ملهمات

لينلي.. طفلة وُلدت مرتين!

ذهبت الأم لإجراء كشف طبي معتاد، للتأكد من سير عملية الحمل بسلام، والاطمئنان على صحة الجنين، ليفاجئها الطبيب حينئذ بمشكلة كبرى، تتطلب حدوث معجزة طبية.. إنها قصة الطفلة المعجزة لينلي التي ولدت مرتين.

مشكلة خطيرة

ففي إحدى الليالي الباردة، ذهبت الزوجة والوالدة للطفلين مارجريت بويمر، إلى طبيبها الخاص، لإجراء كشف بالسونار أملا في الاطمئنان على حالة جنينها، بعد مرور نحو 16 أسبوعا من الحمل.

حينها أوضحت الأشعة وجود أمر خاطئ بحالة الطفلة المنتظرة، إذ أشارت إلى أنها تعاني مما يطلق عليه «الورم المسخي»، ما ترك الأم في حالة من الحزن والحيرة والارتباك، بعد معرفتها بأنه ورم نادر، يتعرض جنين من كل 35 ألف جنين آخر إلى الإصابة به.

يقول الطبيب داريل كاس: «أحيانا ما يمكن الانتظار على مثل تلك الأورام، حتى يخرج الجنين من بطن أمه، ويعالج الأمر بهدوء، إلا أنه في أحيان أخرى، يضر ذلك الورم بتدفق الدم للجنين، ما يعني وجوب التدخل السريع لإنقاذ الموقف»!

ويضيف الطبيب: «يسعى ذلك الورم للنمو من خلال مص الدماء المتدفق للجنين، فيما يسعى الجنين للنمو هو الآخر، لذا يتحول الأمر فيما بينهما إلى صراع قوي، ينتهي أحيانا بانتصار الورم، وإصابة القلب بالفشل، ووفاة الجنين للأسف».

لذا فمع مرور الأيام، وتدهور حالة الطفلة المنتظرة بأحشاء مارجريت، نصح عدد من الأطباء الأم الملكومة بإجهاض الحمل، ما لم توافق عليه تماما، بل ودفعها إلى الموافقة على الاقتراح الأصعب، ليكون أملها الأخير في بقاء فرص ابنتها في الحياة.

تقول مارجريت: «تتضاءل فرص ابنتي في الولادة الطبيعية يوما بعد الاخر، لذا قررت أن أمنحها فرصة يراها الأطباء أخيرة، من خلال جراحة دقيقة، هي بحق الأغرب على الإطلاق»!

معجزة طبية

لم يكن قد مر على حمل مارجريت، إلا ما يزيد على 23 أسبوعا بقليل، بينما كان العلاج الوحيد لهذا الموقف الصعب، هو إخراج الطفلة من أحشاء والدتها لإجراء الجراحة الخاصة بإزالة الورم، الذي صار في ذلك الوقت، يفوق الجنين الصغير حجما!

خمس ساعات هي المدة التي استغرقتها تلك العملية الطبية الفريدة من نوعها، والتي أجراها الطبيب داريل وفريقه المميز، من خلال إخراج الجنين من رحم الأم، لتخليصه من الورم الضخم، الذي كاد يقضي على حياته، قبل أن تبدأ حتى!

يقول الطبيب: «خلال الجراحة، تعرض القلب لمشكلة خطيرة، وصلت به إلى التوقف تماما في بعض اللحظات، ولكن القدر كان رحيما بالطفلة ووالدتها في نهاية الأمر»، ليتمكن الفريق الطبي أخيرا من إزالة الورم، ومن ثم إرجاع الجنين إلى رحم الأم، في معجزة طبية لم تحدث بهذا الشكل من قبل!

أمر يستحق التضحية

بينما نجح الأطباء في إجراء تلك العملية المثيرة، توجب على الأم الانتظار من جديد، بعد عودة الجنين إلى الرحم مرة أخرى، حيث انتظرت لمدة 12 أسبوعا من الألم قبل أن يحين موعد الولادة.

تقول الأم: «لم تكن ولادة طفلتي «لينلي» بسلام، هي نهاية المطاف، حيث أكد الأطباء على وجود فتات من الورم، التي لم يكن الوصول إليها ممكنا في المرة السابقة، والتي يجب إزالتها فورا، حتى لا ينمو الورم من جديد».

لذا فبعد ولادة لينلي بـ 8 أيام فقط، تعرضت الرضيعة الصغيرة لعملية أخرى، من أجل التخلص بنجاح من هذا الورم، وللمرة الأخيرة.

شفيت لينلي من أزمتها الصحية التي بدأت مبكرا، وتؤكد الأم في النهاية أن وجود لينلي بصحة جيدة يستحق كل ما رأته من تعب نفسي، وعناء صحي، طوال فترة الحمل والولادة، وبما شهدت من معجزات!

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى