صراع ملوك بريطانيا مع كرة القدم ما بين الكراهية والسجن

نشأت كرة القدم كما يعرف الجميع في بريطانيا حيث بدأت تلك اللعبة التي حققت شعبية طاغية على مر التاريخ، حيث ظهرت بشكلها المعتاد الذي يتم ممارسته اليوم بالطبع مع اختلاف القوانين والقواعد في عام 1016 ميلادية، وبالتحديد في احتفالات جلاء الدنماركيين، ومنذ ذلك التاريخ ومرت اللعبة الأشهر تاريخيا بكثير من المصاعب والمشاكل في جميع أنحاء بريطانيا العظمى. فقد دخل ملوك بريطانيا خاصة في العصور الوسطى في صراع قوي مع تلك اللعبة، تضمن ذلك الصراع إصدار قوانين بمنعها ومحاكمة من يقوم بممارستها، إلا أنه برغم ذلك ظلت صامدة تتوارثها الأجيال حتى أصبحت في يومنا هذا اللعبة الشعبية الأولى على مستوى العالم، وخلال السطور القليلة التالية نلقي الضوء على بعض مراحل ذلك الصراع المشار إليه. الملك إدوارد الثاني في 13 أبريل عام 1314 ميلادية بدأ الصراع يأخذ منحنى قوي، وكانت أول قرارات في التاريخ تمنع ممارسة لعب كرة القدم بشكل رسمي، حيث أصدر الملك إدوارد الثاني مرسوما يمنع فيه ممارسة تلك اللعبة في شوارع لندن، حيث أكد في مرسومه أن من يقوم بممارسة اللعبة سوف يعرض نفسه لعقوبة السجن. وفي ذلك الوقت كانت كرة القدم قد انتشرت بشكل كبير في الشوارع وكانت تقام المسابقات والمنافسات، مما كان يسبب ضجيجاً كبيراً، وبرغم المرسوم الملكي إلا أن ذلك لم يوقف اللعبة وقد فسر البعض ذلك لضعف الملك إدوارد الثاني. الملك إدوارد الثالث في عام 1327 تنحى إدوارد الثاني عن الحكم لخلفه ابنه إدوارد الثالث، والذي كان أشد عداءا من والده للعبة كرة القدم، حيث أصدر عام 1331 مرسوما أقر فيه بعدم ممارسة كرة القدم بشكل نهائي، خاصة مع بداية حرب المائة عام ضد فرنسا، وبالفعل نجح في تنفيذ تلك القرارات مستعينا بصرامته التي اشتهر بها. وبعد تمكنه من ذلك أصدر مرسوم آخر في عام 1363 يحرم فيه ممارسة أي نشاط رياضي غير الرماية، فقد شعر الملك أن الشعب انصرف عن ممارسة لعبة الرماية التي هي في الأساس كانت إعداد للجنود البريطانيين منذ الصغر، للاستفادة منهم في الحروب. ملوك اسكتلندا يجرمون كرة القدم بالإجماع في عام 1424 صدر مرسوم رسمي يحمل توقيع جميع ملوك اسكتلندا في ذلك الوقت يمنع ويجرم ممارسة كرة القدم، والتي كانت تمارس في ذلك الوقت مشيا وليس جريا كما هو الحال في وقتنا هذا، وهو ما رآه ملوك اسكتلندا يؤثر على كفاء وقدرات الشعب. ويفسر المؤرخون كراهية ملوك بريطانيا للعبة كرة القدم بأنها ليست لعبة أرستقراطية، فهم يمارسون الفروسية والرماية والمبارزة في ذلك الوقت، بينما كان عامة الشعب هم من يقبلون على لعب كرة القدم هذا من جهة، أما من ناحية أخرى فقد وجد الملوك أن انصراف الشعب لممارسة تلك اللعبة جاء على حساب ألعاب أخرى، مثل الرماية والتي يحتاجها الملوك بشدة. وذلك لاستخدام شعوبهم كجنود في الحروب حيث كان الرماة بالسهام والأقواس لهم دور كبير في حسم تلك الحروب، بينما كان جناح الفرسان من النبلاء والأمراء، وبرغم ذلك الصراع المرير إلا أن اللعبة ظلت صامدة وتتطور يوما بعد يوم حتى وصلت لصورتها الحالية.

اترك تعليقاً إلغاء الرد