أعمال

الإنسان في مواجهة الذكاء الاصطناعي.. رجل طردته آلة من العمل!

«لم تكن المرة الأولى التي تفشل فيها بطاقتي المميكنة في الدخول عبر جهاز المرور، وقد اعتقدت أن الوقت قد حان لاستبدالها».. بهذه الكلمات بدأ الموظف الأمريكي الشاب إبراهيم ديالو سرد قصته في مدونته الشخصية على شبكة الإنترنت، وهي قصة ذات دلالات خطيرة يجب الانتباه إليها، حيث تلقي الضوء على خطورة الاعتماد الكلي على الأنظمة التكنولوجية في إدارة العمل.

الإنسان في مواجهة الذكاء الاصطناعي.. رجل طردته آلة!

كان ديالو ذاهبا إلى عمله ذات صباح، وعند وصوله إلى مقر عمله بإحدى ناطحات السحاب بولاية لوس أنجلوس الأمريكية، استخرج بطاقته الخاصة للدخول إلى المبنى ووضعها في المكان المخصص لها، رفضت الآلة البطاقثة، فظن أن البطاقة تحتاج للتغيير، واستعان بحارس الأمن للدخول إلى المبني، ثم ذهب رأسا إلى مديره، ليخبره الأخير بأنه سيعمل على استخراج بطاقة جديدة له.

لكن الأمر اتخذ بعدا آخر، فعند توجه ديالو إلى مكتبه لمزاولة عمله لاحظ أنه تم تسجيل خروجه من نظام العمل، وأخبره زميله بأن عبارة «خارج الخدمة» مكتوبة بجانب اسمه، ثم ازداد الأمر سوءا حين حضر شخصان لاصطحابه من مكتبه إلى خارج المبنى، وقد قالا له إن النظام الأمني تلقى بريدا إلكترونيا يطلب منهما مرافقته إلى الخارج.

لم يعرف ديالو ماذا يجري، كما وقف رئيسه مرتبكا عاجزا لا يستطيع فعل شيء حيال الأمر، وقد كتب عن ذلك قائلا: «لقد طردت من عملي، ولم يكن هناك شيء يمكن لمديري القيام به، لقد وقف هناك بلا حول ولا قوة، بينما كنت أحزم أغراضي وأغادر المبنى».

الإنسان في مواجهة الذكاء الاصطناعي.. رجل طردته آلة!

في ذلك الوقت كان ديالو قد أمضى فقط 8 أشهر في عقد مدته 3 سنوات، وخلال الأسابيع الـ3 التي تلت طرده استلم عدة نسخ من البريد الإلكتروني الذي تسبب في طرده، ويقول ديالو: «لقد كتبت الرسالة باللون الاحمر، وبالنسبة لي كانت بلا روح، فقد أعطت الأوامر التي حددت مصيري، وجاء فيها: تم تعطيله عن العمل، تم إلغاء دخوله إلى المبنى، تم إلغاء وصوله إلى نظام العمل، مرافقة إلى خارج المبنى».

استغرق الأمر 3 أشهر من رؤساء ديالو لمعرفة حقيقة ما حدث، وتبين أن السبب وراء إقالته الجبرية أن الشركة كانت قد استخدمت الذكاء الاصطناعي مؤخرا، ووظفت عددا من العاملين الجدد، وفي خضم التغييرات التي طرأت، لم يدرج عقد السيد ديالو في النظام الآلي الجديد، وبمجرد أن وضعت علامة على سجله بأنه غير مدرج في النظام، بدأ النظام الآلي في إجراءات فصله من العمل فورا بشكل متسلسل ومحدد، فأرسل البريد الإلكتروني تلقائيا إلى جهاز الأمن بالشركة ليخبره عن الموظف المفصول حديثا، ومن ثم تعطلت بطاقة دخوله إلى المبنى، وبعد دخوله عبر مساعدة الأمن، وجد أنه لا يستطيع الولوج إلى نظام العمل عبر الحاسوب، لأن حسابه قد تم تعطيله.

الإنسان في مواجهة الذكاء الاصطناعي.. رجل طردته آلة!

رغم أن السيد ديالو تمت إعادته إلى العمل، لكنه فقد راتب 3 أسابيع، كما شعر بشيء من الحنق لاصطحابه من المبنى مثل اللص ‑على حد تعبيره- ثم كان عليه أن يشرح اختفاءه إلى الآخرين، وتغيرت معاملة زملائه له، ومن ثم قرر الانتقال إلى وظيفة أخرى، وقد كتب ديالو ما حدث معه في مدونته، لتكون قصته بمثابة تحذير حول علاقة الإنسان بالآلة، وتعليقا على هذا الأمر، صرح ديف كوبلين خبير منظمة العفو الدولية لشبكة بي بي سي البريطانية قائلا: «هذا مثال آخر على فشل التفكير الإنساني، حيث يسمح بأن يكون الإنسان في مواجهة الآلات وليس الإنسان، لأن إحدى المهام الأساسية للبشر في عوالم الذكاء الاصطناعي هي تحمل المسؤولية، فحين تعطي الآلة إجابة ما، لا يعني بالضرورة أنها صحيحة».

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى