ملهمات

بطل العالم في رمي الرمح.. معلمه هو يوتيوب!

لم يجد الشاب الإفريقي الصغير مدربا لتعليمه رياضته المفضلة، وهي رمي الرمح، فاتجه إلى شبكة الإنترنت، ليصبح من خلالها بطلا عالميا في ظرف سنوات قليلة، إنه الرياضي الكيني الشهير، جوليوس يغو.

بطل من الإنترنت

ليس هناك ما هو أسوأ من إهدار المواهب نتيجة غياب الإمكانات المادية أو التدريبية، إلا أن تلك الأعذار كانت واهية بالنسبة للبطل الفولاذي، جوليوس يغو، الذي لم يرضَ إلا بتحقيق النجاح، حتى مع عدم وجود مدرب يؤمن بقدراته.
ولد جوليوس في الرابع من يناير، لعام 1989، بدولة كينيا، حيث وجد نفسه منذ الصغر، مغرما بممارسة الرياضة، وخاصة لعبة رمي الرمح، إذ يصف جوليوس شفغه بتلك الرياضة الأوليمبية بأنها «تجري في دمه»، ما دفعه لتحقيق أرقام غير عادية خلال مباريات الناشئين التي أجريت ببلاده.
وقف نقص الماديات حائلا بين جوليوس الصغير وبين أحلامه، عندما صعد إلى بطولة العالم للناشئين في بولندا، ولم يتمكن من السفر لأنه ببساطة لا يمتلك ثمن التذكرة، كما يحكي: «كان الأمر محبطا للغاية، فقد بذلت جهودا كبيرة، لأجد تلك النتيجة السيئة»، إلا أنه لم يتوقف كثيرا أمام تلك الأزمة، بل سعى بكل قوته لتحسين قدراته، على أمل المشاركة في بطولات أخرى لاحقة من خلال مدرب لم يتعامل معه من قبل، هو الإنترنت!

اليوتيوب مدربًا

يشير جوليوس إلى أنه شاهد الفيديوهات عبر موقع يوتيوب، للمرة الأولى عام 2009، حيث أراد تعلم رياضته المفضلة بصورة أكثر احترافية، ليجد ضالته في هذا الموقع الإلكتروني الأشهر في تخصصه.
يقول جوليوس: «كنت وحيدا، لا يسألني من حولي عما يدور في ذهني من أحلام ولا عن كيفية تحقيقها، لذا دلفت إلى أحد مقاهي الإنترنت ببلدتي، لأتمكن أخيرا من تعلم رمي الرمح بطريقة مذهلة، عبر نجوم التدريب في تلك الرياضة، لأصبح جاهزا للمشاركات الإقليمية والدولية».
فاز جوليوس بالدورة الإفريقية عام 2011، ليصبح أول كيني يفوز ببطولة بتلك القوة، ما دفع رجال الصحافة والإعلام لمحاولة إجراء الحوارات مع مدربه، هنا انكشف السر العجيب للاعب دولي، لا يملك مدربا، كما يحكي جوليوس: «أرادوا معرفة سر تفوقي، وكيفية استعدادي للدورة الإفريقية من خلال الاستفسار من مدربي، لذا فاجأتهم بأن مدربي هو يوتيوب!».
شارك جوليوس في العام التالي بدورة الألعاب الأوليمبية في لندن، أي عام 2012، قبل أن يعود لتحقيق إنجازات جديدة عبر الظفر بدورات الألعاب الإفريقية، لعامي 2014 و 2015 على التوالي، إلا أن الإنجاز الأعظم للرياضي الكيني تمثل في فوزه بالميدالية الفضية بأوليمبياد ريو البرازيلية عام 2016.
اليوم، يعد جوليوس يغو من أشهر لاعبي رياضة رمي الرمح، ليس فقط لأنه حقق ميدالية أوليمبية، بل لأنه نجح في ذلك دون الاعتماد على مدرب، فقط كان الإنترنت ‑وتحديدا اليوتيوب- هو محفزه ومعلمه.

اقرأ أيضًا:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى