عجائب

الرجل الذي فقد الشعور بالحزن إلى الأبد

بينما تعد السكتات الدماغية، من الأزمات الصحية ذات التأثيرات المخيفة على من يصاب بها، اختلف الأمر قليلا مع العجوز مالكولم، بعد أن تعرض الجزء الخاص بالمشاعر لديه في المخ للتلف، ليفقد الشعور بالحزن ويبقى سعيدا طوال الوقت.

الإصابة بالسكتة الدماغية

أصيب مالكولم ميات، الرجل السبعيني، بسكتة دماغية مفاجئة، فتم نقله إلى إحدى المستشفيات التي أمضى بين جدرانها نحو 19 أسبوعا متواصلا، ليخبره الأطباء بعدها أن السكتة الدماغية قد ضربت الفص الجبهي من مخه، أي الجزء المسؤول عن المشاعر.

لاحقا، شعر مالكولم ببعض التغيرات الواضحة، والتي ظهر من بينها أمور متوقعة، مثل مشكلات الذاكرة قصيرة الأمد، وأمور أخرى غير متوقعة، ولم تخطر على البال، كفقدان مشاعر الحزن طوال العمر.

سعادة دائمة

في وقت يؤكد فيه الخبراء أنه من غير المعتاد، أن تتسبب السكتات الدماغية في تغيرات تتعلق بالحالة النفسية أو المشاعر أو السلوك، جاءت تلك الظاهرة الغريبة لتضرب مالكولم، الذي يبدو أن مشاعر الحزن سوف تغيب عنه للأبد.

يقول مالكولم، السائق المتقاعد: «لا أشعر بالاكتئاب أبدا الآن، فالحزن لن يساعدني على أي حال، وأنا أفضل البقاء سعيدا طوال الوقت عن المعاناة من المشاعر السلبية الأخرى، لذا أشعر بالامتنان تجاه تلك الأزمة المفيدة، التي كان من المفترض لها أن تكون عدوي الأول، إلا أنني لم ولن أسمح بذلك».

تفسير الحالة علميا

يعلق طبيب الأمراض العصبية والاستشاري، باريش مالوترا، على الأمر قائلا: «قد تنتج عن إصابات المخ أمور عدة طبقا لكل حالة، فبينما يوجد من يفقد القدرة على تمييز المشاعر لديه، ومن يفقد الاحساس بمشاعره الخاصة حتى، نجد من يصبح أقل تأثرا بما يحدث لغيره من الناس من أشياء جيدة أو سيئة، ليصبح تلقائيا أقل تعاطفا معهم، وهي أعراض تظهر مع إصابات المخ بأنواعها، ومن بينها السكتات».

ومن جانبه، تكشف الطبيبة، كلير والتون، عن خبايا أزمة مالكولم بصورة علمية، فتقول: «عندما يصاب المرء بسكتة دماغية، تنقطع إمدادات الدم للمخ، فتموت خلاياه تلقائيا ويحدث له تلف دائم، ما تختلف نتائجه من حالة لأخرى، وفقا للمنطقة التي تعرضت للأزمة بالمخ».

حياة سعيدة

الآن، وبعد أن مرت أكثر من 10 سنوات على الإصابة التي لحقت بمالكولم، يعيش الرجل السبعيني بصحة جيدة، بل ويعمل بدوام جزئي في تحكيم مباريات كرة قدم محلية، كما تؤكد زوجته التي تصفه بالطفل العجوز: «أصبح مالكولم كالأطفال حقا، وهو أمر معد لغيره، فكلما ضحك نضحك جميعا، وكلما تعالت ضحكاته، بكينا من كثرة الضحكات الهستيرية التي تهاجمنا، لذا يشعر الجميع بافتقاده عندما يغيب عن المنزل ولو لقليل من الوقت».

في النهاية، استقرت الحالة الصحية لمالكولم، بعد عارض عجيب داهمه، كان من المفترض أن يكون عدوه الأول، كما يقول، إلا أنه صار صديقه المفضل، الذي يرفض أن يتركه حزينا، ولو حتى للحظة واحدة.

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى