آراء ومساهمات

دعاء الاستخارة بدون صلاة .. هل يجوز؟

الاستخارة هي اللجوء إلى الله بالدعاء، حال وقوع الإنسان في حيرة بين أمرين، وقد شرعت صلاة ركعتي الاستخارة قبل الدعاء ليكون الدعاء أقرب إلى الإجابة وأرجى للقبول، ولكن ماذا لو تعذرت الصلاة على المستخير، ولم يمكنه أداؤها لعذر ما، هل يكفيه الدعاء فقط بدون صلاة؟

إذ ربما نتعرض لأمور طارئة وأحداث مفاجئة وعاجلة لا بد من لها من قرار سريع لا يحتمل التأخير، أو ربما كان هناك عذر شرعي حال كان المستخير امرأة تمر بفترة الحيض أو النفاس، وما إلى ذلك من الأعذار المشروعة، فما العمل؟

دعاء الاستخارة بدون صلاة

قال الإمام النووي رحمه الله في كتاب الأذكار: «ولو تعذرت عليه الصلاة استخار بالدعاء»، أي بالدعاء فقط دون صلاة، فإذا تعذر على المسلم أداء الصلاة، رجلا كان أو امرأة لأي سبب من الأسباب فلا حرج عليه من دعاء الله تعالى أن ييسر له خير الأمرين وأن يصرف عنه شرهما من غير صلاة، وقد نقل جماعة من علماء المذاهب الأربعة كلام النووي السابق وأقروه.
حيث أن الدعاء في حد ذاته عبادة، والله سبحانه وتعالى يقول: «ادعوني أستجب لكم»، والاستخارة كما هو معلوم هي دعاء وتوجه إلى الله وطلب للمشورة، فلا بأس بدعاء الله فقط دون صلاة، إذ أن الدعاء مشروع في كل وقت وعلى أي حال، لذا أجاز العلماء القائلون بحصول الاستخارة بالدعاء فقط دون صلاة، الدعاء والطلب من الله في أي وقت من الأوقات، وفي أي مكان، وعلى أي هيئة.
وقد اختلف الصحابة رضي الله عنهم حين وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم في اللحد والشق، وتكلموا في ذلك وارتفعت أصواتهم، فقال أنس بن مالك رضي الله عنه: «وكان بالمدينة رجل يلحد وآخر يضرح»، فقالوا: «نستخير ربنا ونبعث إليهما فأيهما سبق تركناه»، فأرسل إليهما فسبق صاحب اللحد، فلحدوا للنبي صلى الله عليه وسلم.
ويفهم من هذا الأثر وغيره أن الاستخارة تجوز بالدعاء فقط دون صلاة حال الانشغال أو وجود عذر شرعي طارئ أو غير ذلك، كما فعل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

مشروعية الاستخارة

أجمع العلماء على استحباب الاستخارة، والدليل على مشروعيتها ما رواه البخاري رحمه الله في صحيحه عن جابر رضي الله عنه قال: 

(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (ويسمي حاجته) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال: عاجل أمري وآجله، فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، اللهم وإن كنت تعلم أن هذا الأمر (ويسمي حاجته) شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال: عاجل أمري وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به، وفي رواية ثم رضني به).

إخلاء مسؤولية: المحتوى في قسم الآراء والمساهمات لا يعبر عن وجهة نظر الموقع وإنما يمثل وجهة نظر صاحبه فقط، ولا يتحمل الموقع أي مسؤولية تجاه نشره.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى