شائع

الأوقات المثالية لشرب الماء.. معلومات طبية أم خرافات؟

انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي معلومات في ثوب طبي، تؤكد أن كل توقيت يشرب فيه الإنسان الماء، يحقق له فائدة صحية مختلفة عن غيرها، فهل تندرج تلك المعلومات تحت بند الحقائق العلمية، أم أنها مجرد أوهام من وحي الخيال؟

شرب الماء في الوقت الصحيح

على مدار سنوات، قرأ معظمنا تلك المعلومات التي تؤكد أن شرب الماء على المعدة الفارغة يكسب الإنسان فوائد صحية لا حصر لها، إلا أن المنشورات المكررة الأخرى التي تفصح عن فوائد صحية مختلفة، يحصل عليها الجسم وفقا لتوقيت شرب صاحبه للمياه على مدار اليوم، تحتاج للمزيد من التدقيق.

أوضح المنشور الأخير أن توقيتات شرب المياه باختلافها ستقي الإنسان من الأمراض، وتحسن من حالته الصحية أيضا، حيث أشار إلى أن شرب كوب من المياه بعد الاستيقاظ من النوم، يساهم في تنشيط الدورة الدموية، فيما يساعد الحصول على كوب من الماء قبل تناول الطعام بنصف ساعة، على إتمام عملية الهضم بنجاح.

أيضا تطرق المنشور إلى أهمية شرب الماء قبل الاستحمام، فأوضح أن ضغط الدم في هذه الحالة سيتراجع بصورة مطمئنة، فيما أكد أن شرب كوب من المياه قبل الذهاب للنوم، قد يكون كافيا من أجل مواجهة مخاطر التعرض للأزمات القلبية والسكتات الدماغية، فما حقيقة تلك المعلومات إذا؟

الحقيقة المجردة

على الرغم من الفوائد الصحية الكبرى التي يحظى بها الإنسان مع شرب المياه، إلا أن الفوز بتلك الفوائد لن يتوقف يوما على توقيت الشرب، كما أوضح المنشور الشائع، حيث أكدت الدراسات العلمية على مدار سنوات طويلة، أن إبقاء المرء لجسده رطبا، ومقاومته للجفاف من خلال شرب كميات مناسبة من المياه، ستحميه من أزمات صحية مختلفة، بصرف النظر عن توقيت الشرب.

وعن المعلومات المدرجة بالمنشور الشائع، نجد أنه على سبيل المثال، من المستحيل أن تتأثر عملية الهضم بسبب كوب من المياه حصل عليه الإنسان قبل تناول الطعام بـ30 دقيقة، حيث تعد نصف ساعة من الوقت فترة طويلة، يصعب أن يحتفظ جسم الإنسان خلالها بالمياه كي تساعده على الهضم، علاوة على أن الطبيب برادين كو، المسؤول بمستشفى ماساتشوستس الأمريكية، أوضح من قبل لموقع بوستون الإلكتروني، أن الجسم قادر وحده على هضم الطعام، دون تدخل من المياه.

كذلك يكشف الباحث الطبي، حوديث أيري، عن كذب الادعاء الذي ألمح إلى إمكانية التحكم في ضغط الدم، عبر شرب المياه قبل الاستحمام أو في أي توقيت آخر، قائلا: «لن تساعد زيادة كميات المياه في الجسم على رفع نسب صوديوم الدم، لذا لن ينخفض ضغط الدم حينئذ، بل إن شرب المياه أحيانا يرفع من ضغط الدم لدى بعض الأشخاص على المدى القصير»، في إشارة إلى عدم ضرورة شرب المياه بنسب مبالغة.

أما فيما يخص النصيحة الأخيرة التي تضمنها المنشور، والتي أكدت على أن شرب كوب من المياه قبل الذهاب للنوم، يحمي من الأزمات القلبية، فيكفي أن نشير إلى أن الوقاية من تلك الأزمات ليست بهذه البساطة، وحتى إن تطلبت شرب المياه على مدار اليوم، فإنها لن تحدد التوقيت المثالي لذلك، ليصبح قبل الذهاب للفراش.

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى