ثقافة ومعرفة

«Day Zero».. اليوم الذي تخشاه القاهرة وعواصم العالم

هل يمكنك تخيل يوم تستيقظ فيه صباحا متجها نحو صنبور المياه، فلا تجد به ولو قطرة واحدة لغسل وجهك؟ إذ يبدو أن حدوث أمر مثل هذا قد أصبح وشيكا بمدينة كيب تاون الجنوب إفريقية، والتي سيجبر فيها السكان في يوم أطلق عليه «Day Zero» أو اليوم صفر، على استخدام المياه بصورة مقننة، لم تحدث من قبل على مدار التاريخ.

اليوم صفر!

ففي ظل التغيرات الجوية الحادة التي طرأت على كيب تاون، إحدى أكبر مدن جنوب إفريقيا، والتي تسببت في تراجع نسب المياه المتاحة بسدودها، نتيجة تعرضها لجفاف وندرة بالأمطار على مدار الـ 3 سنوات الأخيرة، لجأت الحكومة المحلية إلى إلزام السكان بقرار لم يشهده العالم في عصره الحديث من قبل.

إذ أمرت الحكومة في بادئ الأمر سكان كيب تاون على وجه التحديد، بمحاولة تقنين استهلاك المياه، أملا في الحفاظ على مياه السدود التي انخفض منسوبها بشكل ملحوظ، ما يبدو وأنه لم يجد نفعا مع الشعب الذي لم ينتبه كثيرا للأمر، فأجبر الحكومة على تحديد يوم بأواخر شهر ابريل المقبل، ليشهد اتباع أسلوب جديد، يقتضي خلو الصنابير من قطرات الماء، ليضطر كل فرد إلى الذهاب لأماكن مخصصة لتوزيع المياه، لنيل حصة قليلة منها، لا تتجاوز الـ 25 لترا، في اليوم الواحد.

المثير هنا هو رد فعل سكان كيب تاون، إذ بدأوا مؤخرا في التعامل مع الموقف بصورة أكثر جدية، على الرغم من الامتعاض وبوادر الاحتجاج التي ظهرت منهم في البداية، حيث أصبح لزاما عليهم الاستسلام لهذا الأمر المؤلم والواقع، الذي دفع الكثيرون منهم إلى التأكيد على عدم ضرورة غسل الشعر، أو حتى الاستحمام! وهو ما نتج عنه إعلان الحكومة بتأجيل اليوم المنتظر لشهر يوليو، بعد انتباه السكان للأزمة، وتحسن الأمر قليلا.

ولكن هل تعد كارثة مثل تلك، بعيدة عن واقعنا العربي، أو عن دول وعواصم العالم الأخرى؟

خطر محيط بالقاهرة!

يؤكد تقرير حديث تابع للبي بي سي، أن الأزمة التي تعرضت لها مدينة كيب تاون، لا تحيط بها فحسب، بل هي شديدة القرب من دول أخرى عدة من حول العالم، حيث أشار إلى أن 11 دولة على وشك التعرض لنفس الصدمة، من بينها مصر للأسف الشديد.

إذ أوضح التقرير أن أزمة كيب تاون لا تعد إلا غيض من فيض مما ستواجهه دول مختلفة، ستواجه قريبا ذات المصير، إن لم تتوخ الحذر من الآن، من بينها بعض المدن بكل من البرازيل والهند وتركيا وحتى بريطانيا والولايات المتحدة، إلا أن التقرير قد اشتمل كذلك على العاصمة المصرية القاهرة، كرابع المدن المهددة بالتعرض لتلك الكارثة، ومشيرا إلى عام 2025، باعتباره العام الذي سيشهد التراجع المفزع للمياه بأراضيها.

في النهاية، يبدو أن خطر «Day Zero» قد أصبح قريبا من بلاد عدة، تختلف ظروفها المعيشية والاقتصادية، ولكنها تتفق جميعا من ناحية الأزمة الشرسة المحيطة بها، والتي تستوجب اهتمام الكل قبل فوات الأوان.

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هناطالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى