ملهمات

بعد 60 عاما.. فرقهما «ستالين» وجمعهما «قبر»

عند ملاقاة حبيب بعد فترة من الغياب، تعود الذكريات لتتدفق إلى العقل والقلب، بكل ما تحمل من مشاعر، ولكن ماذا لو طال الغياب ليصل إلى 60 عاما؟ هل تظل الأمور كما هي أم تتغير بفعل طول الزمان؟

هذا ما أجابت عنه آنا كوزلوف، المرأة الروسية العجوز، التي صعقت بمشاهدة «بوريس» من جديد، الرجل الذي تزوجته منذ 60 عاما، والذي كانت ودعته بعد الزواج بثلاثة أيام فقط، لانضمامه للجيش، إبان حروب الاتحاد السوفيتي، ليغيب عنها كل تلك السنوات الطوال.

البداية قبل 60 عاما

القصة بدأت عندما تم نفي الزوجة وعائلتها لسيبيريا، فيما سمي حينها بـ «تطهير ستالين»، باعتبارهم أعداء للدولة، بعد ما رفض والد آنا الانصياع لأوامر رجال ستالين، بالعمل في إحدى المزارع.

جاء وقع ذلك كالصاعقة بالنسبة لبوريس عند عودته لمنزله الخالي، ليقوم بالبحث عن آنا زوجته بكل جهد، ولكن للأسف دون طائل، حتى وجدها أخيرا بالصدفة بالقرية التي شهدت زواجهما والتي  تدعى «بوروفوليانكا».

تقول آنا : «تخيلت لوهلة أن عيني تمارس معي بعض الألاعيب، فعندما رأيت هذا الرجل قادما نحوي، وينظر لي بتلك اللهفة، شعرت بقلبي يقفز من مكانه، إذ علمت أنه زوجي، الذي لم أراه منذ نصف قرن، وبكيت حقا من شدة الفرحة».

جاء بوريس لتلك المنطقة لزيارة قبر والديه، وليلقي نظر على المنزل الذي شهد زواجه من آنا من قبل، والذي ظل خاليا لسنوات طويلة جدا، ليفاجأ بها قد عادت، ولكن بعد عمر طويل جدا.

يقول بوريس: «ركضت نحوها على الفور، مناديا إياها بحبيبتي وزوجتي، وشارحا لها أنني بحثت عنها مرارا وتكرارا دون جدوى.

مهما طال العمر

تحكي آنا وتؤكد أن فترة ترحيلها مع أسرتها كانت الأسوأ، للدرجة التي جعلتها ترغب في الانتحار، نظرا لأنها كانت لا ترى أملا في الحياة بدون زوجها كما تقول.

بينما يشير بوريس إلى أنه لم يدخر جهدا من أجل العثور على زوجته، وأنه كان يشعر بأن هذا سوف يحدث مهما طال العمر.

الطريف أن آنا رفضت في البداية إسدال نهاية سعيدة على قصتها مع بوريس، قبل أن تعيد التفكير في ذلك، حيث قالت: «أراد أن نتزوج من جديد، وكنت رافضة، حيث لا أرى حكمة من زواجنا في هذه السن مرة أخرى، ولكنه كان مصمما على ذلك، وهو ما قمنا به بالفعل لاحقا، ليكون أجمل يوم في حياتي على الإطلاق».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى