شائع

ما نقل عن شكسبير ولم يقله!

«السعادة.. ألا تضع توقعات لأي شيء من أي شخص»، حكمة بليغة، كثيرا ما ترددت على مسامعنا أو رأيناها عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وكأن قائلها هو الكاتب الإنجليزي الشهير ويليام شكسبير. فهل ذكرت بالفعل على لسان عملاق الأدب يوما؟

السعادة والتوقعات

على مدار سنوات طويلة، اقترنت المقولة الشهيرة التي تدعو إلى عدم توقع الأفضل من الآخرين، أملا في تحقيق السعادة، بالأديب الإنجليزي الكبير ويليام شكسبير، حيث أشارت الكثير من المنشورات الشائعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن شكسبير قد أوضح في كتاباته بأن توقع ردود الفعل من الآخرين دائما ما يخيب الظن.

ولم تكتف المنشورات المشار إليها بذلك، بل وأضافت إلى كلمات شكسبير المزعومة، تلك المناشدات المفترض أنه قد قال فيها: «قبل أن تكتب اسمع، قبل أن تكتب فكر، قبل أن تنفق المال اكسب، قبل أن تصلي اغفر، قبل أن تجرح اشعر، قبل أن تكره حب، قبل أن تيأس حاول وقبل أن تموت عش».

فهل قال الأديب العالمي الراحل منذ بدايات القرن السابع عشر، كل هذه الكلمات شديدة التناغم والحكمة؟

الحقيقة

في وقت لا يمكننا فيه أن نتجاهل مدى العبقرية التي تمتعت بها كتابات ويليام شكسبير، والتي جعلت الكثيرون يلقبونه بأعظم كاتب باللغة الإنجليزية في التاريخ، ومع الوضع في الاعتبار كذلك الحكمة التي يمكن استلهامها من تلك الكلمات الشائعة عبر صفحات الإنترنت عن السعادة والتوقعات، يتبين أن قائلها ليس ويليام شسكبير، حيث لا توجد أي من الدلائل المؤكدة على ذكره لتلك الكلمات على الإطلاق، بل إن الجزء المتبقي من الحكمة يعود في الأصل إلى شاعر مختلف تماما.

فقد اتضح أن الكلمات التي تبدأ بـ «قبل أن تكتب»، وانتهت بـ «قبل أن تموت»، قد أخذت بعد التعديل بشكل بسيط وإلصاقها بكتابات ويليام شكسبير، من شعر قديم كتبه مؤلف يدعى ويليام آرثر وارد، وهو مؤلف أمريكي عرف عنه كتابة الأشعار الملهمة التي تدعو إلى رفع المعنويات.

المثير أن هذا الشعر تحديدا، والذي يعد قريب الشبه من الأسلوب الكتابي لآرثر وارد، يعتبر بعيدا عن الأسلوب النثري الآخر الذي اتبعه شكسبير في كتاباته، إلا أن هذا لم يدعو يوما مروجي تلك المنشورات إلى التوقف عن نشرها عبر صفحات التواصل الاجتماعي وعلى لسان أديب لم يذكرها، دون سبب واضح.

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى