رياضة

«مصارعة الأخطبوط».. رياضة أمريكية طالها النسيان

في ستينيات القرن الماضي، وتحديدا في سنة 1963، كان من الطبيعي جدا أن تجد تجمعات زاخرة بالآلاف من الناس، يترقبون الحدث الأغرب على شاطئ بوجيت في تاكوما، واشنطن، والخاص ببطولة العالم لمصارعة الأخطبوط.

كانت لعبة مشهورة جدا حينها، وذات قوانين شديدة البساطة، تتطلب قيام أكثر من فريق مكون من 3 أفراد، بالنزول إلى مياه بعمق يتراوح بين 30 إلى 50 قدما، في محاولة لاصطياد أخطبوط ضخم. ويعد الفريق الذي يتمكن من اصطياد الأخطبوط المائي الأكبر، هو المنتصر في تلك اللعبة الغريبة، التي كانت ذات شعبية كبرى في ذلك الوقت.

مصارعة الأخطبوط.. البداية

بدأ ظهور تلك الرياضة مع حلول عام 1940، إذ تحدث الكاتب ويلمون مينارد، في مقال بعنوان «مصارعة الأخطبوط هي هوايتي»، نشر سنة 1949، عن رحلته إلى تاهيتي، والتي رافق فيها أحد مصارعي تلك الحيوانات البحرية الضخمة.

ويحكي ويلمون أنه ساعد ذلك المصارع في إحدى المرات، على قتل أخطبوط عملاق يمتلك من المخالب ما يصل إلى 25 مخلبا، وهي مقالة تعد هي الأولى التي تتحدث عن تلك الرياضة الدموية التي ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك في جزر بولنيزيا، الواقعة في المحيط الهادي.

ويشار إلى أن هناك نسخة أخرى من تلك اللعبة، أكثر صعوبة، حيث يوجد بها فريقان، يسمح لأحدهما بارتداء معدات الغوص، بينما لا يسمح للفريق الآخر بذلك، بينما يتم تعويض هذا الفريق المنقوص من وسائل حمايته، بإعطائه نقاط مضاعفة عن كل كيلوجرام من الأخطبوط الذي تم اصطياده.

وبشكل عام، لا تعد تلك الحيوانات البحرية، والموجودة بتلك المناطق بالشراسة التي قد يتخيلها البعض، ولكن كان لزاما بالطبع على المشاركين أن ينتبهوا لمخالبها، إذ من الممكن أن تقوم بجذب قناع السباحة أو خرطوم الهواء لديهم، ما قد يكون تهديدا لحياتهم، ولكن في العموم، لم تكن تلك الرياضة بالخطورة المتوقعة.

النهاية

ومع هذا لم تطل فترة انتشار تلك الرياضة كثيرا، ففي عام 1976، أصدرت ولاية واشنطن الأمريكية قرارا شديدا، كان بمثابة المسمار الغليظ في نعش تلك الرياضة. إذ أمر بعدم جواز اصطياد الأخطبوط بأي من الصور، ما قضى على المسيرة القصيرة لتلك الرياضة التي أصبحت الآن في طي النسيان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى