ملهمات

الأب الذي تحدى الزلزال 38 ساعة وفاءً بوعده لابنه

زلزال مدمر يضرب البلاد، ويسقط إحدى مدارسها التي كانت تضم بين جدرانها طلابا صغارا، ليفاجأ الآباء والأمهات بهذا المشهد المفجع، الذي وإن تسبب في إحباطهم جميعا، فإنه لم يثبط من عزيمة والد أحد التلاميذ، بعد أن تذكر وعده لابنه بألا يتخلى عنه مهما كان.

زلزال مدمر

مع نهايات عام 1988، تعرضت دولة أرمينيا، الواقعة بين غرب قارة آسيا وشرق قارة أوروبا، لزلزال عنيف بلغت قوته نحو 6.8 ريختر، أدى لوفاة وإصابة آلاف المواطنين، بعد أن تسبب في انهيار منازل ومبان وكذلك مدارس عدة، طالما فتحت أبوابها للطلاب، قبل أن تصبح مثواهم الأخير بين ليلة وضحاها.

الأمر الذي فوجئ به والد أحد الطلاب، حيث سارع بالذهاب لمدرسة طفله الصغير الذي يدعى أرماند، أملا في أن يجده على قيد الحياة، ليفاجأ بتحول المدرسة التعليمية إلى أكوام من الركام.

لا لليأس

على عكس ما قام به آباء وأمهات عدة، بالوقوف دون حراك، والبكاء إلى حد الانتحاب، لم يتردد الأب المصدوم كثيرا قبل أن يبدأ في البحث عن طفله الضائع وسط الركام، إذ تذكر حينها والدموع تسيل على وجهه، الوعد الذي قدمه لابنه من قبل، عندما قال له: «سأبقى دائما إلى جوارك، مهما كان»، لذا استمر في البحث بالرغم من سوء المشهد الذي لا ينبئ بأي انفراج.

في ذلك الوقت، انطلق الأب تجاه موقع الفصل الخاص بطفله، بالجزء الأيمن من المدرسة، ليبدأ الحفر في تلك الزاوية، غير مهتم بالنداءات التي كانت تطالبه بالتوقف عما يقوم به، فبين الحينة والأخرى، كان يذهب إليه أحد الآباء الملكومين، مطالبا إياه بالهدوء، ومؤكدا له في حزن أن الأوان قد فات، إلا أن الأب استمر في عمله.

بل إن رجال الإنقاذ أنفسهم طالبوا الأب بتوخي الحذر، ومن خطورة قيامه بالبحث بهذه الطريقة، إلا أن الأب لم يستمع إلى أحد حينها أيضا، واستمر في عمله، دون وجود أي مؤشرات تنبئ بظهور أي جديد، قبل حدوث المفاجأة.

تحقق الوعد

مر الوقت رويدا رويدا، وانقضى يوم وبدأ يوم جديد، والأب المتعب المسكين يعمل بكل همة، أملا في العثور على طفله الضائع، وبينما مرت نحو 38 ساعة من هذا البحث المؤلم، فوجئ الأب بما تخيله لوهلة كحلم بعيد، حين سمع صوت طفله الصغير من تحت الأنقاض.

حينها نادى الأب بصوت محشرج من أثر البكاء: «أرماند»، ليرد الابن ويؤكد للأب حقيقة عثوره عليه بعد هذا الجهد المضني، إذ تبين أن سقوط المبنى قد سمح للأعمدة بتكوين ما يشبه الغرفة الصغيرة جدا، التي احتمى بها أرماند ومعه بعض الأطفال الأخرين، ليكتشف الجميع أن الأب الوفي لم يساهم في إنقاذ حياة طفله فحسب، بل كذلك في إنقاذ نحو 13 طفل آخر، ليعود الأب للمنزل ومعه طفله، الذي أكد لأصدقائه وسط الأنقاض من قبل: «لا تقلقوا، أبي وعدني وسيأتي لإنقاذنا جميعا».

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى