ملهمات

كيم بيك.. تشوهات دماغية وذاكرة حديدية!

كيم بيك هو رجل ولد بعيوب خلقية بالدماغ، إلا أن الخالق عوضه عن ذلك بصورة مذهلة، جعلته شخصا ذا شهرة واسعة، معروفا بقدراته الشبيهة بذاكرة الحاسب الآلي، حتى ظهرت سيرته الذاتية بأحد أشهر الأفلام الحاصلة على الأوسكار يوما، فما هي قصة الرجل ذو الذاكرة الحديدية؟

حالة مرضية نادرة

كيم بيك.. تشوهات دماغية وذاكرة حديدية!

في عام 1951، ولد كيم بيك ابن ولاية يوتا الأمريكية، وهو مصاب بمشكلات وتشوهات عدة بمنطقة الدماغ، حيث عانى من متلازمة FG، التي أثرت على طريقة حديثه ومظهره، وكذلك على علاقاته الاجتماعية بشكل عام.

ولكن وبينما عرفت تلك الحالة الصحية بمتلازمة الموهوب، ظهرت على كيم بوادر تمتعه بقدرات خارقة منذ الصغر، إذ لاحظت أسرته وهو لا يتجاوز العامين من عمره، أن بإمكانه تذكر الكتب التي تقرأ له مرة واحدة فقط، ليكون ذلك مقدمة لما سيكتشف لاحقا من ذاكرة حديدية يمتلكها هذا الرجل الأمريكي.

صعوبات مرحلة الطفولة

كيم بيك.. تشوهات دماغية وذاكرة حديدية!

كان لا بد لحالة صحية مثل متلازمة FG، أن تلقي بظلالها على طفولة كيم بصورة حزينة نوعا ما، إذ لم يتمكن من تعلم المشي إلا مع تجاوزه الرابعة، نتيجة ثقل وزن رأسه، كما تم طرده من المدرسة وهو في السابعة من عمره، بسبب ما أطلق عليه حينئذ سلوك لا يمكن السيطرة عليه، ظهر مع تحدثه السريع وعدم توقفه عن الكلام أحيانا.

المثير أن أسرة كيم، وعلى رأسها والده الدؤوب، لم تقنع كثيرا بنصائح الأطباء بإخضاع طفلهم الصغير لعمليات جراحية عدة لعلاجه، وأصرت على تلقيه العلم حتى ولو من المنزل، وهو ما حدث فعليا، ونتج عنه الانتهاء من الدراسة المدرسية وهو في الـ14 من عمره، بل والتحق بإحدى الوظائف الحسابية وهو لا يتجاوز الـ18، حتى تتم الاستفادة من قدراته التي لا يحتاج في وجودها إلى استعمال آلة حاسبة!

شهرة واسعة وفيلم سينما

كيم بيك.. تشوهات دماغية وذاكرة حديدية!

مع مرور السنوات، بدأت حالة كيم تأخذ منحى أكثر صعودا، حتى وصل به الأمر إلى قدرته على تذكر محتوى نحو 12 ألف كتاب كامل، مع تمكنه من قراءة تلك الكتب بسرعة متناهية، اعتمادا على طريقة هي الأغرب، تتطلب مطالعة كل صفحتين متجاورتين في نفس الوقت، واحدة باستخدام العين اليمنى والأخرى عن طريق العين اليسرى.

في ذلك الوقت، صار من البديهي أن يحصل كيم على شهرة واسعة، دفعت 5 جامعات للتقدم من أجل دراسة حالته الغريبة، الخاصة بما يملك من ذاكرة حديدية لا تصدأ، لم تمكنه من تذكر الكتب فحسب، بل وكذلك حفظ النوتات الموسيقية، والطرق والعناوين بأي دولة بالعالم.

كذلك استلهم الكاتب السينمائي، باري مورو، فكرة فيلم «رجل المطر» من خلال كيم، بعدما قابله صدفة، لينتج الفيلم بالفعل في عام 1988، ويحصد الفنان العالمي داستين هوفمان جائزة الأوسكار، عن تأديته لشخصية كيم المثيرة بأحداث الفيلم.

في النهاية، توفى كيم عن عمر يناهز الـ58 عاما، في عام 2009، ولكن بعد أن ترك لجميع من حوله مثالا يحتذى به، في مقاومة الظروف القاسية، والتقدم بلا توقف رغما عن كل شيء.

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى