عجائب

«وهج الملائكة».. اللغز الذي داوى جنود الحرب الأهلية دون طبيب

منذ سنوات طويلة، وتحديدا في عام 1862، إبان الحرب الأهلية في الولايات المتحدة الأمريكية،التي خلفت وراءها آلاف الجنود القتلى والمصابين، منهم من واجه ظاهرة شديدة الغرابة، تسببت في علاجه دون أي تدخل طبي يذكر، أطلق عليها «وهج الملائكة»!

علاج تلقائي غامض

فبعد مرور يومين فقط على معركة شيلوه، والتي وقعت في أبريل من عام 1862، لاحظ الأطباء الذين وصلوا إلى أرض الميدان متأخرين، أن جروح بعض الجنود المصابة قد اتخذت لونا أزرق يميل للأخضر.

أما الأغرب من ذلك، فهو أن جروح هؤلاء الجنود، قد شفيت لاحقا بصورة أسرع من جروح الجنود الأخرى، التي لم تتلون بتلك الصبغة المثيرة للجدل، والتي أطلق عليها الجنود حينئذ لقب «وهج الملائكة»!

تجربة علمية

مرت سنوات طويلة على تلك الحرب، بما حملت من ظاهرة علاجية غريبة لم يفهم سرها أحد، حتى جاء عام 2001، حين قام طالبان مراهقان، بيل مارتن وجون كيرتس، بتحليل الأمر بصورة علمية، خلال مؤتمر علمي بالولايات المتحدة.

إذ كان بيل ابن الـ17 عاما، يزور المنطقة التي شهدت معركة شيلوه، عندما سمع أحد الحاضرين يتحدث عن الوهج الأزرق الغامض، الذي عالج الجنود في تلك الحرب، دون حاجة للأطباء تماما، ما ذكره بالبكتيريا الضيائية التي كانت والدته عالمة الأحياء تفحصها منذ فترة قصيرة.

لذا عاد الشاب الصغير ليستفسر من والدته عن سر ذلك الوهج، قبل أن يبدأ هو وصديقه جون، بإجراء التجارب العلمية لكشف ذلك اللغز، بعد نصيحة الأم له بالقيام بذلك، حتى توصل للسر.

كشف لغز الوهج

بعد الربط بين وهج الملائكة الشافي الذي أصاب الجنود قديما فعالجهم، وبين البكتيريا العجيبة التي رآها بيل وهي تضيء في الظلام، توصل الطالبان إلى أن تلك البكتيريا لا يمكنها أن تعيش بداخل جسم يتمتع بدرجات حرارة طبيعية.

ما أكد للطالبين أنهما يسيرا في الاتجاه الصحيح، باعتبار أن الجنود كانوا يعانون من إصابات شديدة، وإهمال طبي استمر لعدة أيام قبل وصول الأطباء، ما يعني وجود احتمالية كبرى لمعاناة أجسادهم من درجات حرارة غير طبيعية.

لذا ففي ظل وقوع المعركة الشهيرة مع بدايات شهر أبريل البارد طقسا، ومع تعرض إصابات الجنود للأوساخ والشظايا، يتأكد لدى الطالبين ظنهما، باعتبار أن كل تلك المعطيات تشير لسهولة اقتحام البكتيريا الضيائية لأجسام الجنود، بل لنموها بداخلهم.

ما أدى في غضون أيام بسيطة لشفاء هؤلاء الجنود، بصورة رآها الجميع إعجازية، بينما تفسيرها العلمي بسيط، أوضحه الطالبين بأنه يعود لتأثير تلك البكتيريا، التي تتسم بخصائص مضادة لأنواع البكتيريا الضارة الأخرى.

من هنا، حصل كل من بيل مارتن، وجون كيرتس، على المركز الأول في مسابقة «أنتل الدولية للعلوم والهندسة» عام 2001، بعد أن كشفا سر وهج الملائكة أخيرا، وبعد مرور 140 عاما على ظهوره الأول على جنود معركة شيلوه!

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى