شائع

الحقيقة وراء «طفلتين نوبيتين على ظهر تمساح»!

في وقت نلمح فيه أحيانا صور مثيرة لأطفال يركبون الأحصنة دون خوف، وصور أخرى طريفة لصغار يسعون لامتطاء الكلاب أو القطط دون أمل، فوجئ الكثيرون بصورة شديدة الاختلاف، تكشف عن وقوف طفلتين نوبيتين على ظهر تمساح ضخم في المياه، في لقطة أثارت استغراب الجميع، فما سر تلك الصورة المروعة إذن؟

طفلتا النوبة

كالعادة يأتي انتشار الصور والمنشورات عبر موقع التواصل الاجتماعي الأشهر «فيسبوك»، والذي أذهلنا تلك المرة بتلك اللقطة المخيفة، التي تكشف عن قيام طفلتين بالوقوف على ظهر تمساح ببساطة شديدة.

حيث أكدت المنشورات الكاشفة عن تلك الصورة، أنه تم التقاطها على ضفاف نهر النيل، بمنطقة النوبة، أقصى جنوب جمهورية مصر العربية، وهي الصورة التي تمت مناقشة حيثياتها في بعض المنشورات من زاويتين، أحدهما تزينه كلمات الإشادة من واقع شجاعة الطفلتين الصغيرتين، وذلك مع الثبات الشديد الواضح عليهما بالصورة.

بينما تمت مناقشتها من زاوية أخرى أكثر طرافة في بعض المنشورات، التي أكدت على صعوبة تعرض مصر لأي اعتداء كان، في ظل تلك الشجاعة والجرأة التي لا يتمتع بها الكبار فحسب، بل تتسم بها على ما يبدو الفتيات الصغيرات أيضا.

الحقيقة

يبدو أن الحقيقة وراء تلك الصورة، ستكون شديدة الاحباط بالنسبة لهؤلاء ممن أعجبوا بالشجاعة الواضحة لأطفال النوبة في تلك اللقطة الشائعة.

فبالرغم من أن الصورة لم تتعرض لأي تعديلات متوقعة من برنامج الفوتوشوب أو ما شابهه، وبالرغم كذلك من أن التمساح الظاهر باللقطة، هو تمساح حقيقي وليس جمادا أو دمية شبيهة به، إلا أن الحقيقة تختلف كثيرا عما ورد بالمنشورات المنتشرة مؤخرا.

إذ أكد عدد من شهود العيان، الذين كانوا متواجدون أثناء التقاط الصورة المثيرة للجدل، أن التمساح القابع تحت أقدام الفتاتين الصغيرتين، هو تمساح ميت من فترة ليست بالقصيرة تماما.

كما اتضح أيضا أن تلك الصورة وإن تم التقاطها بمنطقة النوبة، فإنها لم تكن في مصر أو لطفلتين من أسوان أو الأقصر كما ظن الكثيرون، بل إنها صورت في شمال دولة السودان العربية، وبداخل مياه بحيرة سد مروى، ليتبين في النهاية، أن الخبر لا يبرز شجاعة وجرأة طفلتين، بقدر ما يكشف عن كذب وادعاء صانعي الخبر نفسه!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى