ثقافة ومعرفة

ليست فيلما بل مرض نادر.. «متلازمة أليس في بلاد العجائب»

ارتبطت «أليس في بلاد العجائب» في مخيلة أغلب البشر، برواية إنجليزية قديمة للأطفال، تحولت لاحقا لأفلام ومسلسلات كرتونية وأعمال سينمائية رائعة، إلا أن قليلين هم من يدركون أن هذا الاسم يرتبط أيضا بمرض نادر، نكشف الآن عن أسراره في تلك السطور.

متلازمة أليس

يشار إلى متلازمة أليس في بلاد العجائب، باعتبارها حالة مرضية عجيبة، تعمل على تشوش وارتباك المرضى، بحيث يرى المصاب بهذا المرض الأشياء من حوله بأحجام غير حقيقية، كأن يشاهد الأشياء الصغيرة عملاقة، أو العكس، أو حتى يشعر بالأحجام وقد صارت أقرب أو أبعد عن المعتاد.

العجيب أن المعاناة من تلك الأزمة، لا تحدث من واقع مشكلة ما في العين أو البصر، أو حتى نتيجة ضلالات أو ما شابهها، ولكنها تنتج عن تغيرات في كيفية قيام العقل باستيعاب البيئة المحيطة، لذا لا نجد أن العين هي العضو الوحيد الذي يتأثر بها، بل كذلك حواس أخرى كاللمس والسمع، علما بأنه أحيانا ما يفقد المريض بمتلازمة أليس في بلاد العجائب القدرة على الشعور بالزمن، فيشعر بمرور الوقت بصورة أسرع أو أبطأ من الحقيقة.

ومع اكتشاف المرض للمرة الأولى في خمسينيات القرن الماضي، بواسطة الطبيب النفسي البريطاني، جون تود، اكتسب هذا المرض النادر اسمه الآخر وهو متلازمة تود، تيمنا باسم مكتشفه، الذي أوضح أن أعراض المصابين به تتشابه مع ما مرت به شخصية أليس، في رواية لويس كارول الشهيرة، أليس في بلاد العجائب، والتي صدرت في عام 1865.

أعراض ترتبط بالمرض

في الوقت الذي يؤكد فيه الأطباء أن متلازمة أليس في بلاد العجائب، لا تؤدي على الأغلب إلى مشكلات أكثر تطورا أو مضاعفات مخيفة، يشار إلى وجود بعض الأعراض الجانبية الأخرى التي قد تحدث عند الإصابة بها، يأتي في مقدمتها الإصابة بالصداع النصفي، إذ يرى البعض أن متلازمة أليس ما هي في الواقع إلا واحدة من أعراض الإصابة بالصداع النصفي في الرأس.

أيضا يشار إلى أن شعور الإنسان بفقدان السيطرة على عضلات جسده أو أطرافه، تعتبر واحدة من الأعراض المرتبطة بمتلازمة أليس، التي تدفع المريض أحيانا إلى الإحساس بعدم وجود الترابط المفترض بين عقله وجسمه، علاوة على الإنزعاج من الأصوات العادية حتى وإن كانت منخفضة تماما، بحيث يشعر المريض حينئذ وكأنها أصوات مرتفعة للغاية.

في النهاية، يكشف الخبراء عن عدم وجود علاج محدد لتلك الحالة الصحية، والتي يصاب بها المريض لبعض من الوقت، قبل أن تختفي وحدها لاحقا، دون أن تتسبب في أضرار كبيرة، كما كان من المتوقع أن تتسبب فيه متلازمة أليس العجيبة.

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى