عجائب

«جزيرة الرعب» في المكسيك.. ما تراه ليس مجرد «دُمى»

فقط في المكسيك وبزيارة واحدة إلى جزيرة الرعب المسماة بـ«جزيرة الدمى»، يمكنك التحقق من صحة ما ستقرؤه أو تسمعه، ولكن عليك الحذر أولا وأخيرا، إذ تعددت القصص المخيفة حول الدمى وعرائس الأطفال المتحولة ليلا والسائرة نهارا، ويبقى الجدل قائمًا باستمرار حول مدى صحتها، وما إن كانت حقيقية أم مجرد قصص تهدف إلى إثارة الخيال.

جزيرة الرعب

تقع جزيرة الدمى ذات الطابع الكئيب والمخيف، أو جزيرة الرعب كما يسميها البعض، بين قنوات بحيرة «سوتيميلكو» في المكسيك إلى جهة الجنوب، من العاصمة مكسيكو سيتي، والتي ينتشر عندها عدد من البحيرات، التي لعبت دورًا هامًا بمرور التاريخ، إذ كان لها الفضل في نشوء أعظم حضارات وادي المكسيك، مثل حضارة التولتيك والأزتيك.

 وعلى الرغم من تواجد آلاف البشر حول هذه المنطقة، وعذوبة مياه البحيرة، إلا أن هؤلاء السكان لا يمتلكون الجرأة، التي تخولهم للعيش على جزيرة الدمى الغامضة، والتي أصبحت موطنًا لمئات الدمى المعلقة على الأشجار، إذ اتخذت منها مسكنًا لتكون في استقبال أي زائر، بأعينها الفارغة وأطرافها المبتورة ورؤوسها المقطوعة، مما يثير الرهبة ويُدب الرعب في نفس كل من يحاول الاقتراب منها، خاصةً عند حلول الظلام، الذي يضفي مزيدًا من الرعب والشراسة على وجوه الدمى.

أسطورة جزيرة الرعب

في جزيرة "الرعب" المكسيكية.. ما ستراه ليس مجرد "دُمى"

تقول الأسطورة المحلية إن هذه الدمى مسكونة، بروح فتاة فقيرة عُثر عليها غريقة  بجانب الجزيرة، بعد أن علقت في مياه البحيرة ولم ينقذها أحد، حيث ذكر بعض الشهود أنهم يسمعون أصوات الدمى، وهي تهمس لبعضها البعض، بل وتحرك رؤوسها أيضًا وتفتح أعينها بين الحين والآخر، بينما ذكر شهود آخرون أن الدمى قد جذبتهم، وأجبرتهم على النزول إلى الجزيرة، بمجرد رؤيتهم يمرون على متن قارب بالبحيرة.

حسنًا، من الممكن أن تكون هناك بعض المبالغات حول تلك الشهادات، التي لا يوجد عليها دليل مادي واضح، إلا أن هذا لا ينفي الغموض والرعب المحيطين بجزيرة الدمى، ليبقى السؤال الأهم الذي يطرح نفسه، كيف وصلت الدمى إلى الجزيرة واستحوذت عليها؟

ما وراء الأسطورة

تعود القصة لعقودٍ طويلة، حيث لم يسكن الجزيرة سوى غريب الأطوار جوليان سانتانا، الذي عاش في كوخه وحيدًا بعد أن هجر عائلته بأكملها، وتركهم في المدينة لسببٍ غير معلوم، ليعيش بمفرده على الجزيرة المنعزلة، عُرف الرجل في المنطقة باسم دون جوليان، وقد كثُرت حوله الأقاويل والقصص المختلفة، وازدادت التحليلات لمعرفة سبب بقائه في الجزيرة، إذ يُقال إن القصة بدأت منذ عام 1950، حينما كان جوليان شابًا يافعًا، يمتلك زوجة وأطفالا، إلى جانب وظيفة مرموقة في المدينة.

نقطة تحول

جزيرة الدمى

كان جوليان يزور الجزيرة من حين لآخر، لصلة قرابة تجمعه بأصحابها الأصليين، وذات مرة بينما كان يقف على ضفاف الجزيرة متأملًا، تعلقت عيناه بطيف فتاة صغيرة كانت عالقة في مياه البحيرة، والتي بدت كأنها تستغيث به بكل ما أوتيت من قوة، وسرعان ما قفز جوليان في البحيرة، لإنقاذ الفتاة التي تيقن أنها لا تزال على قيد الحياة، بعد أن رأى عينيها مفتوحتين تنظران بدهشة واستعطاف في آن واحد.

ولكن بعد جهود جوليان التي بذلها لم تُمسك يداه سوى بدُمية مطاطية، ذات عيونٍ زرقاء وشعر أشقر طويل، الأمر الذي كاد يفقده صوابه، خاصةً بعد أن قصَ عليه أحد المزارعين قصة الفتاة، التي غرقت في تلك البقعة من البحيرة في عشرينيات القرن الماضي، والتي لم يتم العثور على جثتها حتى وقتنا هذا.

جزيرة الدمى

جزيرة الدمى

هكذا تيقن جوليان أن هذه الدمية لم تكن سوى روح الفتاة الغارقة، مما دفعه لالتقاط الدمية من البحيرة، ليقوم بتعليقها على جذع شجرة كبير، كوسيلة للتعبير عن حزنه، واحترامًا لروح الفتاة الهائمة، ولكن القصة لم تنته عند هذا الحد.

فبعد فترة وجيزة بدأ جوليان في التحول، حيث بدا واجمًا لفتراتٍ طويلة، لا يأكل، لا يشرب، لا يتحدث إلى أي فرد من عائلته، ولم يكن منه سوى أن قام بتجميع نفايات، وبقايا الدمى القديمة الممزقة، حتى وإن اضطره الأمر للبحث بين سلال القمامة، أو مقايضة ما يملكه من ثمار مقابل بعض الدمى، ليقوم بتطريزها وشنقها أو تعليقها على غصون أشجار الجزيرة.

 يُقال إن ما فعله جوليان كان تعبيرًا عن إحساسه بالذنب، لأنه لم يكن قادرا على إنقاذ حياة الفتاة الصغيرة، مما جعل المقربين منه يظنون أن روحه سُكِنت من قبل الفتاة، وأنها تجبره بقوتها غير المرئية على جمع المزيد من الدمى، لتمتلكها أرواح الفتيات الموتى.

رحلة الغموض

أكثر الأماكن إثارة للرعب حول العالم

في عام 2001 وبعد 50 عامًا من جمع الدمى وتعليقها على الأشجار، تم العثور على جثة جوليان تطفو غارقة، وقد كانت المصادفة بأنها وُجِدَت في نفس مكان غرق الفتاة، والذي لم تُعرَف كيفية أو سبب موته حتى وقتنا هذا، مما جعل البعض يعتقدون أن روحه قد انضمت إلى الأرواح الأخرى في الجزيرة.

وبمرور الأيام والسنين، تحولت جزيرة الرعب إلى معرض كبير للدمى والعرائس، بعد أن آمن السكان المحليون بأنها مكان ساحر وجذاب، رغم جميع ما يحيط بها من غموض ورعب، مما ساهم في شهرة الجزيرة بالفعل، وجعلها تتصدر العديد من المقالات والبرامج التلفزيونية، حتى أصبحت مزارًا للسياح الذين يجلبون معهم المزيد من الدمى، وبالرغم من أن تصرف جوليان في بداية الأمر كان نقيًا وبريئا، إلا أنه توفي مخلفًا وراءه لغزًا كبيرًا، وسلسلة من التساؤلات حول «جزيرة الدمى».

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى