ثقافة ومعرفة

العنف الأسري للأطفال كتأثير الحرب على الجنود

بينما يعاني الجنود الأمرين على الصعيد النفسي، أثناء خوض الحروب وبعدها، يؤكد الباحثون أن هذا التأثير قد يوازيه من ناحية القوة تأثير العنف الأسري على الأطفال الصغار، بعد دراسة مفزعة فاجأت الكثيرين.

دراسة صادمة

في دراسة مفاجئة، أكد خبراء من جامعة لندن، ومن مركز أنا فرويد، أن تأثير العنف الأسري على الأطفال، قد يوازي أحيانا تأثير الحروب على المشاركين فيها، مشيرين إلى أنه في كلتا الحالتين، يشعر المخ بكم التهديدات التي تحيط به، لتؤثر فيه بالسلب بطبيعة الحال، ما قد يصل بالأطفال الصغار إلى المعاناة من مرض الاكتئاب في سن مبكرة.

وقد أخضع الباحثون نحو 20 طفلا في الـ12 من عمرهم، لتصوير بالرنين المغناطيسي، لدراسة تأثير العنف الأسري الذي يتعرضون إليه على عقولهم، وذلك عبر إجراء مسح دماغي لهم، أثناء مشاهدة بعض الصور التي تحمل وجوه أشخاص غاضبين.

وكشفت نتائج البحث من اللحظة الأولى، عن نشاط ملحوظ ببعض مناطق الدماغ، والتي تعرف بأنها المسؤولة عن التصدي للتهديدات، ما يزيح الستار عن إحساس دفين ودائم بداخل عقول هؤلاء الأطفال بالقلق، وترقب ما هو أسوأ، وما يشتت ذهن الطفل ويمنعه من تحقيق أهدافه لاحقا.

وعلى الفور، قارن المتخصصون بين هذه النتائج، وبين مشاعر الجنود بعد الحروب، حيث أوضحوا أن حالة الترقب التي يعيش فيها الطفل الصغير جراء العنف الأسري الذي يشهده منزله، لا تقل عن تلك الحالة التي يعيش الجندي في ظلالها، بعد خوضه للحروب الدموية الشرسة.

تأثيرات متباينة

وبالرغم من سوء تلك النتائج التي أذهلت خبراء جامعة لندن، إلا أن الباحث بالجامعة، إيمون مكروري، ألمح من ناحيته إلى أن إجراء المزيد من الدراسات أمر حتمي، لمعرفة مدى ثبات التأثيرات السلبية لدي هؤلاء الأطفال، والتأكد من احتمالية زوالها مع مرور الوقت.

يقول إيمون: «لا أحد ينكر وجود الكثير من الأطفال الذين تعرضوا لعنف أسري، ثم مر بهم الوقت وأصبحوا شخصيات ناجحة في حياتهم، ما يتطلب المزيد من الجهد للوقوف على معيار واضح لتأثيرات هذا الأمر»، إلا أنه عاد وأكد على أن البحث المشار إليه، قد كشف للجميع الآن، ما يعانيه الطفل الصغير عند رؤية الخلافات والمشادات وهي تعصف بالأمان المفترض وجوده بالمنزل، داعيا الآباء والأمهات للتفكير مطولا، قبل إقحام أطفالهم في مثل تلك النزاعات.

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى