ثقافة ومعرفة

وجه بشري أم سراب؟.. وجه المريخ الغامض الذي أشعل نظريات المؤامرة

هل تعتقد بوجود حياة في كواكب أخرى؟ سؤال تقليدي، أليس كذلك؟ ماذا عن شيء غير تقليدي، كشفته ناسا على سطح المريخ؟

ففي عام 1976، وفقا لوكالة ناسا، أرسلت المركبة الفضائية «فايكنج 1» لتحلق حول المريخ، بهدف التقاط بعض الصور لدراستها وللبحث عن أماكن صالحة للهبوط؛ تمهيدا لوصول المسبار التالي «فايكنج 2» والذي كان مقررا له الهبوط على سطح هذا الكوكب.

«فايكينج 1» كانت أوّل مركبة فضائية أرسلت إلى المريخ، كجزء من برنامج «فايكينج» لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا، وقد سجل المهمة الأطول على سطح المريخ، والتي استغرقت 6 سنوات و116 يوم (من الإنزال حتى إنهاء المهمّة) بحساب التوقيت على كوكب الأرض.

الوجه

وفي مفاجأة مذهلة أظهرت إحدى هذه الصور التي تم التقاطها المشهد (أعلاه)، والذي يظهر وجها بشريا متحجرا غمرته الرمال منذ زمن بعيد.

تداول الباحثون الصور بشغف وأمل، ومنت الحكومة الأمريكية نفسها والداعمين لميزانية ناسا الأماني، بأن يكون الأمر صحيحا وأن يكون هناك ثمة حياة ذكية على المريخ، أو حياة سابقة، ولكن سرعان ما نشرت ناسا الصورة في وسائل الإعلام، مع شرح مرفق بها يثبت أن الوجه المزعوم ما هو إلا كتلة من الصخر تشبه الرأس البشري، وأن الظلال المحيطة توحي بوجود أنف وفم.

وجه بشري أم سراب؟.. وجه المريخ الغامض الذي أشعل نظريات المؤامرة

وسرعان أيضا ما توجهت الشكوك والاتهامات لناسا بأنها تخفي هذه الحقيقة، من قبل أصحاب نظرية المؤامرة، والمتبنين لفكرة وجود حياة أخرى بعيدا عن سطح الأرض، فأرسلت ناسا المستقصي المريخي العالمي (MGS) سنة 1997، وفي سنة 1998 التقطوا صورا جديدة بدقة أكبر بعشر مرات من المرة السابقة، ولم يظهر فيها أي وجه يذكر، ثم أعادوا الكرة بعدها بثلاث سنوات من مسافة أقرب مستخدمين قياس الارتفاع الليزري المدعو «MOLA».

لكن لخيبة أمل أصحاب نظرية المؤامرة، أسفرت الصور المصحوبة بالقياسات الدقيقة بما لا يدع مجالا للشك أن الوجه المزعوم ما هو إلا هضبة مريخية حادة الأطراف، مضيفين في سخرية: «أنه قد يتسنى لنا تسلقها يوما ما»!

الكوكب الأحمر

منذ أن تطلع البشر إلى سبر أغوار الفضاء والبحث عن حيوات فيه؛ كان الكوكب الأحمر بتراكيبه وتضاريسه محط أنظار الجميع، وقد أطلق عليه بالعربية «المريخ» وهو مشتق من كلمة «أمرخ» أي ذو البقع الحمراء، فيقال ثور أَمرخ أي به بقع حمراء، وهو باللاتينية «مارس» الذي اتخذه الرومان إلها للحرب. يلقب في الوقت الحالي بالكوكب الأحمر بسبب لونه المائل إلى الحمرة بفعل نسبة غبار أكسيد الحديد الثلاثي العالية على سطحه وفي جوه.

ويعتبر المريخ الكوكب الرابع من حيث البعد عن الشمس في النظام الشمسي وهو الجار الخارجي للأرض.

لماذا المريخ

انصب اهتمام العلماء على هذا الكوكب تحديدا؛ لاعتقادهم احتواءه الماء قبل 3.8 مليار سنة، مما يجعل فرضية وجود حياة عليه متداولة نظريا — على الأقل — قبل أن يتبدد هذا الاعتقاد ويذهب — تقريبا — أدراج الرياح، بعد رحلات متعددة لمسابير ناسا الاستكشافية (مارينر) في ستينيات القرن الماضي، ربما لأنه بمجرد أن هبطت أول مركبة فضائية على هذا السطح الأحمر الصخري، بدا من الواضح للعيان ومن الوهلة الأولى أن أحدا لم يكن ليعيش في مثل هذه الأجواء.

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى