عجائب

الميسوفونيا.. حساسية الصوت التي تدفع إلى القتل!

هل كنت تشعر بالتوتر عند تلامس أظافر المعلمة مع السبورة؟ أو تغضب عند سماعك صوت شخص يمضع الطعام أو يتثاءب بجوارك؟ ربما تكون مصابا بالميسوفونيا ولا تدري!

الميسوفونيا

هي الحالة الصحية المعروفة كذلك بمتلازمة حساسية الصوت الانتقائية، حيث يشعر الشخص المصاب بالقلق والانزعاج، عند سماع أصوات مضغ الطعام، والتثاؤب، والتنفس، بل من الممكن أن يشعر بالغضب لمجرد تحريك أحد الأشخاص قدميه.
ينتج عن تلك المتلازمة ردود أفعال مختلفة، طبقا لدرجة الأزمة لدى الشخص المصاب، فيمكن للأصوات المذكورة أن تؤدي ‑في الحالات العادية- إلى قلق المريض وإحساسه بعدم الراحة والرغبة في ترك المكان، بينما يمكن في حالات خاصة أن تتسبب الأصوات المحيطة للشخص المصاب بالغضب الشديد الذي إما أن يصل بصاحبه لحالة من الهلع والخوف والتفكير في الانتحار، أو يجعله يرغب في قتل من يصدر تلك الأصوات!
يؤثر أمر مثل هذا بالسلب على الحياة الاجتماعية للمصاب بالميسوفونيا، حين يتجنب الذهاب للمطاعم أو الجلوس وسط أعداد من الناس، خوفا من إظهار رد فعل مبالغ، سواء بالبكاء والهروب من المكان، أو بالهجوم على من يصدر الصوت، بصرف النظر عن شخصه.

كيف يصاب البعض بالميسوفونيا؟

تبدأ الإصابة بتلك المتلازمة العجيبة، منذ بلوغ الطفل عامه التاسع وحتى وصوله لـ13 من عمره، حيث تبدأ أعراض الأزمة بالظهور سريعا دون سبب واضح، وتعد الفتيات أكثر عرضة للإصابة بها.
يؤكد الأطباء أن الإصابة بالميسوفونيا لا تعود لأسباب متعلقة بالأذن، بل هي تندرج تحت قائمة الأزمات النفسية والذهنية وأحيانا الحركية، حيث ترتبط بكيفية تأثير الأصوات على العقل، وكيفية تحفيزها الجسم لاحقا على رد فعل، ما يربك حسابات بعض الأطباء، الذين يجدوا الأذن لا تشكو من خطب، فيتوقعون أن تتلخص الأزمة في معاناة المريض من القلق الزائد، أو حتى من اضطراب المزاج ثنائي القطب.

العلاج

تؤثر متلازمة حساسية الصوت الانتقائية على الحياة اليومية للمصاب بها، لذا يتطلب الأمر سيطرة المريض على أزمته سريعا، من خلال حضور جلسات صوتية في العيادات النفسية، إذ يحرص الأطباء على تشغيل بعض الأصوات المسجلة، التي تعمل على إبطال الأصوات المقلقة للمصاب بمرور الوقت.
كذلك توجد بعض الأجهزة التي يمكن تركيبها في الأذن، لتصدر أصواتا قريبة الشبه من أصوات الشلالات المائية، فتعمل على تشتيت الذهن عن الأصوات المزعجة التي تتسبب في تحفيز العقل والجسد بالسلب، مع أهمية الالتزام بممارسة الرياضة والحصول على ساعات نوم كافية، للسيطرة على القلق والتوتر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى