شائع

هل ترش السيارات العطور على المواطنين في الصين؟

في وقت يتحدث فيه الكثيرون عن تقافة وتحضر شعوب وحكومات دول آسيا، وفي مقدمتها اليابان، جاء شيوع تلك الصورة التي يفترض أن تكشف عن قيام حكومة الصين بإطلاق العطور في الشوارع، عبر سيارات مخصصة لذلك، أملا في إسعاد أبناء دولتهم وتحسين حالتهم النفسية، فهل صدقت تلك الأقاويل؟

سيارات ترش العطور

على مدار أشهر وسنوات، انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، مقاطع وصور عدة، ترصد تقدما تكنولوجيا وحضاريا من نوع مختلف، تشهده اليابان وبعض المدن في دول أخرى بقارة آسيا العملاقة، لتكتمل تلك الصور بلقطة مثالية، تحدث ناشروها عن أنها تلخص مجهودات الحكومة في دولة الصين، من أجل إسعاد المواطنين هناك.

شهدت الصورة قيام إحدى عربات النقل في الصين، برش سائل في الشوارع، قيل أنه عطر ذو رائحة مميزة، يأمل أفراد الحكومة الصينية من خلاله في تحسين الحالة النفسية للمواطن الصيني، من أجل زيادة إنتاجيته ورضائه عن الدولة، بل ولم تكتف المنشورات المروجة للصورة بذلك، فأوضحت بأن العطر المطلق سراحه في مدن الصين، مزود بمادة دهنية فريدة، يمكنها أن تحافظ على رائحته المميزة على مدار يوم كامل.

لم تخل تلك المنشورات كذلك من تعليقات سلبية، تشير بعض منها لفارق كبير بين طريقة تعامل المسؤولين مع شعوب دول آسيا، والطريقة غير المماثلة التي يتعامل بها مسؤولي الدول في المناطق العربية مع شعوبهم، فيما تهكم البعض الآخر كاشفا عن أن الرائحة المنتشرة دائما في المناطق العربية هي رائحة دخان السجائر.

ليست عطورا

على الرغم من أن الصورة الشائعة تكشف بالفعل عن اهتمام خاص من جانب الحكومة الصينية بالحالة الصحية لشعبها، فإنه يبدو وأن ذلك لا يتم عبر إطلاق العطور كما قيل، حيث تبين أن السيارة المنتشرة صورها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ترش مياه عادية عبر مدفع عملاق أعلى السيارة، وذلك لمواجهة الضباب الدخاني المنتشر بشوارع الصين.

ويسمح المدفع الموضح بالصورة بحمل ما يزيد عن 10 أطنان من المياه، إذ يمكن لتلك الكميات الضخمة من المياه كسر جزيئات الغبار الملوثة في الجو، فقط في غضون 75 دقيقة، في إشارة إلى أن الأداة التي تطلق المياه تتكلف قيمتها نحو 800,000 يوان صيني، أي ما يعادل حو 125,000 دولار.

في النهاية، تبذل الحكومة الصينية مجهودات عدة لمواجهة أزمات التنفس التي تنتج عن تلك الأجواء الملبدة بالدخان، عبر مدافع المياه الثقيلة، التي لم تطلق العطور يوما كما أشيع.

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى