ملهمات

كريس جاردنر.. كيف تحول من مشرد إلى مليونير؟!

كان أبا مشردا بلا مأوى، يلجأ لمحطات القطار والحمامات العمومية ليلا للنوم مع ابنه الصغير، فمن كان يتوقع أن يصبح هذا المسكين الذي لا يجد قيمة إيجار غرفة صغيرة رجل أعمال يمتلك الملايين، إنه كريس جاردنر الذي تجسدت قصته عبر ملحمة سينمائية هي «The Pur­suit Of Hap­py­ness»، فمن هو وكيف حدث ذلك؟

بدايات قاسية ونقطة تحول

عاش كريس المولود في خمسينيات القرن الماضي بولاية ويسكونسن الأمريكية طفولة قاسية في منزل زوج والدته، حيث لم يجد منه إلا معاملة شديدة القسوة، إلا أنه تعلم من والدته ‑على الرغم من ذلك- المثابرة وكيفية الاعتماد على النفس، ما ساعده على تخطي الصعوبات، التي بدأت منذ نعومة أظافره، عندما اضطر للعيش في ملجأ متواضع مع إخوته.

كبر كريس قليلا والتحق بالجيش، حيث تعرف على الجراح روبرت إليس، ليعمل معه لاحقا بعد انتهاء خدمته العسكرية، في مستشفيات ومعامل طبية عدة، ويدخر بعض الأموال، التي ساعدته على الزواج من السيدة شيري دايسون، في عام 1977، إلا أن الحال لم يكن أفضل من سابقه مع زواجه.

تعددت المشكلات التي عجلت بانتهاء الزواج، وخاصة مع الظروف المالية الصعبة التي عانى منها الزوج الفقير، لذا انفصل عن زوجته ورحل مع طفله الصغير كريستوفر، ليبدأ حياة جديدة اجتماعيا مع طلاقه، وعمليا مع تركه المعمل الذي كان يشرف عليه، فاتجاه إلى وظيفة البائع المتنقل.

دون بوادر أمل، جاءت اللحظة التي تغير فيها كل شيء، كان كريس يسير مع طفله في الطرقات، فشاهد سيارة فيراري فارهة، يقودها رجل تبدو عليه علامات الثراء. لم يتردد كريس قبل أن يتجه إليه في حماس بالغ، ليسأله عن شيء واحد فقط، «ماذا تعمل؟»، أجابه الرجل بأنه يعمل كسمسار في البورصة، لتتبدل منذ ذلك الحين الأفكار بداخل كريس الذي قرر هنا أن يبدأ رحلة اقتحام عالم البورصة.

بين الفقر المدقع وعالم البورصة

في وقت وجيز قبل كريس كمتدرب بلا أجر في شركة «E.F.Hutton»، لكنه فوجئ باقتياده إلى سجن الولاية، والسبب عدم دفع غرامات وقوف السيارة، حيث قضى هناك 10 أيام متتالية، كادت تتسبب في ضياع فرصة تدريبه بشركة الأوراق المالية، إلا أن الحظ وقف بجوار كريس تلك المرة، حين وجد الفرصة مازالت في انتظاره، ليلتحق بالتدريب كما كان مقررا.

في هذا الوقت، كان كريس بلا أي مصادر للدخل، فوجد نفسه يتدرب بكل قوة، يجري المكالمات لعرض خدمات الشركة على الزبائن دون انتظار مقابل مادي، لذا فمع انتهاء الأموال التي كانت بحوزته، اضطر كريس إلى النوم مع طفله الصغير في شتى الأماكن التي اتسعت لهما، بداية من محطات القطارات، ونهاية بالحمامات العامة في الشوارع، حتى فوجئ الرجل المثابر بخبر قبوله في الشركة الكبرى، ليكون ذلك إيذانا ببداية النجاح.

أثبت كريس نفسه في عالم البورصة سريعا، وتمكن من ادخار الأموال من جديد، ليؤسس شركته الصغيرة للأوراق المالية، والتي بدأت برأس مال لا يتجاوز 10 آلاف دولار، وأصبحت تساوي الملايين في سنوات قليلة، الأمر الذي حفزه على كتابة قصة حياته الملهمة في كتاب، حمل نفس اسم العمل السينمائي الذي حاكى رحلة نجاحه الصعبة «The Pur­suit Of Hap­py­ness»، وهو الفيلم الذي حقق إيرادات تتخطى الـ300 مليون دولار، ورشح من خلاله بطله ويل سميث لجائزة الأوسكار، وكأن كل ما يتعلق بكريس يحقق الشهرة والنجاح.

اليوم يعيش الرجل الستيني الملهم، في تنقل دائم بين دول العالم، فقد تفرغ لعمله كمحاضر عالمي، لا يكشف للحاضرين عن أسرار نجاحه في البورصة فحسب، بل عن عقليته الإيجابية التي حولته من رجل مشرد يفترش الطرقات مع طفله، لرجل الأعمال صاحب الملايين، كريس جاردنر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى