تحدث في مصر الحديثة التي كانت تعتمد على النظام القومي وليس الديني.
  • لأول مرة يتم طرح فكرة الاستقلال التام لمصر في ثورة 1919.
  • كان الشعب المصري يسعى إلى تكوين وحدة إسلامية مرتبطة مع الدولة العثمانية لذلك كانوا لا يسعون إلى الاستقلال عنها.
  • تعتبر ثورة 1919 أول ثورة قومية في تاريخ مصر الحديث.

ومن هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا عن ثورة المصريين ضد المماليك ونرجو أن نكون قد وفقنا في تقديم كافة المعلومات والتفاصيل المتعلقة بتاريخ مصر والبطولات التي قدمها شعبها للدفاع عنها، وأيضا ساعدناكم في التعرف على كافة الانتفاضات الشعبية التي قام بها الشعب المصري لمحاولة استقلال مصر.

اقرأ أيضًا:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى