قليلون من يعلمون باحتواء أرض المملكة العربية السعودية، على تواجد مميز لبعض المواقع الأثرية، التي يتجاوز عددها نحو 40 موقعا، والتي تسطع من بينها منطقة مدائن صالح بشكلها المذهل، ما دفع البعض إلى تلقيبها بأهرامات السعودية!
موقع أثري غامض
بينما تتميز تلك المنطقة الساحرة، بدرجة رفيعة من المعمار، أشار إليه الخبراء بأنه يعد سببا كافيا لوضعها ضمن عجائب الدنيا، تحاط منطقة مدائن صالح ببعض الغموض الذي لا يمكن تجاهله.
إذ تثار الكثير من علامات الاستفهام عن تلك المنطقة الواقعة بمحافظة العلا، والتي تتبع المدينة المنورة، وذلك من ناحية أصل ذلك الموقع، الذي اختلف عليه الخبراء قليلا، حيث يؤكد البعض أنه المكان الذي شهد تواجد قوم ثمود، فيما يرى آخرون عدم صدق تلك الرواية بالشكل المؤكد.
وهو خلاف واضح، لكنه لا يكشف إلا عن اتفاق أكيد من جانب كل من زار تلك المنطقة، على روعتها وسحر موقعها، الذي اعتبر حلقة الوصل قديما، بين قارتي آسيا وأوروبا، ما جعل منطقة مدائن صالح شاهدة على معاملات تجارية عدة، منحت ذلك الطريق الواقع في وسطها لقب طريق التوابل، عن جدارة واستحقاق، ومنذ قديم الأزل.
آثار قديمة وإبداع بلا حدود
عند زيارة تلك المنطقة، تكتشف أن النقوش الموجودة بآثار تلك المنطقة، مكتوبة باللغة الآرامية القديمة، التي كانت السبيل الوحيد للتعامل قديما بين الجميع في الشرق الأوسط.
وهي الآثار المثيرة شكلا، والتي تعبر عن مدافن غير تقليدية، نقشت عليها بحرفية مذهلة، أسماء أناس تواجدوا بهذا الزمان، وقوانين للتعامل فيما بينهم حينها، علاوة على الوظائف التي كانوا يشغلونها، والتي تختلف بطبيعة الحال، وبصورة جذرية، عن المهن المنتشرة في عصرنا الحالي.
وبشكل عام، يلاحظ تنوع أشكال القبور الموجودة بمدائن صالح، فبداية من قصر الصانع، ومرورا بقصر البنت، ووصولا في النهاية إلى قصر الفريد، تحظى كل مقبرة بشكلها الخاص، الذي يميزها عن غيرها.
الأمر الذي يكشف عن تجاوز عدد المدافن المنحوتة بإبداع مثير للجدل في مدائن صالح نحو 131 مقبرة، تقف باعتدال وسط الرمال الصفراء الساحرة، لتعطي مثالا حيا للتفوق المعماري الذي شهدته تلك البلاد، منذ سنوات وسنوات.